دخلت الأزمة الوزارية في روسيا أسبوعها الرابع أمس الاثنين وأعلن الرئيس بوريس يلتسن أنه "واثق" من أن سيرغي كيريينكو سيتولى رئاسة الحكم رغم رفض البرلمان المصادقة على تعيينه، وذكر أنه لن يرشح اسماً آخر ووعد المجلس النيابي بتلبية "احتياجات" النواب في حال تصويتهم لكيريينكو. وتوقع الرئيس أن يحصل كيريينكو خلال الجولة الثانية من الاقتراع الأسبوع الحالي على عدد من الأصوات يفوق ما حصل عليه يوم الجمعة الماضي 143 له و186 ضده. وأضاف أنه واثق من أن كيريينكو سيصبح رئيساً للحكومة، مشيراً إلى أنه "لا يوجد مرشح آخر ولا نية لترشيح اسم آخر". وكان رئيس البرلمان غينادي سيليزينوف أعلن أنه سيطلب من يلتسن في لقائهما اليوم الثلثاء أن يقدم، إضافة إلى كيريينكو، 4 - 5 أسماء أخرى يجري عليها "اقتراع تصنيفي" لكي يختار يلتسن واحداً من الشخصيات التي تحصل على أكبر عدد من الأصوات. ولكن يلتسن قال أثناء استقباله كيريينكو أمس إنه "سيصمد حتى النهاية". وذكر ان النواب "يجب أن يكفوا عن الاختلاق، فأنا أتصرف معهم بشكل مخملي". وتابع انه "لم يذكر سابقاً ولا حالياً" أنه ينوي حل البرلمان إذا رفض اسم كيريينكو، لكنه زاد ان النواب ينبغي أن يوافقوا على اسم المرشح "لكيلاً اضطر إلى التفكير في خطوات تالية". ويشير المراقبون إلى أن داء النيسان ربما أصاب يلتسن مرة أخرى، إذ أنه كان قبل أسبوعين أكد أنه "سيطرح اسم المرشح ثلاث مرات وبعدها الحل حل البرلمان". واستخدم الرئيس الروسي سياسة "العصا والجزرة" حيال البرلمان، إذ أعلن أمس أنه كلف مسؤول الشؤون الاقتصادية والمالية في ديوان الرئاسة "حل المشاكل" التي يواجهها النواب، ورفض تحديدها، إلا أنه قال إنه طلب "ارجاء البت النهائي" لحين تصويت البرلمان على اسم كيريينكو. وزاد: "كل شيء يجب أن يكون على أسس المقايضة". ولكن يلتسن رفض في صورة قطعية حلاً وسطاً قدمه الكسندر شوخين رئيس كتلة "روسيا بيتنا" التي يقودها رئيس الوزراء السابق فيكتور تشيرنوميردين. فقد كان المعترضون على ترشيح كيريينكو ذكروا ان رئيس الوزراء يتولى بموجب الدستور صلاحيات رئيس الدولة في حال عجزه عن أداء مهامه، وأكدوا أن كيريينكو ليس مؤهلاً بسبب سنه 35 عاماً وقلة خبرته للاضطلاع بصلاحيات الرئاسة. واقترح شوخين تعديل الدستور كي تنتقل الصلاحيات إلى رئيس مجلس الفيديرالية الهيئة العليا للبرلمان الذي يضم قادة المحافظات والجمهوريات المنتخبين محلياً، ويشغل هذا المنصب حالياً محافظ مقاطعة اوريول يغور سترويف وهو سكرتير سابق للجنة المركزية للحزب الشيوعي وله علاقات جيدة مع مختلف القوى السياسية بما فيها اليسارية والاصلاحية. ولكن يلتسن اعتبر الاقتراح "غير منطقي"، وقال: "ما دمت رئيساً لن يكون هناك أي تعديل دستوري".