تلاشت آمال المعارضة الروسية بعرض كبير للقوة أمس في إطار "حملة احتجاج" تعم البلاد للمطالبة باستقالة حكومة لا وجود لها وأكدت وزارة الداخلية ان العدد النهائي للمشاركين في الحملة لن يتجاوز 8،1 مليون شخص بينما تحدثت قيادة النقابات أول من أمس عن احتمال مشاركة عشرة ملايين شخص فيها. وتوقع زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف وصول الرقم الى 15 مليوناً. وقاطعت الأحزاب اليسارية اجتماعات نظمتها في موسكو النقابات قدر عدد المشاركين فيها بين ستة وعشرة آلاف شخص فقط، في حين شارك عدد أكبر بقليل في تجمعات منفصلة حضرها قادة الاحزاب والكتل البرلمانية المعارضة. ولم تقع أي حوادث شغب. ونُظمت الحملة عشية اجتماع البرلمان الروسي اليوم الجمعة للنظر في تعييين سيرغي كيريينكو رئيساً للحكومة خلفاً لفيكتور تشيرنوميردين الذي أقاله الرئيس بوريس يلتسن الشهر الماضي. وما زالت روسيا من دون حكومة منذ ثلاثة أسابيع. وكان المراقبون اعتبروا اقالة حكومة تشيرنوميردين خطوة "احترازية" قام بها يلتسن لاجهاض حركة الاحتجاج التي كان يفترض ان تطالب باستقالة الوزارة. وقدرت قيادة النقابات العدد الاجمالي للمشاركين في اضرابات واعتصامات وتظاهرات في كل ارجاء روسيا بزهاء عشرة ملايين، فيما قالت مصادر الشرطة ان الرقم النهائي لن يتجاوز المليونين. وكان الشعار الأساسي لحركة الاحتجاج "ادفعوا ثمن عملنا" في اشارة الى ان الاجور المستحقة والتي لم تدفع بلغت في مجموعها 58 بليون روبل 9.7 بليون دولار. وكانت حكومة تشيرنوميردين اعلنت أواخر العام الماضي ان المستحقات سددت في قطاعات كثيرة، وان الرقم الباقي لا يتجاوز البليون روبل إلا أن تدهور الأوضاع الاقتصادية بسبب الأزمة المالية وهبوط أسعار النفط اديا الى ارتفاع المديونية. كما طالب المحتجون بالحد من البطالة التي بلغت نسبتها رسمياً 6.5 في المئة، فيما يشير الخبراء الى أن البطالة "المقنعة" أكبر بكثير. وذكر الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي ان يلتسن "يرصد باهتمام" حركة الاحتجاج ويرى ان المشاركين فيها "على حق بشكل مطلق ... فهم عملوا ويجب أن يحصلوا على اجورهم"، لكنه دعا الى "نبذ القشور السياسية" التي قال ان المعارضة تحاول فرضها على حركة الاحتجاج. وعقدت الحكومة الموقتة اجتماعاً أعلن أثره رئيسها كيريينكو عن تحويل 700 مليون روبل الى المناطق التي لم تدفع فيها الرواتب منذ أشهر. واستقبل وفداً من قادة النقابات لابلاغهم ان الحكومة "تتفهم" الأسباب التي دفعت المواطنين الى المشاركة في الحركة الاحتجاجية ووعد بوضع "آلية دائمة" تمنع التسويف في دفع الرواتب. وقدم كيريينكو الى يلتسن أمس الخطوط العريضة لبرنامج الحكومة الذي سيعرضه اليوم على البرلمان لطلب المصادقة على تعيينه. لكن قادة الكتل البرلمانية، المعارضة والموالية، أكدوا ان كيريينكو لن يحصل على أكثر من 130 - 150 صوتاً من أصل 450 في جلسة اليوم. وذكر الكسندر شوخين رئيس كتلة "روسيا بيتنا" التي يقودها رئيس الوزراء السابق فيكتور تشيرنوميردين ان حظوظ كيريينكو "ضئيلة" في الجولة الأولى، لكنه توقع ان تتحسن في حال اصرار يلتسن على طرح اسمه للمرة الثانية. وقال الزعيم الشيوعي زيوغانوف ان النواب الشيوعيين لن يشاركوا أصلاً في الاقتراع اليوم ولن يؤيدوا كيريينكو في الجولة الثانية ودعا يلتسن الى اجراء "تغيير جذري في نهج" السلطة.