موسكو - رويترز، أب - ظل الرئيس بوريس يلتسن أمس بعيدا عن مكتبه في الكرملين على رغم الازمة المالية والتطورات التي تمر بها روسيا. وأعلن المكتب الرئاسي ان يلتسن يواصل إجازة في كوخ للصيد في منطقة روس التي تبعد نحو 100 كيلومتر غرب العاصمة موسكو واكتفى باجراء اتصال هاتفي مع رئيس وزرائه المعين فيكتور تشيرنوميردين. وطالب الشيوعيون وحلفاؤهم المتشددون في البرلمان أن يتخلى يلتسن على الأقل عن بعض سلطاته. وقدمت لجنة تضم ممثلين عن الحكومة ومجلسي البرلمان النواب والفيديرالية مشروع اتفاق لنتقاسم السلطة. وينص المشروع على ان يتخلى يلتسن عن صلاحياته الدستورية لكي يتمتع البرلمان بمزيد من السلطة في تعيين الوزراء وتحديد سياسات الحكومة. وفي اطار تكليف تشيرنوميردين تشكيل حكومة جديدة أبلغه يلتسن أنه لن يتدخل في اختيار اعضائها باستثناء وزارات القوة الثلاث، الدفاع والداخلية والأمن، إضافة الى الخارجية. واجرى تشيرنوميردين محادثات مع زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف في شأن الأزمة السياسية والمالية وتشكيل حكومة جديدة يفترض أن تضم ممثلين عن الأحزاب الرئيسية. وفي شأن غياب الرئيس يلتسن قالت نائبة المسؤول الصحافي للكرملين ليودميلا كريلوفا انه "في مقر روس اليوم ويعد لاجتماعات سيعقدها غدا مع الرئيس البلغاري بيتر ستويانوف". وعندما سئلت اذا كان يلتسن في حاجة ليوم كامل للاعداد لمحادثاته مع ستويانوف أجابت: "من المحتمل ان تكون لديه خطط اخرى ايضا". واضافت: "ومن المحتمل ان يذهب الرئيس في وقت لاحق الى 9 شارع غوركي لانه قريب من موسكو". وهذا هو عنوان مقر رئاسة الحكومة في موسكو. وأمضى يلتسن ليلته في روس فيما انخفض الروبل اكثر من 40 في المئة مقابل المارك الالماني واستمر انخفاضه أمس، ما دعا البنك المركزي الى وقف تبادل العملة تفاصيل اخرى ص9. ونفى مسؤولون في الكرملين ان تكون هناك اسباب صحية وراء ابتعاد يلتسن عن مكتبه. الى ذلك صعدت الصحف الروسية انتقاداتها للرئيس وقال بعضها انه فقد قدرته على حكم البلاد. وذكرت صحيفة "كوميرسانت" الناطقة باسم أوساط المال النافذة: "من الواضح للجميع انه اصبح في حالة لا تسمح له بحكم البلاد. ان دور يلتسن في حل المشكلة المالية عبارة عن التوقيع على القرارات المطلوبة في الموضع المناسب". وفي السياق ذاته أفادت وكالة "انترفاكس" للانباء ان احدى نقابات عمال مناجم الفحم البارزة في روسيا وجهت أمس رسالة الى الرئيس يلتسن حضته فيها على الاستقالة. ونقلت الوكالة عن ايفان موخناتشوك رئيس نقابة عمال صناعة الفحم الروسية المستقلة قوله في الرسالة: "نناشدك يا بوريس نيكولايفيتش يلتسن ان تظهر شجاعة حضارية وتستقيل". وجاء في الرسالة أيضاً ان "الرئيس لا يستطيع اتخاذ اجراء بناء في ما يتعلق بالاقتصاد اما لعدم كفاءته أو لعدم قدرته". وتابعت واعتبرت ان الوضع في روسيا ينطوي على "كارثة". يذكر ان عمال مناجم الفحم المضربون ساندوا يلتسن في 1991 في صراعه مع الزعيم السوفياتي آنذاك ميخائيل غورباتشوف. لكن عمال المناجم المستاءين من التأخر المستمر في تسديد رواتبهم أغلقوا خلال الصيف الجاري طريق السكك الحديدي عبر سيبيريا في نقاط عدة ونظموا احتجاجا خارج مقر الحكومة. وفي غضون ذلك تحادث وزير الخارجية الروسي يفغيني بريماكوف مع نائب وزير الخارجية الأميركية ستروب تالبوت في شأن جدول أعمال اجتماع القمة المرتقب الاسبوع المقبل في موسكو بين الرئيسين يلتسن وبيل كلينتون. وفي تطور آخر ذي صلة بتشديد الحملة على يلتسن وسياساته والعلاقات الروسية - الأميركية هدد زعماء الكتل البرلمانية أمس بأنهم سيؤجلون تصديق معاهدة "ستارت 2" الخاصة بحظر الأسلحة الاستراتيجية مكررين ادعاءاتهم بأن الولاياتالمتحدة انتهكت الاتفاق السابق "ستارت 1" الخاص بالرقابة على نشر الأسلحة.