اعتذر الرئيس بيل كلينتون مجدداً، امس، لزعماء الحزب الديموقراطي عن تصرفاته في فضيحة مونيكا غيت، واعرب خلال اجتماع عقده صباح امس في البيت الابيض مع عدد من زعماء الديموقراطيين في الكونغرس عن اسفه لما الحقه من اذى بعائلته وبالشعب الاميركي. وفي الوقت نفسه تداعت قيادات مجلس النواب، وعلى رأسها رئيس المجلس نيوت غينغريتش جمهوري وريتشارد غيبهارت ديموقراطي للتدارس في كيفية التعاطي مع تقرير المحقق الخاص المستقل كينيث ستار المنتظر وصوله قبل نهاية الاسبوع الحالي. واعلنت هذه القيادات اتفاقها على نشر التقرير علناً لدى وصوله الى مجلس النواب لكي يطلع عليه الجميع مع حجب ما هو ملحق به من تفاصيل مثيرة اخرى حول الوثائق التي حصلت عليها هيئة المحلفين الكبرى ومنها شهادات المتدربة السابقة في البيت الابيض مونيكا لوينسكي حول علاقاتها العاطفية مع الرئيس كلينتون. ووصف النائب الديموقراطي ديفيد بونيور اجتماع زعماء الحزب الحاكم مع الرئيس كلينتون، الذي استمر حوالي 90 دقيقة، بأنه كان عاطفياً. وقال: "شاهدنا أباً وزوجاً وزعيماً لبلدنا يعرب عن تأسفه للاعمال التي قام بها". واضاف ان كلينتون اكد لهم عزمه على المضي في قيادة البلاد مع تفهمه للألم العميق الذي سببه لعائلته ولزملائه وللناس الذين عملوا معه ولاعضاء الكونغرس وللبلد ككل. وزاد بونيور ان كلينتون استمع الى آراء المدعوين وتفهم مواقفهم وقلقهم. واوضح انه شدد على الرئيس كلينتون الحاجة الى توضيح الامور للشعب الاميركي بالطريقة التي فعلها مع وفد الكونغرس امس والاعراب علناً عن اعتذار لتصرفاته. وقال ان المطلوب من الرئيس ان يكرر هذا الاعتذار على مدى الاسابيع والشهور المقبلة. واعترف بونيور بأن الزعماء الديموقراطيين "صفحوا" عن كلينتون خلال الاجتماع، واعرب عن اعتقاده بأن كلينتون سيتمكن من تجاوز الصعوبات الحالية والبقاء في منصبه رغم امكانات محاكمته امام مجلس النواب تمهيداً لعزله. ولاحظ ان الرئيس كلينتون كان عاطفياً عندما تحدث عن مشاعره لكنه نفى ان يكون بكى امام ضيوفه. ودافع بونيور عن حق البيت الابيض في الحصول مسبقاً على نسخة من تقرير ستار لدرسه والرد عليه. وكان المحقق ستار رفض طلب محامي كلينتون الخاص ديفيد كينديل الحصول على نسخة عن التقرير الذي يعتزم تقديمه الى الكونغرس قريباً. ويتوقع المراقبون ان يتضمن التقرير تساؤلات حول ما اذا كان الرئيس قد عرقل مجرى العدالة او كذب تحت القسم. واعترف الزعماء الديموقراطيون امس بأن تصرفات الرئيس كلينتون قد اساءت الى حظوظ مرشحيهم في الانتخابات التشريعية في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وكان زعماء الحزبين الجمهوري والديموقراطي في مجلس النواب عقدوا قبل ظهر امس اجتماعاً للبحث في كيفية التعاطي مع تقرير ستار لدى وصوله اليهم قريباً بشكل مستقل وبعيد عن الانحيازات الحزبية. وقال رئيس مجلس النواب غينغريتش ان الاجتماع تركز على التقرير الذي سيرسله ستار الى مجلس النواب. وأكد ان هناك اجماعاً بين اعضاء الحزبين على حق الرأي العام في الاطلاع على نص التقرير، علماً ان اللجنة القضائية ستقرر نشر أو حجب الحلقات المتعلقة بالتفاصيل لحماية الناس الابرياء. وشدد زعيم الاقلية الديموقراطية النائب ريتشارد غيبهارد على المسؤولية الدستورية الكبيرة الملقاة على مجلس النواب وخصوصاً لجهة اتخاذ القرار بالمحاكمة. ووصف اهمية هذه المسؤولية بأنها تأتي مباشرة بعد مسؤولية "اعلان الحرب"، وان المطلوب ممارستها بموضوعية وانصاف وبطريقة غير منحازة. وفي تطور سلبي آخر للرئيس كلينتون، اعلنت وزيرة العدل جانيت رينو الثلثاء الماضي انها قررت البدء بتحقيق تمهيدي حول دور لكلينتون في عرقلة قوانين الانتخابات للحملة الرئاسية لعام 1996. وسيستمر هذا التحقيق 90 يوماً وعلى ضوئه ستقرر الوزيرة اذا كان هناك ما يبرر تعيين محقق خاص مستقل للنظر في الاتهامات.