بدأ التأييد للرئيس الاميركي بيل كلينتون ينحسر في صفوف حزبه الديموقراطي فيما باتت نسبة متزايدة من الاميركيين مقتنعة بأنه "مهووس جنسياً" وفي حاجة الى "علاج نفسي". وظهر المؤشر الاقوى الى احتمال تخلي الحزب الديموقراطي عن الرئيس، في تصريحات ادلى بها ريتشارد غيبهارت الذي يتزعم كتلة الحزب في مجلس النواب، الى وسائل الاعلام، مقارناً بين فضيحتي "مونيكا غيت" التي يتعرض لها كلينتون و"ووتر غيت" التي اطاحت الرئيس السابق نيكسون. وتحدث غيبهارت الذي يعتبر الرجل الثاني في الحزب، بعد كلينتون، عن احتمال "عزل" الرئيس. واعترف بأن استدعاء الرئيس للمحاكمة امام الكونغرس "أمر خطير لكن ذلك لا يعني استحالتها او عدم وجوب حصولها". ورأت مصادر اعلامية اميركية ان تصريحات غيبهارت هدفت الى ابعاد الحزب عن الفضيحة التي تحيط بالرئيس، تجاوباً مع رغبة عديد من المرشحين الديموقراطيين لانتخابات التجديد للكونغرس المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وكان هؤلاء يرون في كلينتون عاملاً مساعداً لفوزهم واصبحوا يرونه عبئاً ثقيلاً في حملتهم الانتخابية ويرغبون في الابتعاد عنه. واضافة الى مشكلتهم مع كلينتون يواجه الديموقراطيون مشكلة اخرى مع نائبه آل غور المعرض هو الآخر لتحقيق بشأن انتهاكه القانون خلال عملية جمع التبرعات لتمويل اعادة انتخاب الرئيس لولاية ثانية. وتعكف وزيرة العدل جانيت رينو على درس القضية للنظر في مدى ضرورة تكليف محقق مستقل متابعتها. ومنذ اعترف كلينتون باقامة علاقة جنسية غير لائقة مع مونيكا لوينسكي واعتذاره عن "تضليل" الرأي العام في هذا الشأن، صعدت وسائل الاعلام هجمتها بنشر ادق التفاصيل عن المغامرات الجنسية التي حصلت بين الاثنين داخل مكتب الرئيس. و نشرت صحيفة "يو اس اي توداي" امس ان ستار لن يحذف في تقريره شيئاً من التفاصيل التي حصل عليها من لوينسكي وشهود آخرين، كما انه سيرفق بالتقرير ادلة حسيّة وتسجيلات صوتية ومصورة للاعترافات. واجمعت صحف اخرى على ان ستار سيوصي مع التقرير باتهام الرئيس بسوء استخدام السلطة كونه وضع مونيكا لوينسكي في موقف لا تستطيع ان ترفض تلبية رغباته. ونشرت صحيفة "دايلي تلغراف" اللندنية مقابلة امس مع الناشرة لوسيان غولدبيرغ التي تعتبر "المهندسة الرئيسية" للحملة على كلينتون. وقالت غولدبيرغ انها تملك تسجيلات صوتية للوينسكي مدتها 20 ساعة تصف فيها الاخيرة "كيف ابتزها الرئيس جنسياً وكيف استغل ضعف ثقتها بنفسها لتلبية رغباته". واعربت الناشرة المقيمة في نيويورك عن املها في ان تكون نهاية الرئيس ان "يتولى حراس الحديقة المحيطة بالبيت الابيض اخراجه من مكتبه". وبدا ان نصف الرأي العام في اميركا مقتنع بأن كلينتون يحتاج الى "علاج نفسي" كونه "مدمن على الجنس"، حسبما اظهر استطلاع اجرته مؤسسة "ليفلين اسوشيتس" المرموقة. وقال 90 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع ان على هيلاري كلينتون مساندة زوجها وعدم التخلي عنه. ووصف اخصائيو علاج نفسي كلينتون بأنه "شخصية قوية جذابة تعاني من العزلة والملل وهو ما يتطابق تماماً مع مواصفات رجل مستعد لممارسة القهر الجنسي".