واشنطن - أ ف ب - تشكل الانتخابات الاشتراعية التي تجري الثلثاء المقبل في الولاياتالمتحدة لتجديد كامل مقاعد مجلس النواب 435 وثلث مقاعد مجلس الشيوخ 100، امتحاناً للانتخابات الرئاسية سنة ألفين. وفي مطلع ايلول سبتمبر الماضي، راهن الجمهوريون الذين يتمتعون منذ عام 1994 بغالبية طفيفة في مجلسي النواب والشيوخ 11 مقعداً في الاول وخمسة مقاعد في الثاني، على انتصار كاسح على الديموقراطيين الذين تلقوا ضربة قاسية بسبب فضيحة مونيكا لوينسكي التي لطخت صورة رئيسهم بيل كلينتون. والواقع ان انتصاراً كبيراً للجمهوريين من شأنه ان يضعهم في موقع جيد لاستعادة البيت الابيض سنة الفين ويعزز موقعهم في اجراءات الإقالة التي بدأها الكونغرس ضد كلينتون ويسمح لهم بشل أي مبادرة لإدارته في المجال الاشتراعي. وحتى في حال عدم اقالته، يمكن للجمهوريين اذا حققوا انتصارا كبيرا في الانتخابات ان يحولوا كلينتون الى رئيس شبيه ب "بطة عرجاء" خلال السنتين الاخيرتين من ولايته، ما يسهم في الحد من فرص نائبه آل غور في الفوز بالرئاسة من بعده. كما ان الانتصار من شأنه ان يطرح رئيس مجلس النواب، الجمهوري نيوت غينغريتش، مهندس "الثورة المحافظة" الذي يعاني من تراجع كبير لشعبيته في صفوف الناخبين، مرشحاً محتملاً لحزبه في الانتخابات الرئاسية. إلا ان هذا السيناريو يبدو الآن صعب التحقيق بالنسبة الى الجمهوريين. فقضية مونيكا لوينسكي احدثت رد فعل عكسياً ضدهم اذ استاء الرأي العام من اصرارهم على ابرازها على حساب مسائل اكثر اهمية بالنسبة الى البلاد. وفي غضون ذلك، قام كلينتون بعودة مذهلة الى الساحة السياسية مستعيناً بكل الفرص الممكنة لتحسين صورته. حتى انه نجح في زرع البلبلة في صفوف الجمهوريين خلال المفاوضات الاخيرة التي اجرتها ادارته معهم لاقرار موازنة 1999 بعد تأخير ستة اشهر. واستاء الجناح المتشدد في الحزب المحافظ من التنازلات التي قدمها غينغريتش للبيت الابيض خلال مفاوضات الميزانية وتخليه الموقت عن المشروع الجمهوري الرئيسي الذي ينص على خفض الضرائب بواقع 700 بليون دولار والذي كانت الطبقات الوسطى ستفيد منه في الدرجة الاولى وكان يمكن ان يشكل شعاراً انتخابياً رائعاً. وما زالت الاستطلاعات تشير الى ان الجمهوريين سيفوزون في انتخابات الثالث من تشرين الثاني نوفمبر الجاري، الا ان هامش انتصارهم ضاق بشكل كبير ويمكن ان يكون ضئيلاً جداً اذا كان الاقبال على التصويت مرتفعاً، علماً بأن الانتخابات الاشتراعية التي تجري عادة في منتصف ولاية رئاسية تؤدي تقليدياً الى هزيمة حزب الرئيس. ويمكن ان يعتبر فوز الجمهوريين بفارق بسيط انتصاراً لكلينتون الذي سيبتعد عنه بالتالي خطر الاقالة، ولنائبه آل غور الذي ليس من ينافسه فعلاً على ترشيح الحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية الا ريتشارد غيبهارد، زعيم الاقلية الديموقراطية في مجلس النواب. أما في الجانب الجمهوري فإن حاكم ولاية تكساس جورج بوش، الابن الاكبر للرئيس السابق هو المرجح اكثر من سواه لخوض معركة الرئاسة. وتشمل انتخابات الثلثاء اختيار 36 حاكماً جديداً ومجالس تشريعية في معظم الولايات. ويتمتع بوش الجمهوري المعتدل بشعبية هائلة في تكساس ويتقدم بأشواط في استطلاعات الرأي على المرشحين الآخرين لتمثيل الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية وبينهم المليونير ستيف فوربس وسيناتور ميسوري، جون آشكروفت وحاكم تينيسي السابق، لامار الكسندر. واستناداً الى استطلاع نشر هذا الاسبوع فإن بوش سيفوز بسهولة كبيرة على آل غور ب 48 في المئة من الاصوات في مقابل 40 في المئة للأخير اذا جرت الانتخابات الرئاسية الآن.