أهدى الناخب الأميركي الرئيس بيل كلينتون انتصارا تاريخيا مفاجئا في الانتخابات النصفية للكونغرس التي جرت أول من أمس. وأظهرت النتيجة امتعاض غالبية الرأي العام من اصرار الحزب الجمهوري على جعل فضيحة "مونيكا غيت" الجنسية القضية الرئيسية في الانتخابات، فيما أظهرت مقابلات مع الناخبين امام نقاط الاقتراع تركيزهم على قضايا مثل أنظمة الضمان الصحي والاجتماعي والتعليم. ورغم احتفاظ الجمهوريين بالسيطرة على الكونغرس فقد كانت هذه المرة الأولى منذ 1934 التي يستطيع فيها حزب الرئيس كسب مقاعد اضافية في الكونغرس في انتخابات نصفية. ذلك ان التقارير الأولية تشير الى ان الجمهوريين خسروا ثمانية مقاعد في مجلس النواب، أي ان الغالبية الجمهورية تراجعت من 22 الى 14 مقعداً. اما في مجلس الشيوخ فحافظ الديموقراطيون على مقاعدهم الپ45 في مقابل المقاعد ال55 نفسها التي كانت للغالبية الجمهورية. وتقدم النتيجة دعماً قوياً لكلينتون في مواجهته مع الكونغرس الذي يتهيأ للبدء بعملية عزل الرئيس. ومن شبه المؤكد الآن ان يبت الكونغرس القضية قبل نهاية السنة من دون ان ينحي كلينتون عن المنصب. وقال رئيس الكتلة الديموقراطية في مجلس النواب ريتشارد غيبهارت ان على الجمهوريين ان يفهموا "الرسالة" التي وجهها الناخبون، ومؤداها "ان علينا الانتهاء من القضية مونيكا غيت في أسرع وقت ممكن". وجرى متزامناً مع الانتخابات الاشتراعية النصفية الاقتراع على حاكمية عدد من الولايات، من بينها كاليفورنيا، وهي الأكبر والأغنى في الاتحاد. وجاء انتصار المرشح الديموقراطي غراي ديفيز هناك لينهي احتكار الجمهوريين لحاكميتها الذي استمر 16 سنة. وعكست انتصارات الديموقراطيين في الكونغرس والولايات بالدرجة الأولى التأييد لهم لدى النساء والسود وذوي الأصل الاسباني، بالرغم من ان نسبة المشاركة في الاقتراع لم تتجاوز 38 في المئة. الا ان الاتجاه الذي اثار اكثر الاهتمام كان تقدم الديموقراطيين في الولايات الجنوبية، حيث فازوا بعد معركة انتخابية شرسة في ولاية نورث كارولاينا بمقعد من مقعديها في مجلس الشيوخ، وحصلوا على حاكمية ولايتي ألاباما وجورجيا. ويعطيهم هذا التطور أملا في تعميق التأييد لهم في الجنوب، وهو منذ زمن طويل معقل للجمهوريين، في الانتخابات الرئاسية والاشتراعية في العام 2000. المواجهة التي تركزت عليها الأضواء اكثر من غيرها كانت في نيويورك، عندما تمكن المرشح الديموقراطي تشارلز شومر من الانتصار على السناتور اليميني المتشدد في عدائه للرئيس وولائه لاسرائيل الفونس داماتو. وحاز شومر، وهو يهودي معروف بمواقفه الليبرالية من قضايا مثل الحد من اقتناء السلاح، على 75 في المئة من أصوات يهود نيويورك. وتلقت حملة شومر الانتخابية دعماً كبيراً عندما شاركت فيها السيدة الأولى هيلاري رودهام كلينتون. كما لا بد ان النتيجة التي لقيت ترحيباً خاصاً من كلينتون كانت هزيمة السناتور المحافظ لاوش فيركلوث على يد المرشح الديموقراطي الشاب جون ادواردز، ذلك ان فيركلوث من اقرب اصدقاء ومساندي المدعي المستقل كينيث ستار، غريم كلينتون العنيد في قضية "مونيكا غيت".