أكد وزير الخارجية الايراني كمال خرازي، في تصريح الى "الحياة"، ان زيارة نظيره الفرنسي هوبير فيدرين "ستساعد كثيراً في الارتقاء بالعلاقات الثنائية وسيكون لها تأثير ايجابي كبير في مستقبل التعاون بين البلدين، كما انها لن تكون من دون أثر على المنطقة واوروبا والعلاقات الدولية". ولم يخالف فيدرين خرازي في هذا الرأي، فزاد قائلاً ل "الحياة" ان زيارته التي استغرقت 48 ساعة كانت "مهمة ومفيدة وبنّاءة جداً، وايجابية للغاية، واعتقد انها ستساعد على فتح آفاق واسعة امام التعاون الثنائي في كل المجالات وعلى فتح صفحة حوار لنتحدث في كل شيء ولا نتجاهل شيئاً". واختتم فيدرين زيارته الرسمية الى العاصمة الايرانية امس بعدما اجرى جولة محادثات ثانية مع خرازي. والتقى بالرئيس سيد محمد خاتمي ورئيس البرلمان علي اكبر ناطق نوري، في اشارة من القيادة الايرانية الى انها تتحدث الى العالم ككتلة واحدة انسجمت مع رغبة الحكومة الفرنسية في الحديث الى "الجميع" في ايران، كما لفت الى ذلك فيدرين في مؤتمر صحافي عقده قبل ان يغادر طهران. وفي بادرة هي الاولى منذ قيام الثورة، تلقى رئيس ايراني دعوة رسمية لزيارة فرنسا، وتسلّم خاتمي رسالة خطية من الرئيس جاك شيراك تضمنت الدعوة الرسمية، وهو سيلبّيها بعد زيارة يتوقع ان يقوم بها خرازي الى باريس تحضيراً للزيارة نهاية العام الحالي او بداية السنة المقبلة. وحول لقائه مع خاتمي، قال فيدرين ل "الحياة" ان الرئيس الايراني "عرض رؤيته لحوار الحضارات، وقلت له انه كان لهذه الفكرة اصداء واسعة في فرنسا، لأن فرنسا دولة اوروبية وغربية لكنها كانت دائماً ملتصقة عبر تاريخها بالعالم المتوسطي والافريقي والشرق أوسطي والآسيوي، ولذلك فان فرنسا تتفهّم وتشعر في العمق ماذا يعني حوار الحضارات". واشار الى انه تحدث مع خاتمي حول "الآفاق السياسية على الصعيد الثنائي وتناولنا كل القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية التي تهم الجانبين، وتبادلنا وجهات النظر حول العدد الهائل من الأزمات القائمة في كل المناطق المحيطة بإيران". وفي مؤتمره الصحافي، أجاب فيدرين "الحياة" حول رأي فرنسا في الاقتراح الذي تقدمت به ايران ويقضي بإقامة تعاون ثلاثي بين ايرانوفرنساولبنان، فأكد ان بلاده مستعدة لذلك "على الصعيد الاقتصادي". واشار الى ان محادثاته تناولت "كل الملفات، بما فيها الصعبة كقضية حقوق الانسان". واكد انه سمع "تأكيدات من المسؤولين الايرانيين بأنهم يرفضون الارهاب بكل أشكاله وشددوا على انهم كانوا ضحايا الارهاب". كذلك لفت فيدرين الانتباه عن ما شدد على انه لم يلاحظ ان الفريق الجديد في الحكم "متنصل" من قيم ومبادئ الثورة ونظام الجمهورية الاسلامية، "بل على العكس سمعت حرصاً منهم على ذلك مع تشديدهم على أهمية الانفتاح على العالم". حذر من "طالبان" وسجلت مصادر الوفد المرافق لفيدرين، بعد اللقاءات على مختلف المستويات، رغبة ايرانية ملحة على "شراكة ديبلوماسية" مع فرنسا والاتحاد الأوروبي "يمكنها ان تلعب دوراً في حلّ عدد من الازمات الاقليمية". وقالت المصادر ان المسؤولين الايرانيين شرحوا للوزير الفرنسي امثلة على دور الشراكة الذي يتمنونه، حتى انهم اشاروا الى ان حزب الله في لبنان في نظرهم حركة وطنية مناضلة لكنهم مستعدون لممارسة تأثير ايجابي عليه اذا اعترفت فرنسا وأوروبا لايران بدور فاعل كشريك. وقال مصدر فرنسي مطلع لپ"الحياة" ان التوتر القائم حالياً بين ايران وحركة "طالبان" في افغانستان أدى الى موقف ايراني حذر تجاه المد الاصولي الاسلامي الذي كانت ايران تشجعه في السابق. وتوقع المصدر ان يتصل وزير الخارجية الفرنسي بنظيرته الاميركية مادلين اولبرايت، فور عودته، لوضعها في صورة محادثاته الايرانية.