عقدت الحكومة الروسية أمس اجتماعا للبحث في الاجراءات التي تنوي اتخاذها لاحتواء الأزمة المالية التي تمر بها البلاد ولمناقشة موازنة سنة 1999. وغاب عن الاجتماع الرئيس بوريس يلتسن الذي قرر متابعة اجازته. ودعا المصرف المركزي الروسي المواطنين أمس الى عدم القلق حيال خفض قيمة الروبل وطالبهم بالتزام الهدوء مطمئنا اياهم الى انه يضمن الودائع في المصارف التي تتعاقد معه. وقال البنك المركزي ان احتياط الذهب والعملات الصعبة انخفض بنسبة تربو على 11 في المئة خلال اسبوع واحد، وقال رئيس الوزراء سيرغي كيريينكو ان موازنة السنة المقبلة ستوضع "وفق اسوأ السيناريوهات". واضطر البنك المركزي الى التدخل لوقف تدهور الروبل الذي انخفضت قيمته مقابل الدولار الى 6.995 من 6.99 روبل يوم الاربعاء. وتردد ان البنك المركزي ضخ 130 مليون دولار امس لاحتواء الانخفاض. وأعلن البنك ان احتياطه من العملات الصعبة والذهب انخفض من 17 بليون دولار الى 15.1 بليون في الفترة بين 7 و14 من الشهر الجاري، أي قبل ابتداء الأزمة الأخيرة والاعلان عن خفض قيمة الروبل. ولم يوضح البنك التطورات التي حصلت في الأيام الأخيرة، ولكن المراقبين اشاروا الى انه كان يقتصر على بيع الدولار، ما يعني استمرار تضاؤل الاحتياط. وتفاقمت الأزمة بفعل إقبال المواطنين على سحب ودائعهم من المصارف لشراء بضائع أو لحفظ الأموال في المنازل خوفاً من انهيار النظام المصرفي كله. ولمعالجة الوضع عرض رئيس البنك المركزي سيرغي دوبينين ان تقدم ضمانات حكومية بنسبة 100 في المئة للودائع في المصارف التي تتعاقد مع البنك المركزي. إلا ان المراقبين يرون ان هذا الاجراء لن يكون فعالاً بسبب غياب الثقة بالدولة التي لم تحدد حتى الآن كيف ستسدد سنداتها. وأوضح كيريينكو في اجتماع عقدته الحكومة امس ان سندات الدولة التي ألغي التعامل بها سيعاد اصدارها، وتقسم الى حصص لمدة 3 و4 و5 سنوات. واضاف ان جدولة ديون الدولة ستتم بفوائد، لكنه لم يحددها، فيما اشارت مصادر مالية الى انها ستكون في حدود 10 في المئة، أي ما يعادل التضخم السنوي. وذكر كيريينكو ان التوقف عن تسديد السندات يعود على الخزانة بما بين أربعة وخمسة بلايين روبل اسبوعياً. وقال ان هذه المبالغ ستدفع كرواتب ومعاشات للمواطنين. وأضاف ان الحكومة قررت إعادة النظر في موازنة السنة المقبلة ووضعها وفق "أكثر التقديرات تشاؤماً". وفي تبرير لخطوات الوزارة قال رئيسها ان الاجراءات الأخيرة لو لم تتخذ "لكنا أمكنّا احتياط العملة الصعبة" في غضون ثلاثة الى أربعة اشهر. وسيعلن القرار النهائي والحاسم في شأن السندات يوم الاثنين المقبل. وانخفضت قيمة الاسهم الروسية الممتازة امس بنسبة تصل الى أربعة في المئة، ولكن لم يكن هناك إقبال يذكر عليها ولم تتجاوز قيمة الصفقات المعقودة 630 ألف دولار. وكان من المقرر ان يلتقي رئيس الوزراء مساء الخميس كبار المستثمرين الاجانب لتوضيح مصير ايداعاتهم والاجراءات المتعلقة بتجميد تسديد القروض الاجنبية لمدة 90 يوماً.