استبعد مراقبون في منطقة البلقان جدوى ضربة جوية ضد القوات الصربية في اقليم كوسوفو بسبب الطبيعة الجبلية للاقليم وانتشار الغابات فيه. وأضاف هؤلاء في معرض تقويمهم لمثل هذا الاجراء، أنه لن يضير "الوحدات العسكرية الصربية الموزعة على مجموعات صغيرة، أفراداً ومعدات، وهي في حركة مستمرة وتتخذ مواقعها بين الأبنية السكنية في وضع يؤهلها مواجهة المقاتلين الألبان". وكانت مصادر اعلامية في لندن ذكرت أن المسؤولين الغربيين يدرسون استخدام ضربات جوية حازمة لوقف عنف القوات الصربية في كوسوفو. وأوردت صحيفة "صنداي تلغراف" نبأ مفاده ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أبلغ وزراءه ألا يستبعدوا ضربة ضد الصرب وأنه وضع نحو ألف جندي في حال جهوزية إذا قرر الأطلسي التدخل. وجاء ذلك في وقت استعدت الدول المجاورة للاقليم لموجة نزوح ضخمة ربما تكون أشد من هجرة مسلمي البوسنة عام 1992. وأعرب وزراء خارجية دول شرق أوروبا ووسطها الذين اجتمعوا على مدى يومين في جزيرة بريوني الكرواتية عن قلقهم ازاء تزايد استخدام العنف في كوسوفو "الذي تسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة". وأشار البيان إلى مساندة الوزراء "نشر قوات من حلف شمال الأطلسي على حدود ألبانيا ومقدونيا مع كوسوفو إذا طلب البلدان ذلك". وفي الأممالمتحدة، أفاد مسؤولون أميركيون وبريطانيون أنهم يعملون على صياغة طلب تفويض من مجلس الأمن لفرض عقوبات اقتصادية على يوغوسلافيا ونشر قوة تابعة لحلف شمال الأطلسي في الدول المجاورة لكوسوفو، تحسباً لامتداد موجة العنف إليها واتخاذ كل الاجراءات اللازمة لإشاعة الاستقرار في المنطقة. وقال المندوب البريطاني لدى الأممالمتحدة جون ويستون إنه "لا يمكن السماح للرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش بأن يحل الأزمة في كوسوفو بوسائل عسكرية". وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" ان الادارة الاميركية تنظر في تشديد العقوبات على بلغراد. ويتوقع أن يعقد الرئيس بيل كلينتون اليوم الاثنين اجتماعاً مع كبار مستشاريه للبحث في هذا الشأن. وذكرت صحيفة "دنيفني تيلغراف" المعارضة الصادرة في بلغراد أمس نقلاً عن مصادرها الخاصة ان كلينتون "على استعداد للموافقة على ارسال 1500 جندي أميركي من قواعد الأطلسي في المانيا إلى حدود البانيا ومقدونيا مع كوسوفو". وأضافت الصحيفة ان "هذا الحاجز الأمني الذي يشكله الأطلسي سيتكون من 10 آلاف جندي على الأقل من أوروبا والولايات المتحدة وكندا". وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر عسكرية أميركية "لم تستبعد قيام الحلف الأطلسي بفرض منطقة حظر جوي على كوسوفو للحد من عمليات الشرطة والجيش ووقف افواج النازحين إلى الدول المجاورة". وفي بلغراد، أفاد أمس المسؤول في الخارجية الألمانية وولف غانغ اشينغير بعد جولة شملت تيرانا وسكوبيا وبريشتينا، إضافة إلى العاصمة الصربية، أن الوضع في كوسوفو "أصبح كارثة ينبغي ايجاد حل سريع لها". وأضاف ان الأطلسي "يدرس كل الخيارات لوضع حد للأزمة في كوسوفو". ودعا الرئيس الألباني رجب ميداني المجتمع الدولي أمس "إلى التحرك السريع لاحتواء العنف ووقف المآسي التي خيمت على الاقليم". واستمر القتال العنيف في غرب اقليم كوسوفو وجنوبه، ودعا جيش تحرير كوسوفو إلى تعبئة عامة لسكان الاقليم، فيما ذكرت مصادر البانية ان الطائرات الحربية اليوغوسلافية "شاركت في قصف قرى البانية بينها قرية يونيك". ونشرت وسائل اعلام مستقلة في بلغراد معلومات من أجهزة الأمن في صربيا ان 363 من رجال الشرطة قدموا استقالاتهم خلال الأسبوع الماضي "بسبب تصاعد الصراع المسلح في كوسوفو والمعلومات عن مقتل واصابة الكثيرين من أفراد الشرطة".