وجهت المعارضة اليسارية في اسرائيل امس ضربة قوية الى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عندما وافقت الكنيست البرلمان الاسرائيلية، في قراءة تمهيدية، على مشروع القانون الذي قدمته المعارضة لحل الكنيست، في ما يعتبر خطوة اولى نحو اجراء انتخابات مبكرة. في غضون ذلك بدأت لجنة القدس اجتماعاتها في الدار البيضاء حيث التقى الرئيس ياسر عرفات وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع ونظيره العراقي السيد محمد سعيد الصحاف، فيما عقد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل اجتماعاً مع نظيره المغربي عبداللطيف الفيلالي. وأجرى الملك الحسن الثاني اتصالات مع قادة دول اسلامية في اطار الجهود المبذولة لمعالجة ملف القدس التي اقرت حكومة نتانياهو توسيع حدودها البلدية. راجع ص 3 وعلم ان وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت ابدت تحفظاً وعدم حماسة للمبادرة الفرنسية - المصرية لعقد مؤتمر لانقاذ عملية السلام في الشرق الأوسط. وأكدت مصادر فرنسية مطلعة ان اولبرايت ابلغت وزيري الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين والمصري عمرو موسى تحفظهما في اتصال هاتفي اجرياه معها صباح أول من أمس، خلال وجودها في الفيليبين. واضافت المصادر ان فرنسا ومصر تعتزمان بذل جهود ديبلوماسية خلال آب اغسطس المقبل لعقد المؤتمر، وتأملان بارسال الدعوات في ايلول سبتمبر او تشرين الاول اكتوبر عندما تنهي مجموعة العمل المصرية - الفرنسية اتصالاتها بالدول المعنية. في الدار البيضاء، بدأت مساء امس اجتماعات لجنة القدس برئاسة العاهل المغربي الملك الحسن الثاني وبحضور الرئيس عرفات ووزراء ومسؤولين في الدول الاعضاء. وذكرت مصادر مطلعة ان الاتجاه السائد يميل نحو اصدار قرارات متشددة ازاء المواقف المتعنتة للحكومة الاسرائىلية، تحديداً قرارها توسيع بلدية القدس والتنكر للاتفاقات الموقعة. وهيمنت على المشاورات الثنائية التي سبقت الاجتماع، دعوات إلى تعليق اجراءات التطبيع مع اسرائيل وتقديم الدعم المادي والمعنوي للفلسطينيين. والتقى الرئيس الفلسطيني وزير الخارجية المصري وبحثا في المبادرة الفرنسية - المصرية لانقاذ السلام. وأجرى العاهل المغربي اتصالات مع قادة دول اسلامية لبلورة موقف موحد في مواجهة المستجدات. وسيصدر عن اللجنة اليوم بيان ختامي يتوقع ان يحدد آليات التحرك، كما يتوقع ان يوجه نداء الى المجتمع الدولي للضغط على اسرائىل وحماية الأماكن المقدسة من خطر التهويد وعدم التساهل ازاء الانتهاكات المستمرة لحرمة الاماكن المقدسة. وفي الوقت ذاته يتوقع تأكيد تشبث الدول الاسلامية بعملية السلام. إلى ذلك أ ف ب، صوت 60 نائبا من اصل 120 عضواً في الكنيست على مشروع قانون قدمته المعارضة اليسارية الاسرائيلية يدعو الى حل الكنيست تمهيدا لاجراء انتخابات مبكرة، فيما عارضه ستة نواب وامتنع نائب عن التصويت. وقاطع معظم نواب الائتلاف الحكومي الإسرائيلي التصويت على رغم ان وزير المال السابق في حكومة نتانياهو دان ميريدور وثلاثة نواب من حزب الطريق الثالث، احد شركاء الائتلاف الحكومي، صوتوا لمصلحة الاقتراح. ولن تكون للقرار آثار فورية على مستقبل حكومة نتانياهو، إذ يتطلب اقراره النهائي ثلاث قراءات متتالية كي تصبح له قوة القانون، وبالتالي فإنه مجمد حكماً حتى نهاية تشرين الاول اكتوبر على الاقل، بسبب بدء الكنيست اليوم عطلتها الصيفية التي تستمر ثلاثة اشهر. وقلل نتانياهو من اهمية التصويت، مشيراً إلى ان "الامر الاهم هو ان حكومته "تتحرك باتجاه عقد اتفاق مع الفلسطينيين". وزاد ان "استقرار الحكومة لن يتأثر بنتائج التصويت التي لن تكون لها اي اهمية". وتابع في كلمة في الكنيست: "اول من امس كان بامكانكم اسقاط الحكومة خلال اقتراح بسحب الثقة وفشلتم. والان تجربون هذه الحيلة". وعكس القراءة التمهيدية التي لا تحتاج سوى الى غالبية عادية، فان القراءات الثلاث الاخرى تحتاج الى الغالبية المطلقة اي 61 صوتا من اصل 120.