استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في قصر اليمامة أمس الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي اطلعه على تفاصيل اتفاق واي بلانتايشن الأخير. وحضر الاستقبال ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، والنائب الثاني لرئىس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز. في غضون ذلك، كشفت مصادر إسرائيلية ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يدرس امكان التهديد بتأجيل تنفيذ الاتفاق لإرغام المعارضة العمالية على عدم التصويت لمصلحة مشروع تقديم موعد الانتخابات في قراءته الأولى في ضوء مصادقة لجنة الدستور والقانون التابعة للبرلمان الكنيست على اقتراح لتقديمه. وقالت المصادر إن نتانياهو، الذي سلم بحتمية اجراء انتخابات مبكرة، يسعى إلى تأجيلها إلى أن يتم تنفيذ الاتفاق الذي أبرمه مع الفلسطينيين والأميركيين الجمعة الماضي، وان السبيل الوحيد إلى ذلك هو التهديد بعدم تنفيذه. وأعلن رئيس الائتلاف الحكومي في الكنيست مئير شتريت أنه سيعمل على احباط استمرار التشريع بشأن الانتخابات، مضيفاً أن نتانياهو "لا يستبعد اجراء انتخابات مبكرة، ولكنه يريد أن يحدد الموعد فقط بعد تطبيق الاتفاق". راجع ص 3 وكان عرفات الذي وصل مساء أمس الى الرياض زار الأمير سلطان في مكتبه أمس، وهو قلد أمير منطقة الرياض الامير سلمان بن عبدالعزيز رئىس اللجنة الشعبية لمساعدة مجاهدي فلسطين، وسام نجمة القدس. وقال الأمير سلمان خلال الحفلة التي أقيمت للمناسبة أن السعودية تؤيد ما يوافق عليه الفلسطينيون، في إشارة الى اتفاق واي بلانتايشن، مؤكداً أن الرياض ستواصل دعمها للشعب الفلسطيني. وقال عرفات ان هذا الوسام هو تقدير لجهود الأمير سلمان "في دعم صمود الشعب الفلسطيني، باسم فلسطين التى تحبها وتحبك وباسم مدينة القدس الشريف"، وتمنى أن "نصلي فى القدس الشريف سوياً". وأكد الأمير سلمان على الأمنية ذاتها "والقدس الشريف عربية مسلمة"، وقال أن "المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله تساعد الشعب الفلسطيني بلا منة، وتعمل بلا ضجيج وتؤيد بلا انتظار مقابل او شروط تفرضها عليكم، وتضع قضية فلسطين في سلم أولوياتها وتترك لابناء فلسطين ان يعملوا ما يرونه فى الشأن الفلسطيني، وكما قيل اهل مكة أدرى بشعابها ... وكونوا على ثقة بأن المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومة وشعباً ستظل كما كانت منذ عهد الملك عبدالعزيز". ورافق الرئىس عرفات وفد يضم محمود عباس "ابومازن"، وأحمد قريع "ابوعلاء". وكان الامير عبدالله عاد امس الى الرياض من لاهور حيث انهى جولة اوروبية واميركية وآسيوية. وصدر بيان سعودي - باكستاني يؤكد "حق الفلسطينيين في اقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف"، ودعيا اسرائيل الى "الكفّ عن اتخاذ اي اجراءات احادية الجانب بغرض التأثير المسبق في نتائج مفاوضات الوضع النهائي". وعبر الجانبان في البيان عن ترحيبهما بالاتفاق الاسرائيلي- الفلسطيني الاخير، ونوّها بجهود الرئيس بيل كلينتون في هذا الشأن. واتفق الطرفان على ان اقامة الامن والسلام فى جنوب آسيا يتطلب عدم استخدام القوة فى تسوية المنازعات خصوصاً في ما يتعلق بنزاع جامو وكشمير، واعادا تأكيدهما حق شعب كشمير غير القابل للنقض فى تقرير مصيره. كما دانا "الارهاب بكل صوره واشكاله"، وأكدا ان الطريقة الفاعلة لمكافحة الارهاب هي عمل دولي متفق عليه ويتماشى مع ميثاق الاممالمتحدة. راجع ص 6 اولبرايت... والتطبيع وواصلت وزيرة الخارجية الاميركية مادلينن اولبرايت حض الدول العربية على "استئناف" التطبيع مع اسرائيل. وتحدثت اولبرايت، اول من امس، مع نظيرها المصري عمرو موسى في هذا الشأن. كما اجتمع مساعدها لشؤون الشرق الاوسط مارتن انديك مع السفراء العرب في واشنطن لينقل اليهم "رسالتها" بهذا الخصوص و"ضيق ذرعها" من عدم قيام الدول العربية بدور في "تعزيز عملية السلام". ورحب ناطق باسم الخارجية الاسرائيلية بهذه الدعوات الاميركية.