واشنطن - أ ف ب - يثير احتمال بيع سفن حربية اميركية الى تركيا واليونان قلق بعض اعضاء الكونغرس الذين يخشون ان يغذي اجراء من هذا النوع سباقا للتسلح بين البلدين اللذين يسود بينهما توتر يتعلق بقضية قبرص وبحر ايجه. وتأمل وزارة الدفاع الاميركية في الحصول على 637 مليون دولار من بيع 48 سفينة مستعملة خلال السنتين المقبلتين. ويفترض ان تساعد هذه الاموال البحرية الاميركية في التعويض عن الخفض في موازنتها حسبما ورد في وثائق سلمت في اطار تبني القوانين التي تسمح ببيع هذه السفن. وتقضي هذه القوانين التي أقرها الأسبوع الماضي مجلس النواب ولم يعتمدها مجلس الشيوخ حتى الآن، بتسليم تركيا 14 سفينة حربية من بينها ثلاث فرقاطات قاذفة للصواريخ من طراز "بيري" و11 فرقاطة قديمة من طراز "نوكس" تبلغ قيمتها الاجمالية 5،140 مليون دولار. وستسلم ثلاث فرقاطات مجاناً. أما اليونان فيفترض ان تتسلم 11 سفينة من بينها أربع مدمرات قاذفة للصواريخ حديثة من طراز "كيد"، وثلاث فرقاطات من طراز "نوكس" ومستودعاً عائماً، تبلغ قيمتها الاجمالية 481 مليون دولار. وستسلم احدى الفرقاطات وثلاث من المدمرات مجاناً. وقال دوغلاس بيرويتر الممثل الجمهوري عن نيبراسكا في مناقشة حول الموازنة العسكرية للسنة المالية المقبلة تشرين الاول/ اكتوبر 1998 - أيلول/ سبتمبر 1999 ان بيع هذه السفن "سيغذي سباقاً خطيراً للتسلح بين اليونان وتركيا يجب ألا يتم". وبدأت تركيا واليونان، الدولتان العضوان في حلف شمال الاطلسي، برنامج تحديث عسكري بتشجيع من واشنطن التي تأمل في تحقيق أرباح لصناعاتها العسكرية. ويدخل في هذا الاطار عدد كبير من العقود المتعلقة بمطاردات ومروحيات ودبابات وانظمة دفاع جوي، ويفترض ان يساعد بيع السفن بأسعار زهيدة في عقد صفقات تدر أرباحاً أكبر. لكن عملية بيع هذه السفن تأتي في وقت ازدادت فيه حدة التوتر بين البلدين بعد ان ارسل كل منهما طائرات قتالية في جزيرة قبرص المقسمة منذ 1974 بين المجموعتين القبرصيتين اليونانية والتركية. وأثار شراء الحكومة القبرصية اليونانية صواريخ ارض - جو روسية من طراز "اس - 300" استياء تركيا و"جمهورية شمال قبرص التركية" التي اعلنت في شمال قبرص في 1983. واعلنت تركيا انها اتخذت اجراءات لمواجهة احتمال نشر هذه الصواريخ في الجزيرة. ورأى ديفيد اوبي الممثل الديموقراطي عن ويسكونسين ان "تسليم تركيا واليونان هذه السفن عمل متهور بسبب ما يحدث في بحر ايجه. اعتقد اننا نوجه الرسالة السيئة الى الجانبين". واضاف ان المدمرات "كيد" المخصصة لليونان "ليست معدات قديمة. إنها نظام تسلح متطور جداً وكلفته كبيرة ولا اعتقد فعلاً ان سلوك اليونان وتركيا حليفتانا في الحلف الاطلسي يبرر ارسال هذه الأسلحة حالياً"