أضافت دراسة صدرت من مستشفى للنساء في بوسطن، الى العوامل المؤدية لحدوث امراض القلب، عاملاً جديداً. اذ قالت ان قياس نسبة بروتين موجود في الدم، اضافة الى معدل الكوليسترول، يساعد الاطباء في تصنيف وتمييز المرضى ذوي الخطورة العالية لتطور صدمات قلبية مستقبلاً. جاءت هذه الدراسة، التي نشر تقرير مفصل عنها في المجلة الطبية الاميركية لامراض القلب، متممة للدراسات والابحاث السابقة في هذا المجال، التي كانت اكدت ان الالتهاب ونتائجه هي عامل مساهم وفعّال لتطور وحدوث امراض القلب. يدعى هذا البروتين CRP، وهو يرتفع كاستجابة لأي التهاب يحدث في الجسم، او رض او جراحة. وان ارتفاعه في الدم متناسب مع درجة استجابة الجسم الالتهابية لهذه الحوادث. وجاءت هذه النتائج بعد معلومات جمعت من 000.15 شخص حول معدل هذا البروتين والكوليسترول في جسمهم، ومن خلال متابعتهم لمدة قاربت التسع سنوات، تطورت عند 245 منهم صدمة قلبية "احتشاء". الا انه وبعد مراجعة المعلومات القديمة حول معدلات الپCRP والكوليسترول عندهم في بداية الدراسة، لم يكن مستغرباً هذا الامر، اذ ان نسبة الخطورة عندهم كانت اعلى من غيرهم نتيجة لارتفاع معدل هذين العاملين. وتبين ان خطورة تطور صدمة قلبية بين الاشخاص ذوي المعدل العالي من CRP والكوليسترول اكبر منها عند اشخاص لديهم ارتفاع في احد هذين العاملين لوحده، اذ ان ارتفاع الكوليسترول يسبب زيادة في حدوث وتطور امراض قلبية تقدر بالضعفين مقارنة مع اشخاص ذوي معدل كوليسترول طبيعي، بينما مشاركة ارتفاع الكوليسترول والپCRP معاً تسبب زيادة قدرت بخمسة اضعاف. وقال الدكتور Paul M. Ridker، الذي ترأس فريق البحث، ان هذا التحليل غير متوافر بشكل شائع حتى الآن، وان توافر فهو غير دقيق. الا انه خلال فترة اقصاها سنة سوف يصبح في مقدور الاطباء الاعتماد عليه لتقييم مرضاهم، ونصح الاشخاص الذين يريدون ان يعملوا هذا التحليل ان يسألوا عن "التحليل العالي الحساسية" لبروتين CRP. واهمية هذا الاكتشاف تكمن في انه سلط الضوء على جوانب من ظاهرة كانت غير معروفة اسبابها بشكل دقيق، وهي ان بعض الاشخاص تتطور عندهم صدمات قلبية من دون اي عامل خطورة لذلك. ولكن بعد هذه الدراسة قد يكون السبب زيادة نسبة هذا البروتين في الدم، وبالتالي من الممكن معرفة هؤلاء الاشخاص باكراً، مع العلم ان توافر عوامل خطورة اخرى مع بروتين الپCRP مثل السكري والتدخين يضع هؤلاء الاشخاص في مرتبة اعلى من حيث الخطورة لتطور امراض القلب. يبقى ان هذه الدراسة اعيد تطبيقها على النساء، معطية النتائج ذاتها، بل اكثر قليلاً، فقد وجد ان العلاقة بين ارتفاع بروتين الپCRP وحدوث امراض القلب مستقبلاً هي اقوى عندهن.