أعلن مؤسس "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الشيخ أحمد ياسين، أمس، معارضته خطط اعلان دولة فلسطينية في أيار مايو عام 1999 "ما دام الاحتلال الاسرائيلي قائماً". وكرر مواقف "حماس" إزاء حقها في مقاومة الاحتلال ورفض اتفاق أوسلو ونتائجه، وعدم استعدادها للمشاركة في حكومة السلطة الوطنية ورفضها الاقتتال الداخلي. ودعا السلطة الفلسطينية الى اطلاق معتقلي الحركة في سجونها، خصوصاً الناطق باسم الحركة الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي وأحد قياديي الحركة ابراهيم المقادمة، معتبراً ان اعتقالهما "غير مبرر". وحرص الشيخ ياسين الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي بعد يوم على عودته الى غزة، على تأكيد العلاقة الجيدة بين "حماس" والسلطة الفلسطينية، مشيراً الى وجود العديد من مجالات التعاون القائمة بين الجانبين. لكنه أضاف: "نحن نرفض المشاركة في حكومة السلطة الفلسطينية باعتبارها نتاجاً لاتفاق أوسلو الذي نرفضه، لكننا ندعوها الى الابتعاد عن الفساد المالي والأخلاقي والحفاظ على الجبهة الداخلية قوية، وعدم جرّ القضايا الداخلية الفلسطينية الى الخارج لأن ذلك ليس في مصلحة الفلسطينيين". واعتبر الشيخ ياسين ان مشروع توسيع القدس ليس بالأمر الجديد في سياسة اسرائيل، مشيراً الى أنه بالنسبة الى الفلسطينيين "عدوان جديد سنقاومه حتى زوال الاحتلال". وعن السماح له بالعودة الى غزة بعد تصريحات اسرائيلية دعت الى منع عودته، قال: "انا أولاً خرجت من الباب وليس من الشباك، بتصريح رسمي وليس هرباً، وليس هناك قانون يمنع أحداً من العودة الى وطنه الذي تركه بتصريح قانوني". ونفى الشيخ ياسين أن يكون قام بجولته الأخيرة من أجل جمع أموال ل "حماس"، وقال: "المال لا يعنينا، فالقليل في أيدينا كثير، وما خرجت إلا للعلاج ولأطلب من العالم أن يقف معنا ومع قضيتنا العادلة". وعن المعلومات التي نشرتها صحف اسرائيلية عن حصوله خلال جولته على دعم مالي مقداره نحو 50 مليون دولار قال: "انا عدت الى غزة وانا املك المليارات وليس فقط 50 مليون دولار ... عندما يقول لي الشعب والحكومات العربية نحن معك فهذا يعني انني اصبحت من اغنى اغنياء العالم". وعن وضعه الصحي أشار الى أنه خضع لعملية جراحية في السعودية وأن صحته في تحسن ملموس. وتابع بقليل من الدعابة: "أنا والحمد لله شباب ومستعد للعمل 17 ساعة يومياً". وأكد الشيخ ياسين ان جولته "لم يقصد منها المساس بأحد"، بل استثمرها "لجلب المزيد من الدعم والتأييد للقضية الفلسطينية". واضاف: "لن نكون ابداً بديلا للسلطة الفلسطينية". ورداً على سؤال عن تفسير الاستقبال الحافل له في دول الخليج بأنه تعبير عن سخطهم إزاء السياسة الأميركية المنحازة لاسرائيل، قال الشيخ ياسين: "نعم أميركا خذلتهم بعدما جرت العرب للتنازل مقابل السلام الفاشل الذي نشاهده، لذلك كانوا يريدون ان يقولوا لأميركا والعالم ان الأمة العربية ستقف الى جانب الشعب الفلسطيني وهم مستعدون لدعمه". وعن عزم القيادة الوطنية الاعلان عن الدولة الفلسطينية في أيار المقبل، أوضح الشيخ ياسين "ان الدولة تحتاج الى تواصل للشعب مع بعضه بعضاً، والى أرض خالية من المستوطنات"، مؤكداً ان اعلان الدولة "يجب أن يأتي بعد زوال الاحتلال". وتابع: "لقد أعلنا الدولة الفلسطينية عام 1988 في الجزائر واعترفت بها 100 دولة فما هي النتيجة الآن؟"، وأضاف: "أعارض اقامة الدولة ما دام الاحتلال قائماً". وأكد الشيخ ياسين انه سيلتقي الرئيس ياسر عرفات قريباً وسيتحدث معه عن قضيتي المعتقلين من صفوف "حماس" في سجون السلطة ومقتل الناشط في "كتائب عزالدين القسام" الجناح العسكري ل "حماس"، محيي الدين الشريف، مؤكداً أن تحقيق الحركة في هذا الحادث لم يكتمل لاعتقال أطراف القضية. ودعا الى ضرورة ابقاء الشؤون الداخلية الفلسطينية بعيدة عن وسائل الاعلام والحرب الإعلامية