اعتبرت الحكومة الأردنية أمس أن "الوقت الآن غير مناسب لزيارة الشيخ أحمد ياسين" مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى عمّان. فيما كشفت مصادر ديبلوماسية غربية أن الحكومة الإسرائيلية "تدرس احتمال منع الشيخ ياسين من العودة إلى غزة". وتوقع ياسين في مؤتمر صحافي عقده في دمشق أمس زوال دولة إسرائيل مطلع القرن المقبل. وقال مصدر حكومي أردني مأذون ل "الحياة": "لم نرفض زيارة الشيخ ياسين من حيث المبدأ، لكن الزيارة لن تتم في الوقت الراهن". ولمح المصدر ذاته إلى سبب الاعتذار بقوله: "الأردن ملتزم دعم قيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني". وأكد السيد محمد نزال ممثل "حماس" في عمان ل "الحياة" ما أورده المصدر الحكومي، موضحاً ان الزيارة "لن تتم عملياً إذا لم يحدد موعد خلال شهر على الأكثر"، وأضاف ان الجواب الرسمي "ترك الأمور مفتوحة". وأوضح نزال أنه اتصل السبت الماضي بالحكومة الأردنية وأبلغها أن الشيخ ياسين ينوي زيارة الأردن يوم الأربعاء، إلا أن مسؤولاً، لم يكشف اسمه، أبلغه الاعتذار دون ابداء الأسباب. وسئل هل سيزور ياسين العراق مروراً بالأردن، فأجاب: "زيارة العراق ستتم من خلال سورية، وأبلغنا المسؤولين السوريين بذلك". في غضون ذلك، كشفت مصادر ديبلوماسية غربية ل "الحياة" ان الحكومة الإسرائيلية "تدرس منع الشيخ ياسين من العودة إلى غزة". وأوضحت المصادر ذاتها أن هناك "انقساماً" في الأوساط الإسرائيلية في شأن منع عودة ياسين "ما يؤخر حسم القرار". وسئل نزال عن صحة ما تردد في هذا الشأن، فأجاب: "لا علم لنا بقرار إسرائيل بمنع عودة الشيخ، ولكن ترددت أنباء أنهم لن يسمحوا له بالعودة عن طريق الأردن". وأضاف: "في كل الأحوال ليس من حق حكومة الاحتلال أن تمنع مواطناً فلسطينياً من العودة إلى وطنه، وإن فعلت عليها انتظار أوخم العواقب". ويذكر ان الشيخ ياسين سيواصل زيارته إلى بغداد والسودان ولبنان. ومن المتوقع ان يتلقى دعوة لزيارة باكستان وجنوب افريقيا لاحقاً، بحسب مصادر في "حماس". وفي دمشق، أكد ياسين مجدداً عدم وجود "أي مجال لنزاع سياسي" بين الحركة والسلطة الوطنية الفلسطينية، لأن "الكل يعمل من أجل القضية الفلسطينية"، نافياً نية الحركة نقل قيادتها إلى دمشق، ورفض الخوض في خلفيات قرار الأردن في شأن استقباله "تخص الحكومة الأردنية ونحن لا نتدخل فيها". وكان مؤسس "حماس" يتحدث في مؤتمر صحافي عقده أمس قبل لقائه فلسطينيي مخيم اليرموك. وقال رداً على سؤال إنه لم يبحث مع المسؤولين السوريين في نقل مكاتب الحركة من عمّان إلى دمشق "لنا ممثلون في عمّان وفي كل العواصم العربية والبلاد العربية، لكن بالشكل الذي تراه تلك الدول مناسباً لموقفها وسياستها، وبالتالي نحن لا نفرض على أحد أن يكون في أي مكان، ولا نسمح لخلافاتنا بأن تطغى على هدف الحركة وهو تحرير وطننا دون التدخل في شؤون هذه الدول". وكان الشيخ ياسين اجتمع خلال زيارته التي استمرت ستة أيام إلى الرئيس حافظ الأسد ونائبه السيد عبدالحليم خدام ومسؤولين آخرين. وأوضح ان محادثاته تناولت "القضية الفلسطينية ومسارها وتطوراتها والقضية السياسية وما وصلت إليه. ووجدنا من الرئيس الأسد ومن حكومته كل الدعم لمقاومتنا ومقاومة الاحتلال حتى تحرير آخر ذرة من تراب وطننا الفلسطيني والعربي". وسئل عن احتمال نجاح تشكيل جبهة فلسطينية معارضة بعد فشل "تحالف القوى الفلسطينية"، فقال: "أمر طبيعي أن نجتمع نحن ضمن اتفاق يرسمه الجميع، ذلك ان الميدان مفتوح لكل الجهات والكل مطلوب في الميدان إلا من استثنى نفسه"، مشيراً إلى أن المنظمات المعارضة تدرس برنامجاً تنظيمياً يجمعها على أسس محددة، يجمع جميع الفصائل وليس فقط "حماس" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" بزعامة جورج حبش. وعن تعاون الحركة مع "حزب الله"، قال ياسين: "هناك اتفاق جوهري أساسي. نحن أمام عدو واحد يحتل ارضنا ويقاتل شعبنا وبالتالي ربما يكون هناك تنسيق بين الجميع لمواجهة هذا العدو الذي استوطن أرضنا وشرد شعبنا". وسئل إذا كانت جولته إلى عدد من دول المنطقة تستهدف الضغط على السلطة الوطنية الفلسطينية، فأجاب: "نحن في مرحلة جهاد واستشهاد وتوصيات وخداع ولسنا في مرحلة سلطة ولا تباري ولا فصل بين شعب السلطة والشعوب الأخرى. الشعب الفلسطيني كله يعيش في الوحل، ولا مجال هناك للنزاعات السياسية على كراس، ولا مجال لاستبعاد أحد من الساحة الفلسطينية، بل الكل يعمل من أجل القضية الفلسطينية". وأعرب مؤسس "حماس" أ ف ب، عن تأييده لعقد قمة عربية ل "دعم المقاومة الفلسطينية" ضد إسرائيل، وقال: "أنا دعوت لقمة عربية للتوحد وليس لإنقاذ عملية فاشلة ظالمة لا تحقق لشعبنا أهدافه، بل لدعم المقاومة الفلسطينية من أجل تحرير كل التراب الفلسطيني". واعتبر ان "العملية السلمية في طريق مسدود، ولم يبق إلا تشييع جنازتها ودفنها"، وقال إن الدولة العبرية تعتبر حركة "حماس" التي أعلنت مسؤوليتها عن معظم العمليات المناهضة لإسرائيل منظمة ارهابية "فقط لأننا نقول لا للمشروع الصهيوني الذي يعتدي ويقتل الآخرين". وأضاف: "إذا كانت مقاومة الاحتلال ارهاباً فأنا أول ارهابي". وأكد ان إسرائيل "لن تحتفل بالذكرى المئة" على قيامها. وتابع ان "إسرائيل قامت في ظرف دولي ساعدها على الوجود. وسيرى مطلع القرن المقبل نهاية الكيان الصهيوني وقيام الدولة الفلسطينية".