حذر الرئيس الروسي بوريس يلتسن من ان "الفاشية ترفع رأسها" في روسيا، وانتقد بشدة "أفكار التفوق القومي والعداء للسامية". وقال يلتسن في خطاب أمس لمناسبة ذكرى مرور 57 عاماً على غزو القوات الالمانية للأراضي السوفياتية، ان الحرب بدأت عملياً قبل ذلك التاريخ بسنوات وذلك منذ ان أخذ الألمان "يبحثون عن عدو من قومية أخرى". وأضاف ان "بلادنا انقذت العالم من الفاشية التي ترفع رأسها الآن في روسيا تحديداً". وانتقد يلتسن بشدة خصومه الذين "يتحدثون عن انهاض روسيا وروحها القومية للبحث عن عدو وإهانته وقتله وإيداعه في السجن"، وحمل على "من يهذون بأفكار التفوق القومي والعداء للسامية". وقال: "إنهم يجب ان يسائلوا أنفسهم في أي اتجاه يريدون ان يدفعوا بالبلد". وتستخدم كلمة "الفاشية" في المصطلح الروسي منذ الحرب العالمية الثانية للدلالة على النازية بعدما كان السوفيات اسقطوا فعلا كلمة "النازي" التي كانت اختصارا ل "لحزب القومي الاشتراكي"، الذي اسسه وتزعمه أدولف هتلر، لكي لا ترتبط "الاشتراكية" بالعقيدة الهتلرية. وتفيد احدث الاحصاءات بان الاتحاد السوفياتي الذي تعرض لهجوم المانيا في حزيران يونيو 1941 تكبد خسائر اكثر من كل البلدان التي شاركت في الحرب اذ بلغ عدد القتلى من مواطنيه 27 مليونا منهم 15 مليونا من المدنيين. وتابع الرئيس الروسي ان "الشبان اليافعين المفتونين بالرموز العسكرية باتوا يرتدون اللباس الاسود" لون الفاشيين، وأضاف: "ومن جديد تدوي نداءات الى انتهاج سياسة القبضة الحديد ونظام العصا". وقال ايضاً: "كل شيء بدأ فيما مضى في المانيا بفكرة البحث عن عدو، عدو تجسد بالجنسية ولون البشرة والدين ... تحت غطاء الخطب الرنانة عن انبعاث روسيا والروح الوطنية يعود مجددا البحث عن العدو بغرض الاذلال والسجن والقتل". يشار الى ان رئيس الوزراء سيرغي كيريينكو وما يراوح بين 40 و50 في المئة من اعضاء حكومته وكبار موظفي الديوان الرئاسي يهود. كما ان سبعة من أكبر ستة صيارفة في روسيا يهود. ويسيطر على قنوات التلفزيون والصحف الاساسية رئيس المؤتمر القومي اليهودي فلاديمير غوسينسكي والبليونير بوريس بيريزوفسكي الذي حمل سابقاً الجنسيتين الروسية والاسرائيلية. وأظهر استطلاع للرأي اجراه معهد الدراسات السوسيولوجية والبرلمانية ان خمسة في المئة من المواطنين يؤيدون نشاط المنظمات "الموالية للفاشية" وان 11 في المئة يعتقدون انها يمكن ان تحكم روسيا في الاعوام المقبلة. ولكن 52 في المئة رأوا ان هذه المنظمات لن تتمكن من تحقيق هدفها.