"تلفزيون غيت"، عنوان الفضيحة الجديدة التي هزّت روسيا بعد كشف وثائق عن تحويل "حقوق ادارة" محطة التلفزيون الكبرى "او. آر. تي" الى الرئيس بوريس يلتسن. واعترف الامين العام للمحطة، بصحة الوثيقة، لكنه قال انه "أُرغم" على التنازل عن حقوقه ليلتسن. وكشف رئيس لجنة الامن البرلمانية فيكتور ايليوخين الوثيقة التي نشر نصها امس الخميس، وهي تفيد بأن بيريزوفسكي البليونير اليهودي الذي كان اشترى اسهم القناة الحكومية الاولى بعد خصخصة 49 في المئة منها، حوّل حصته 8 في المئة وحصة مساهمين آخرين الى يلتسن، بموجب وكالة سرية حُررت عام 1994. واعتبر ايليوخين هذه الوثيقة "رشوة" غير معلنة وانتهاكاً للدستور الذي يمنع موظفي الدولة من القيام بأعمال تجارية. وذكر السكرتير الصحافي لرئيس الدولة ان يلتسن "لم يحصل على شيء"، فيما نفت ادارة قناة "او. آر. تي" صحة الوثيقة اساساً. غير ان بيريزوفسكي اكد امس انه وقّع الوكالة وقال ان المدير السابق لجهاز حماية الرئيس الكسندر كورجاكوف "أرغمه" على نقل حقوقه الى يلتسن لمدة ثلاث سنوات. ومعروف ان لبيريزوفسكي صلات وثيقة مع عائلة الرئيس وكان موّل حملته الانتخابية واعتبرته الصحف الروسية "عراباً" للديوان الرئاسي. وعيّنت ابنة الرئيس تاتيانا عضواً في مجلس ادارة "او. آر. تي" وهي المحطة التلفزيونية الاولى التي تلعب دوراً رئيساً في الحرب الاعلامية التي ينظمها بيريزوفسكي ضد المعارضة البرلمانية. وبدأت المحطة اخيراً حملة مدروسة واسعة النطاق ضد حكومة رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف، رغم ان الدولة ما زالت تملك 51 في المئة من اسهمها. المحطة مديونة وتزامن نشر "الوثيقة - الفضيحة" مع تنفيذ قرار قضائي بحجز اموال "او. آر. تي" المدينة ب 122 مليون روبل الى مؤسسات البث والاتصالات. وبدأ جرد اموال الشركة تمهيداً لبيعها وتسديد الديون. واعترف المدير العام للمحطة ايغور شابدرسولوني بتراكم الديون لكنه اعتبر انفاذ قرار المحكمة "عملاً سياسياً". ولا يخفي فيكتور ايليوخين شيوعي اهدافه السياسية فهو يطالب منذ سنوات بحجب الثقة عن رئيس الدولة، لكنه قال ان نشر الوثيقة يستهدف وضع الامور "في نصابها القانوني" وطالب يلتسن بتسديد الضرائب عن الاموال التي حصل عليها كأرباح من "او. آر. تي". والى جانب يلتسن، اعتبر السهم موجهاً الى بيرويزفسكي الذي فتح النار على المعارضة وطالب بمنع الحزب الشيوعي بتهمة "العداء للسامية"، كما بدأ حرباً ضد الاجهزة الامنية التي اتهمها بأنها حاولت اغتياله. وذكر وزير الامن السابق نيكولاي كوفاليوف انه سيرفع شكوى الى القضاء، وذكر ان ضباط الامن الذين اعلنوا في مؤتمر صحافي انهم كلفوا بتنفيذ الاغتيال كانوا على ارتباط مباشر ببيريزوفسكي حينما كان نائباً للامين العام لمجلس الامن القومي. وذكرت اذاعة "ليبرتي" ان بيريزوفسكي الذي ضمن معركة تنصيب فيكتور تشيرنوميردين رئيساً للحكومة يخوض حالياً النزال الاخير ويريد ان يهيئ الاجواء للهرب من روسيا بحجة انه "مطارد" من اجهزة الامن ومن "اعداء اليهود"