تسارعت الاتصالات وتكثفت المشاورات لتأمين عقد قمة عربية سباعية حتى الآن. وتوقعت القاهرة ان يجتمع الرئيس السوري حافظ الاسد مع كل من العاهل الاردني الملك حسين والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في إطار عربي، وأن يوجه الاسد الدعوة الى الملك حسين وعرفات لحضور قمة مصغرة في دمشق وحضور الآخرين بعد جهود تنقية الاجواء. وكشف مصدر ديبلوماسي لپ"الحياة" ان زيارة وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى لعمان الاسبوع الماضي استهدفت تهدئة الاجواء الاردنية - السورية. كما علمت "الحياة" أن العاهل المغربي الحسن الثاني أكد - خلال زيارته القاهرة الاسبوع الماضي - دعمه ومشاركته في عمل عربي مشترك في اتجاه تحقيق السلام الشامل واسترجاع الحقوق العربية. وانهت زيارته لمصر غضباً مغربياً من عدم توجيه الدعوة دعوة الى المغرب التي يرأس ملكها لجنة القدس، لحضور القمتين الثلاثيتين المصرية السعودية السورية في الاسكندرية في كانون الاول ديسمرب 1994 ودمشق في حزيران يونيو 1996. وتلقى الرئيس مبارك اول من امس رسالة من الرئيس عرفات اطلعه فيها على نتائج مشاوراته في كل من الامارات وقطر لجهة عقد قمة عربية كاملة بحضور العراق او قمة مصغرة على الاقل. وتأتي رسالة عرفات في اطار التشاور حول مكان وتوقيت عقد القمة "وتحقيق التوافق بين الاطراف المعنية باعتبار ان المصلحة واحدة". وكان الجانب الفلسطيني ابدى رغبة في تسليط الضوء على المسار الفلسطيني كون المشكلة الفلسطينية وقضية القدس جوهر النزاع العربي - الاسرائيلي، فيما ابدى الجانب الاردني عدم ارتياح من حضور قمة في دمشق وسط انتقادات سورية لموقفه. وقال وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى في تصريحات صحافية مساء اول من امس الى ان المشاورات الجارية بين الرئيس مبارك والقادة العرب "تصب في خانة التنسيق للتعاطي مع ازمة عملية السلام"، لافتاً الى ان هذه المشاورات "تتم مع السعودية وسورية ولبنان والاردن ودول خليجية ومغاربية". واعتبر أن موقف حكومة اسرائيل "سيؤدي الى الكثير من التداعيات السلبية في المنطقة" وقال: "لا بد من اتخاذ موقف عربي اكثر صلابة في مواجهة الدلال الاسرائيلي الزائد عن الحد". واضاف: "الموقف الاسرائيلي يضيع فرص السلام واحدة تلو الأخرى" معرباً عن اعتقاده ان الولاياتالمتحدة "غير مستريحة من الرفض الاسرائيلي للمبادرة الاميركية". وعلى صعيد المبادرة الفرنسية - المصرية لعقد مؤتمر دولي لانقاذ عملية السلام اوضح موسى ان المبادرة انبثقت من أن "انقاذ العملية مسؤولية دولية وليس مسؤولية عربية فقط". واستبعد رفضاً اميركياً للمبادرة لأنه "لم يتم ابلاغنا رسميا برفض". مشدداً على وجود "افكار عديدة اخرى سيتم متابعتها". وعلمت "الحياة" أن فرنسا ومصر حصلتا خلال اتصالات لاستطلاع الرأي في شأن عقد المؤتمر على تأييد من دول عدة لعقده، وابلغت روسيا الاتحادية والصين واليابان والنرويج والسويد واسبانيا والمغرب والاردن والسعودية البلدين بترحيبهما بالمبادرة. واشار مصدر ديبلوماسي مصري الى ان الموقفين البريطاني والالماني مرتبطان بالموقف الاميركي. ولفت الى ان مصر وفرنسا ستطرحان المبادرة على مؤتمر وزراء خارجية الدول الاوروبية والمتوسطية للاطراف في عملية برشلونة خلال اجتماعهم في باليرمو غداً الاربعاء لجهة الحصول على دعم لعقد المؤتمر.