أجرى كل من الرئيسين المصري حسني مبارك والسوري حافظ الاسد وولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير عبدالله بن عبدالعزيز مشاورات هاتفية امس من المرتقب ان تستأنف خلال يومين بعد انتهاء محادثات الأمير عبدالله في دمشقوعمان حتى تكون الصورة قد اتضحت بالنسبة الى عقد القمة العربية وعدد المشاركين فيها ومكان انعقادها وموعده. ومن المرجح ان تعقد القمة سباعية دول الطوق والسعودية والمغرب في دمشق قرب نهاية الشهر الجاري. وصرح وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى عقب لقائه الرئيس مبارك مساء اول من امس اثر عودته من زيارة سريعة للمملكة السعودية بأن "كل الاتصالات تأتي في اطار المشاورات الخاصة بالموقف وما يجب اتخاذه عربياً في اطار التنسيق حيال وضع عملية السلام المتأزم على كافة مساراتها". واكد موسى الذي قدم لمبارك تقريراً عن نتائج محادثاته في السعودية ان "عقد القمة قائم .. مصر مهتمة على اعلى مستوى وتجري اتصالات ومشاورات مباشرة تناقش الوضع العربي وما يمكن عمله وبلورة هذا العمل". وعلمت "الحياة" ان هناك اتفاقاً كاملاً على عقد القمة السباعية الا انه ظهر خلال المشاورات الجارية خلاف منهجي في شأن توقيت عقدها. فبينما تتبنى اطراف عربية عقد القمة بعد اتضاح الصورة على صعيد الموقف الاميركي من الرفض الاسرائيلي للمقترحات الاميركية، دعت اطراف اخرى الى عقدها خلال النصف الثاني من الشهر الجاري باعتبار ان الجانب العربي "انتظر طويلا اعلان موقف اميركي ومن الممكن انتظار اسبوعين آخرين". وقالت مصادر ديبلوماسية مصرية ل "الحياة" ان موسى الذي يتوجه اليوم الى بيروت للمشاركة في الاجتماعات التنسيقية للاطراف العربية في عملية برشلونة سيعرض على الاجتماع نتائج محادثات الرئيس مبارك مع كل من الرئيس الجزائري اليمين زروال خلال مشاركته في قمة ال15 الشهر الماضي والعاهل المغربي الحسن الثاني في القاهرة ونتائج محادثاته موسى في عمان الاسبوع الماضي وفي السعودية اول من امس في شأن عقد القمة. واشارت المصادر الى ان وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع سيعرض نتائج محادثاته في واشنطن اخيراً. ويحمل موسى رسالة الى الرئيس الفرنسي جاك شيراك - الذي يزور لبنان حالياً- من الرئيس مبارك تتعلق بمبادرة البلدين لعقد مؤتمر لمنقذي السلام. تنسيق مصري - سعودي واكدت المصادر ان ثمة "تنسيقاً مصرياً - سعودياً حيال تأمين عقد قمة ناجحة تشارك فيها الاطراف المعنية بعملية السلام مباشرة". وكشفت عن اتصالات مصرية تمت ايضا خلال الاسبوع الماضي - سيعرض موسى نتائجها ايضا على اجتماع بيروت - مع كل من قطروعمان علاوة على الاردن في شأن الموقف العربي من التطبيع مع اسرائيل على قاعدة قرارات القمة العربية الاخيرة ووصفت النتائج بأنها "تصب في خانة دعم موقف المفاوض العربي". وعن المشاورات المصرية - السعودية قالت ان جهود البلدين تهدف الى بناء "موقف عربي واسلامي". واكدت المصادر ان عقد قمة عربية كاملة بحضور العراق او بحضور اطراف القمة الاخيرة في القاهرة في حزيران يونيو 1996 باستثناء العراق مستبعد. وان الاقتراح المطروح والمقبول حالياً هو عقد قمة سباعية تشارك فيها دول الطوق الخمس والسعودية والمغرب، رئيس لجنة القدس. وأكدت ان القمة ستعقد "لاتخاذ قرارات" على قاعدة التوجهات الاساسية للموقف العربي من عملية السلام الذي حدد في كل من قمة الاسكندرية الثلاثية في كانون الاول ديسمبر 1994 وقمة القاهرة الاخيرة. لكن المصادر اوضحت ان "هناك اتصالات جارية حالياً من جانب كل من مصر والسعودية مع الولاياتالمتحدة لاستطلاع موقفها من تحريك جمود عملية السلام. ويشكل الموقف الاميركي عنصراً اساسياً في تحديد توقيت عقد القمة العربية".