لم يقبل "حزب الله" أثناء عمليات التفاوض التي سبقت تشكيل اللوائح المتنافسة على المجلس البلدي في مدينة الهرمل بأقل من 19 عضواً منه من أصل 21 هم عدد أعضاء المجلس، وهو حاول استرضاء العائلات بأن اختار ممثليها في لائحته من عناصره. وهذا ما ولد شعوراً لدى عائلات الهرمل وعشائرها بأن الحزب فرض عليها ممثليها من دون مراعاته مراتبها واعتباراتها. وتضافر هذا الأمر مع دخول "حركة أمل" وحزب البعث على خط تشكيل لوائح العائلات في البقاع، فتبلورت لائحة عائلية منافسة للائحة "حزب الله". ولا ينفي مقرب من هذه اللائحة ضعف تأثير "أمل" في المنطقة. ويؤكد "اننا ما كنا لنرفض لائحة يترأسها عضو في الحزب، ولكن أن تكون كلها منه، ففي هذا الأمر عدم اكتراث مقصود بالعائلات". وبلدة الهرمل البعيدة بعداً يتجاوز الجغرافيا، عدة الانتخابات فيها مختلفة واعتبارات اللوائح لا تخلو من مفارقات. وللماكينة الانتخابية فيها تأثير يفوق تأثيرها في أي منطقة أخرى. وهذا أمر يؤكده الجميع هناك. وفيه أيضاً تكمن قوة لائحة "حزب الله"، أما سبب تعاظم تأثيرها فمرده بحسب الهرمليين هو أن أكثر من نصف ناخبي الهرمل مقيمون في بيروت وعملية تنخيبهم وهو مصطلح ابتكره اللبنانيون أخيراً لأي لائحة لا تتطلب سوى تنظيم عملية نقلهم الى الهرمل. وعلى الطريق بين بيروت والهرمل توزع عليهم اللوائح ومن يسبق يكسب الأصوات، وهذا ما فعله "حزب الله"، إذ لا بد للذاهب الى هناك من مشاهدة عشرات الحافلات التي تنقل الناخبين الى البلدة. وفي الهرمل أيضاً مرشحتان سيدتان، واحدة على لائحة "انماء الهرمل" وأخرى مستقلة. لكن حظوظهما قليلة على ما يبدو. فهذا الشاب الواقف على مدخل قلم الاقتراع يوزع لائحة "انماء الهرمل"، فوجىء بوجود اسم السيدة المرشحة علىها. وتساءل أمام زملاء له، من سينتخب امرأة في الهرمل؟ أما السيدة الأخرى وهي قريبة أحد نواب المنطقة فلم يتجرأ قريبها على تبنيها. لم يجد "حزب الله" حرجاً في تسمية لائحته في الهرمل باسم يرمز الى أدائه السياسي والعسكري. ففي حين سمى لائحته في بعلبك "الوفاء للعيش المشترك" وفي الغبيرة "انماء الغبيرة"، وفي النبطية "القرار والتنمية"، سماها في الهرمل "الوفاء للشهداء". ويقول هرملي "صحيح ان من ينقل النسبة لوسائل النقل في الهرمل يربح، ولكن "حزب الله" يملك 3500 صوت صبة واحدة وهذا مصطلح انتخابي لبناني آخر من أصل 14500. أما اللائحة الثانية فكل رصيدها مرتبط بمدى رغبة العائلات في أن تثأر لنفسها، اضافة الى أن أعضاءها وجوه عائلية مقبولة، ثم أن تأثير "حزب الله" في العشائر أقل من تأثيره في العائلات. وهو يعتمد على عائلات "السادة" من آل مرتضى والحسيني. وقد سوّى مشكلته مع آل علو القريبين سابقاً من الشيخ صبحي الطفيلي بأن رشح ابنهم مفلح على لائحته. وقفت أمام اقلام اقتراع النساء، فتيات غير محجبات يرتدين قبعات كتبت عليها لائحة انماء الهرمل، في مواجهة فتيات التشادور اللواتي كنَّ يوزعن لائحة "حزب الله"، وظهر "الخميني" من وسط صورة توزعت أطرافها صور لشباب ملتحين، وذيلتها عبارة لائحة الوفاء لشهداء الهرمل. أما صور الشباب الذين يجمعهم مع صورة الخميني ملصق واحد فلم تكن لأعضاء اللائحة كما اعتقدنا بل لشهداء الهرمل الذين يقارب عددهم... عدد اعضاء المجلس البلدي.