يبحث وزراء خارجية الدول العربية الثماني المشاركة في عملية برشلونة، خلال اجتماعهم في بيروت غداً الذي يحضره الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد، البدائل العربية والأوروبية المطروحة لتحريك عملية السلام، وبينها دعوة الرئيس ياسر عرفات إلى عقد قمة عاجلة، وتفعيل المبادرة المصرية - الفرنسية لعقد "مؤتمر انقاذ السلام". وحذر ديبلوماسي مصري رفيع المستوى في تصريح إلى "الحياة" من "اغلاق الأبواب أمام بدائل إيجابية تنطلق من الرغبة في احلال السلام في هذه المنطقة وتعبر عن حسن النية". واعتبر في إشارة إلى ما بدا فتوراً في الموقف الأميركي من المبادرة أن "عدم ترحيب بعضهم بهذا البديل لا يعني إلغاءه". وشدد على وجود تأييد عربي وأوروبي لهذه المبادرة. وقال إن "مصر وفرنسا تجريان اتصالات ومشاورات لبلورة المبادرة، وقد يعقد المؤتمر، لكننا نرغب في جهود مشتركة لا في مواجهات". ولفت الى ان هناك "موقفاً عربياً يتبلور باتجاه توحيد الرؤى حيال التحرك في المرحلة المقبلة"، مشيراً إلى ارتياح مصر إلى الموقفين القطري والعُماني من مسألة التطبيع مع إسرائيل واتخاذ البلدين "خطوات مهمة في هذا الاتجاه". وزاد ان "الأردن أيضاً حريص على موقف عربي مشترك في اتجاه تحقيق السلام الشامل". ويأتي اجتماع الدول الثماني مصر وسورية ولبنان وفلسطين والاردن وتونس والمغرب والجزائر في بيروت، تحضيراً للمؤتمر الوزاري للدول الأطراف في التعاون الاوروبي المتوسطي عملية برشلونة الذي سيعقد في باليرمو الأربعاء والخميس. وتوقع المصدر الاتفاق على ورقة عربية مشتركة لطرحها على مؤتمر باليرمو، تتناول التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والامنية في اطار اعلان برشلونة، إضافة الى دعم المبادرة المصرية - الفرنسية. وسينقل وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى الذي سيشارك في اجتماع بيروت رسالة من الرئيس حسني مبارك الى الرئيس اللبناني إلياس الهراوي تتعلق بالتطورات في عملية السلام والتنسيق العربي ازاء سياسات حكومة بنيامين نتانياهو. في دمشق، قالت مصادر مطلعة ل "الحياة" إن سورية "شجعت بيروت على استضافة الاجتماع الوزاري للحصول على دعم عربي - متوسطي للبنان وسورية ازاء الاقتراح الإسرائيلي بتنفيذ مشروط للقرار 425". وتوقعت أن يتوجه الوزراء العرب مباشرة من بيروت إلى باليرمو "في إشارة للدعم العربي للبنان وتنسيق المواقف من الاجتماعات المتوسطية" التي سيشارك فيها الجانب الإسرائيلي. وتابعت المصادر أن الأطراف العربية "تسعى إلى إقناع الدول الأوروبية باعلان بيان سياسي يحدد الموقف من عملية السلام، في البيان الختامي لاجتماعات باليرمو".