يركز وزراء خارجية ثمانية بلدان عربية في اجتماع يعقدونه مطلع الاسبوع المقبل في بيروت، على تنسيق مواقفهم من المسائل المدرجة على جدول أعمال المؤتمر الأوروبي - المتوسطي الذي تستضيفه مدينة باليرمو جنوبايطاليا يومي الثالث والرابع من حزيران يونيو المقبل. ويشارك في الاجتماع وزراء خارجية كل من سورية ولبنان والأردن وفلسطين ومصر وتونس والجزائر والمغرب. وقالت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان الموقف العربي سيسعى الى عدم الفصل بين قضية الشرق الأوسط والمشروع المتوسطي الذي يرمي الى اقامة منطقة استقرار وتعاون اقليمي على غرار معاهدة هلسنكي الأوروبية. كذلك سيناقش الاجتماع الخطوات التي قطعت في مجال إرساء اتفاقات الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، اذ ما زالت بلدان عربية تتابع المفاوضات في هذا السياق، فيما استكملت بلدان اخرى اجراءات التوقيع ووضعت الاتفاقات موضع التنفيذ. من جهة اخرى، تسعى البلدان العربية الى الذهاب الى مؤتمر باليرمو برؤية موحدة للملفات الأمنية التي سيبحث فيها، وفي مقدمها وضع مفهوم مشترك للارهاب، وآليات عملية للتعاون في مكافحته وكبح الهجرة غير المشروعة من الضفة الجنوبية الى الضفة الشمالية للمتوسط. الا ان البلدان المغاربية تطلب في المقابل من البلدان الأوروبية مزيداً من الاجراءات لاحترام حقوق أفراد جالياتها المقيمة في صورة شرعية في تلك البلدان. كذلك ستتطرق الاجتماعات التنسيقية الى قضايا الحوار الثقافي والتعاون بين مؤسسات الاذاعة والتلفزيون المتوسطية، ويرجح ان تصوغ الوفود العربية رؤية مشتركة تشدد على ضرورة احترام الهويات الثقافية للشعوب المتوسطية وارساء تعاون بين بلدان الضفتين في المجالات الثقافية والاعلامية. ويعتبر اجتماع بيروت التنسيقي الثاني من نوعه. اذ عقد وزراء خارجية البلدان العربية الثمانية المشاركة في مسار برشلونة اجتماعاً تنسيقياً في آذار مارس العام الماضي، على هامش اجتماعات مجلس الجامعة العربية في القاهرة.