قد لا يلعب منتخب المانيا باسلوب جميل وفنيات عالية يخفق لها القلب، خلال نهائيات المونديال لكن ذلك لا يعني انه لن يرفع لقبه الرابع في المسابقة الام. فالمنتخب الالماني تهمه النتيجة في المقام الاول ولا يعير الاسلوب اي اهتمام شرط ان يكون الفريق منظم الصفوف واللاعبين منضبطين وينفذون خطط المدرب بحذافيرها. ويقول المدرب بيرتي فوغتس: "لا استطيع تأكيد اننا سنكون ابطالا للعالم لكنني اشعر باننا نملك القدرة لتحقيق الفوز". واضاف: "بعض الفرق يملك مواهب اكثر منا لكن نقدر على التغلب على اي كان". والفوز ضد فرق تلعب افضل منها هو اختصاص المانيا منذ عقود، واثبت الفريق ذلك ايضاً وايضاً في طريقه الى احراز لقب كأس الامم الاوروبية العام 96 في انكلترا، اذ هزم انكلترا في نصف النهائي وكرواتيا في ربع النهائي وتعادل مع ايطاليا في الدور الاول سلباً رغم انه لم يكن الطرف الافضل في المباريات الثلاث. ومنذ احرزت اللقب العالمي العام 54 ضد هنغاريا لتخالف توقعات النقاد، تمكنت المانيا من "اجتراح" المعجزات الكروية، مثل الفوز على هولندا في نهائي مونديال 74 رغم تفوق الخصم، والفوز على فرنسا في نصف نهائي مونديال 82 بركلات الترجيح بعد التعادل 3-3 رغم انها تأخرت في الوقت الاضافي 1-3، والانتصار على فرنسا في نصف نهائي مونديال 86 2-صفر رغم السيطرة المطلقة للفرنسيين على اللقاء. وهناك ايضاً الفوز على انكلترا بركلات الترجيح في نصف نهائي مونديال 90 بعد التعادل 1-1 والفوز على الخصم نفسه بالطريقة نفسها في نصف نهائي بطولة اوروبا 96. واذا كانت المباريات الرسمية لا تكفي تأخرت المانيا بثلاثة اهداف في الشوط الاول ضمن لقاء ودي ضد البرازيل في الولاياتالمتحدة العام 1993 قبل ان تنتزع التعادل 3-3 في الدقيقة الاخيرة. نقطة تحول وكان يوم 10 تموز يوليو 94 نقطة تحول في المنتخب الالماني المعاصر، اذ تلقى يومها صفعة في ربع نهائي المونديال الاميركي امام بلغاريا اذ خسر امامها 1-2 وخرج من النهائيات خالي الوفاض. وارتفعت الاصوات تطالب باقالة فوغتس لكن الاتحاد وضع ثقته بالمدرب، واعطاه فرصة للتعويض. والمسؤولون الالمان لا يحبون التغيير لمجرد التغيير، بل يشهد لهم التاريخ انهم يعطون الفرص للمدرب بعد فشل في مسابقة كبيرة وهذا ما يفسر قلة المدربين الذين مرّو على المنتخب خمسة مدربين منذ العام 38. واقصر فترة قضاها مدرب مع المنتخب كانت ستة اعوام بكنباور من 84 الى 90 وسلم الدفة لفوغتس بعد اللقب العالمي، ويوب درفال من 78 الى 84 واقيل بعد الفشل في بطولة اوروبا 84 علماً انه قاد الفريق العام 80 الى لقب بطولة اوروبا. وقبل ذلك قاد سيب هبربرغ المنتخب من منتصف الثلاثينات وحتى بطولة كأس العالم في التشيلي العام 62 واحرز لقب المونديال العام 54، وخلفه هلموت شون الذي عرف نجاحاً كبيراً فاحرز المنتخب بقيادته لقب المونديال العام 74 ولقب بطولة اوروبا العام 72 وحلّ ثانياً في بطولة العالم 66 في انكلترا وثالثاً في بطولة العالم 70 في المكسيك وجاء ثانياً في بطولة الامم الاوروبية العام 76. وترك شون الذي توفي قبل عامين بعد الخروج والفشل في المونديال الارجنتيني العام 78. ردة فعل وانتظر الجميع ردة فعل لان الكرامة والشرف الالمانيين تعرضا للذل بعد الخسارة في اميركا قبل اربعة اعوام، فكان الردّ في بطولة اوروبا التي اظهرت اللحمة القوية بين اللاعبين علماً ان الفريق عانى من عقوبات الوقف والاصابات ووحدها وحدة اللاعبين قادت الفريق الى لقبه الثالث في المسابقة. وبعد الانتصار الاوروبي جاءت العروض المتذبذبة في تصفيات المونديال، لكن المدرب تشجع من العرض امام البرازيل في آذار مارس الماضي رغم الخسارة 1-2 في شتوتغارت، وقال: "نحن في الاتجاه الصحيح"، وهذا ما ايده فيه النجم السابق القيصر فرانتس بكنباور الذي احرز كأس العالم لاعباً ومدرباً: "البرازيل ليس فريق المعجزات ويمكن التغلب عليه. خلال 90 دقيقة كنا الطرف الافضل وسنحت لنا فرص اكثر". والخسارة امام البرازيل وضعت حداً لمسيرة ناجحة للمنتخب الالماني الذي لم يخسر في 22 مباراة منذ خسر امام فرنسا في شتوتغارت العام 96 قبل كأس الامم. وغالباً ما تخسر المانيا امام فرق قوية قبل مسابقة كبيرة لكنها تعوض في النهائيات، اذ سقطت امام فرنسا قبل مونديال 90 واحرزت لقبه، وخسرت امام الخصم نفسه قبل بطولة امم اوروبا 96 واحرز اللقب... وخلال تصفيات المونديال عاد شبح الفشل في المونديال الاميركي يراود مخيلة فوغتس لان المنتخب لم يقنع رغم تحقيقه ستة انتصارات وتعادلين. وعانت المانيا كثيراً خلال التصفيات ضد فرق صغيرة مثل البانياوايرلندا الشمالية... وتعادلت مع الثانية في المانيا 1-1 ومع البرتغال ايضاً بالنتيجة نفسها، واحتاجت الى ثلاثية من كيرستن لتخطي البانيا 3-2 خارج ارضها، والى هدف من بيرهوف في الدقيقة الاخيرة ضد البانيا على ارضها لتفوز 4-3 وتحجز بطاقة مجموعتها المباشرة الى النهائيات امام كرواتيا. وعلق فوغتس بعد المباراة: "اذا اردنا الخروج باكراً في فرنسا فما علينا الا اللعب بهذه الطريقة". وعندما زارت بلفاست لخوض مباراة حاسمة، تأخرت بهدف قبل ان ينقذ بيرهوف الموقف بثلاثية في تسع دقائق. ووقعت المانيا في النهائيات في المجموعة السادسة الى جانب يوغوسلافيا وايران والولاياتالمتحدة. والمنتخبان الاخيران هما من فئة المنتخبات التي تجد المانيا صعوبة في اللعب ضدها علماً انها تفضل اللعب ضد الفرق القوية وسجل المانيا في النهائيات هو الثاني بعد البرازيل، اذ شاركت في 14 مسابقة من اصل 15 احرزت اللقب العالمي ثلاث مرات اعوام 54 في سويسرا و74 في المانيا و90 في ايطاليا، واحتلت المركز الثاني ثلاث مرات اعوام 66 في انكلترا و82 في اسبانيا و86 في المكسيك، اي انها خاضت النهائي ست مرات، وجاءت ثالثة عامي 34 في ايطاليا و70 في المكسيك ورابعة العام 58 في السويد. وهي الفريق الوحيد الذي بلغ النهائي ثلاث مرات على التوالي 82 و86 و90 والمنتخب الوحيد الذي بلغ ربع النهائي على الاقل منذ العام 54 مجموعتين الدور الثاني في الارجنتين بمثابة ربع النهائي. وخاضت المانيا 73 مباراة في النهائيات ففازت في 42 وتعادلت في 16 وخسرت 15 وسجلت 154 هدفاً ودخل مرماها 97. الفريق الحالي ويعّج الفريق الحالي بالخبرة اذ يضم لاعبين لهم باع طويل في المسابقات الكبرى، وحاول فوغتس اضافة لاعبين مثل هامان ويريميز ليتعلموا من الكبار كي يتمكنوا في المستقبل من تعليم الجيل الصاعد. وتنفض المانيا جلدها بعد كل من جيل من دون ان يتراجع مستواها بشكل لافت وتبدو دائماً جاهزة لاي استحقاق وذلك بفضل الاستمرارية والاهتمام بفرق الناشئين كما يجب ما يوفر افواج من اللاعبين للمنتخب الاول باستمرار. وسيحرس المرمى الالماني في فرنسا اندرياس كوبكه الذي يلعب مع نادي مرسليا الفرنسي. ويجيد كوبكه التعامل مع الكرات العرضية وثقته عالية عندما يواجه خصماً منفرداً وغالباً ما ينقذ فريقه بصدات "خرافية". وقد لا يبلغ كوبكه مكانة الحراس الالماني السابقين شوماخر وسيب ماير... في الاستعراض لكنه علي المستوى نفسه من المهارة. وتبدو خلافة كوبكه 36 عاماً مضمونة لان اوليفر كان 28 عاماً يتألق بشكل لافت مع فريقه بايرن ميونيخ في السنتين الاخيرتين ويفرض نفسه في منطقة الجزاء ويوجه مدافعيه بشكل جيد. ومن المتوقع ان يلعب ثون في مركز الظهير الحرّ في حال شفي من الاصابة في اربطة الكاحل. وشغل ثون هذا المركز في غياب ماتياس زامر افضل من شغل هذا المركز منذ القيصر فرنتس بكنباور. ويعاني زامر من الاصابات المتكررة وهو خضع لجراحة في الركبة هذا العام ولم يلعب منذ تشرين الاول اكتوبر الماضي، وانتظره فوغتس طويلا قبل ان يفقد الامل في شفائه. وكان زامر لولب الفريق الذي احرز كأس الامم الاوروبية 96 ووجوده كفيل بتنظيم خط الدفاع. كما انه يضيف رونقاً وعنص مفاجأة في الوقت نفسه وغالباً ما يساند خطي الوسط والهجوم ويخلق زيادة عدد في منطقة الخصم. ولان ثون اصيب اخيرآً اضطر فوغتس الى استدعاء المخضرم لوثار ماتيوس 37 عاماً الذي خاض موسماً كبيراً مع فريقه بايرن ميونيخ. وسيخوض ماتيوس المونديال للمرة الخامسة معدلا رقم الحارس المكسيكي كارباجال، وفي حال لعب مباراة واحدة في المونديال سينفرد بالرقم القياسي لعدد المبارايات التي خاضها لاعب في النهائيات ويتقاسمه حالياً مع البولندي زمودا والارجنتيني مارادونا والالماني زيلر. وسيلعب امام ثون كل من توماس هيلمر ويورغن كوهلر ما يضمن خبرة كبيرة لان كلاهما تخطى سن الثلاثين وخاض الاستحقاقات الكبيرة في التسعينات. وفي الاحتياط هناك المدافع القوي ماركوس بابل الذي يمكنه اللعب في مراكز مختلفة. ورويتر بطل العالم 90 وصاحب الخبرة الكبيرة. وفي مركزي الظهير سيحاول تسيغه الحفاظ على مركزه على الجهة اليسرى وسط منافسة قوية من تارنات وهاينريش. ولم يتألق تسيغه كثيراً في موسمه الاول مع ميلان لكن خبرة اللعب في ايطاليا نقاطاً تسجل له، في حين ان تارنات وهانيريش خاضاً موسماً كبيراً مع بايرن ودورتموند على التوالي واثبات ثبات مستوييهما. وفي مركز خط الوسط المدافع الذي شغله ديتر ايلتس بشكل لافت العام 96، يحتار فوغتس بين ينس يريميز وهامان. ومن المتوقع ان يكون المركز من نصيب الاخير لان المدرب اعلن اخيراً ان "هامان هو اكتشاف الموسم". والمأخذ الوحيد على هامان هو انه يفضل المهام الدفاعية على الهجومية وشجعه فوغتس على المغامرة في الامام اكثر. وقلب الفريق سيكون مرة جديدة اندرياس موللر وتوماس هاسلر علماً انه من الصعب مراقبة الاول لسرعته في الجري بالكرة وتسديداته القوية واختراقاته المفاجأة لمنطقة الخصم. ومشكلته الوحيدة هي انه ليس رجل المناسبات الكبيرة ويترك العصبية تحل بدل موهبته في احيان كثيرة. لكنه قاد دورتموند الى كزس الابطال العام الماضي وكان ضمن المنتخب الذي احرز بطولة اوروبا. اما هاسلر ورغم تقدمه في السن الا انه لا يزال شعلة نشاط وقادر على خردقة دفاع الخصم بتمريرة بينية متقنة. والغريب في التشكيلة الالمانية هي عدم توفر تغطية لموللر وهاسر لان لاعبي الوسط الاخرين يلعبون او في مركز الوسط المدافع او على الجانبين. ويدور تنافس ثلاثي في خط الهجوم علي مركزين فقط. فالمخضرم يورغن كلينسمان قائد الفريق الذي عرف موسماً صعباً مليئاً بالاصابات والمشاكل قبل ان يستعيد مستواه في الفترة الاخيرة، فقد مركزه الاساسي في المنتخب ضد نيجيريا الشهر الماضي، لكنه مرشح لحجز احد المركزين لباعه الطويل وقدرته على رفع مستواه في الاستحقاقات الكبيرة خصوصاً ان المونديال الفرنسي سيكون الاخير له وهو الذي قرر الاعتزال دولياً بعده. ومن المتوقع ان يلعب الى جانب كلينسمان هداف فريق اودينيزي الايطالي اوليفر بيرهوف الذي يتصدر ترتيب الهدافين في ايطاليا 25 هدفاً. ويعتبر بيرهوف منقذاً للفريق منذ سجل الهدفين في نهائي بطولة اوروبا. اما اللاعب الثالث فهو اولف كيرستن هداف الدوري الالماني في الموسمين الماضيين الذي يجيد الانسلال بين المدافعين ليسجل الاهداف. اما المهاجم الرابع فهو اولف مارشال لكنه لا يأمل في اكثر من مركز على مقعد الاحتياطيين وبعض الدقائق على الملعب في نهاية المباريات. عوامل كثيرة قد تؤثر سلباً او ايجاباً على الحملة الالمانية منها العلاقة بين كلينمسان وماتيوس المتأمة منذ لعبا مع فريق بايرن ميونيخ قبل موسمين، وفي حال وضع اللاعبان مصالحهما الشخصية قبل مصلحة المنتخب لن تذهب المانيا بعيداً في فرنسا وفي حال صبا جهودهما لمصلحة الفريق فسيكون الطريق معبداً امامها لبلوغ المراحلة المتقدمة. وهنا ايضاً قلة التنظيم الدفاعي في غياب زامر "القائد" ظهر ذلك جلياً ضد البرازيل وخصوصاً عند الهدف الاول، لكن فوغتس يملك الخيارات في كل الخطوط ومن المتوقع ان يجربها اعدادية قبل المونديال. قال احد النقاد عن المانيا: "عندما تملك منتخباً سيئاً تبلغ المباراة النهائية، وعندما كيون منتخبها جيداً يحرز اللقب". والحقيقة ليست بعيدة عن هذا الكلام والسجلات تدعمها، ولن تخالف المانيا هذا الامر وستكون في المعادلة لحظة توزيع الحصص الكبيرة، ويبقى الانتظار لمعرفة ما اذا ستكون على الموعد في 12 تموز يوليو المقبل لتأخذ حصة الاسد. البطاقة المساحة: 978،356 كلم مربع عدد السكان: 700،81 مليون نسمة العاصمة: برلين تأسس الاتحاد العام 1900 وانتسب الى فيفا العام 1904 ورئيسه اجيديوس براون عدد اللاعبين المسجلين: 12.، 6 مليون لاعب عدد الاندية: 800،26 نادي. السجل في المونديال: بطلة العالم 54 و74 و90، وبطلة اروبا 72 و80 و96، وبطلة العالم للناشئين 81، وبطلة اوروبا للناشئين العام 81. السجل في المومنديال: 13 مشاركة و73 مباراة و42 فوزاً و16 تعادلا و15 هزيمة، سجلت 154 هدفاً ودخل مرماها 97. افضل نتيجة، بطلة اعوام 54 و74 و90. الطريق الى فرنسا المانيا - ارمينيا 4-صفر ارمينيا - المانيا 1-5 المانيا - ايرلندا الشمالية 1-1 ايرلندا الشمالية - المانيا 1-3 المانيا - البرتغال 1-1 البرتغال - المانيا صفر-صفر المانيا - البانيا 4-3 البانيا - المانيا 2-3 المانيا - اوكرانيا 2-صفر اوكرانيا - المانيا صفر-صفر.