سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يلتسن استعرض قوات عسكرية في الساحة الحمراء ... ولكن لا دبابات ولا صواريخ . معاش المحارب القديم في روسيا "المنتصرة" 60 دولاراً وفي المانيا المهزومة 1100 دولار !
يوم التاسع من أيار مايو كان في الماضي رمزاً لوحدة الاتحاد السوفياتي وتكريساً لانتصاره على المانيا الهتلرية، إلا أن الاحتفالات التي جرت في موسكو أمس عكست انقسام روسيا على نفسها. فقد نظمت احتفالات رسمية قادها الرئيس بوريس يلتسن الذي استعرض قوات عسكرية في الساحة الحمراء. وخلافاً للسنوات السابقة، لم تشارك أمس الصواريخ والدبابات والمعدات الأخرى التي كانت ترمز إلى "جبروت" الدولة. وأكد يلتسن في خطابه أمام القوات ان الحرب برهنت على أنه "لم تكن في الماضي ولا توجد الآن قوة قادرة على قهر ارادتنا وتركيع روسيا". وأضاف ان روسيا "لا تهدد أحداً". ودعا إلى وقف النزاعات الاقليمية وتفادي احتمال الحرب العالمية. ويذكر ان الرئيس الروسي كان أشار أول من أمس إلى أنه "لا يمكن اسقاط احتمال العدوان" على بلاده، ما أثار تساؤلات في شأن تغيير في النظرية العسكرية الروسية. وإلى جانب الاحتفالات الرسمية، نظمت المعارضة تظاهرات قدر عدد المشاركين فيها ب 30 ألفاً ورفعت شعارات مناوئة ليلتسن وحكومته وتطالب بأن تكون "في روسيا حكومة روسية"، في إشارة إلى وجود شخصيات من قوميات أخرى في الوزارة الجديدة. ولمناسبة عيد النصر، نشرت صحيفة "ارغونتي اي فاكتي" الاسبوعية الواسعة الانتشار في عددها الأخير دراسة مقارنة، أظهرت ان معاش المحاربين القدماء في روسيا المنتصرة يصل إلى 60 دولاراً في حين أنه يبلغ في المانيا التي هزمت في الحرب زهاء 1100 دولار. وفي روسيا الآن زهاء مليونين من المشاركين في الحرب العالمية الثانية، يعاني الكثيرون منهم من ظروف قاسية. ولمناسبة العيد قدمت لهم مساعدات عينية وسمح لكل منهم بمكالمات مجانية مدتها 15 دقيقة لمخاطبة رفاقهم الذين حاربوا معهم وأصبحوا الآن مواطنين في دول أجنبية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. واستغلت المناسبة لاغراض سياسية وانتخابية، ففي اقليم كراسنويارسك جرت مسيرتان تؤيد إحداهما المحافظ الحالي فاليري زوبوف وتدعم الثانية منافسه الجنرال الكسندر ليبيد السكرتير السابق لمجلس الأمن القومي. وتصدى أنصار المحافظ للجنرال في أثناء محاولته وضع أكاليل عند تمثال شهداء الحرب وكاد يحصل اشتباك واسع، لكن ليبيد آثر الانسحاب.