عقدت "أسرة الدول المستقلة" قمة في موسكو امس الأربعاء وصفها الرئيس الكازاخي نورسلطان نزاربايف بأنها "فارغة" ومن أهم ما أسفرت عنه تعيين البليونير بوريس بيريزوفسكي أميناً عاماً تنفيذياً للأسرة التي تعرف ايضاً باسم "كومنولث". واعترف الرئيس بوريس يلتسن بأن هذا القرار سيحدث "انفجاراً". وجاء ذلك غداة اعلان الكرملين توزيع الحقائب في الحكومة الروسية الجديدة، التي احتفظ فيها وزيرا الدفاع والخارجية بمنصبيهما. وعززت قمة امس التوقعات المتشائمة في شأن مستقبل الأسرة التي نشأت اثر انهيار الاتحاد السوفياتي، إلا انها لم تتمكن من تحقيق تكامل فعلي بين 12 دولة تنتمي اليها. وفي مستهل جلسة أمس، ذكر يلتسن ان القمة التي عقدت في العاصمة المولدافية كيشينيوف العام الماضي انتهت بپ"شعور من المرارة"، مشيراً الى ان الانتقادات التي وجهت الى موسكو لمحاولتها الهيمنة على الكومنولث. وأضاف ان الرؤساء سيتخذون "قراراً مبدئىاً" لإعادة تنظيم الأسرة. ولكن القمة اخفقت في تحقيق نتائج ملموسة، بل ان الرؤساء لم يوقعوا بياناً ختامياً. وذكر نزاربايف ان مثل هذا البيان "لا حاجة له ما دمنا لم نقرر شيئاً". وزاد ان الاجتماع كان "فارغاً" واقتصر على اتخاذ قرارات في شأن الكادر، ومن أهمها تمديد ولاية يلتسن كرئيس للكومنولث حتى سنة 2000 وانتخاب رئيس وزراء اوزبكستان اوتكور سلطانوف، رئيساً لمجلس رؤساء حكومات الأسرة. وفي خطوة مفاجئة للكثيرين، قررت القمة اعفاء أمينها التنفيذي ايفان كوروتشينيا وعينت بدلاً منه بوريس بيريزوفسكي الذي كان يحمل الجنسيتين الروسية والاسرائيلية عند تعيينه نائباً لسكرتير مجلس الأمن القومي في روسيا. وأقصي بيريزوفسكي الذي يسيطر على امبراطورية اعلامية ومالية ضخمة من منصبه بسبب خلافات مع عدد من كبار أقطاب الحكومة السابقة. وذكر ان يلتسن هدد بپ"طرده" من روسيا لتمويله الحملة الانتخابية للجنرال الكسندر ليبيد في اقليم كراسنويارسك. وقال يلتسن ان القرار الأخير اتخذ بناء على اقتراح الرئيس الاوكراني ليونيد كوتشما. واضاف: "اعتقد ان كثيرين ومنهم انتم الصحافيون سينفجرون ولكنكم ستبتلعون القرار لأنه لخدمة القضية". ولم يوضح طبيعة "القضية". ولكن بيريزوفسكي نفسه كان أكد ان "رأس المال هو القوة الوحيدة القادرة على ضمان لحمة الكومنولث". وقد ينهي التعيين الأخير الجفاء بين يلتسن وبيريزوفسكي والذي سببه امتعاض الرئيس من تدخل البليونير في تشكيل الوزارة الروسية الجديدة. وكان يلتسن أصدر مراسم عدة عين بموجبها نائبان لرئيس الحكومة هما: بوريس نيمتسوف النائب الأول لرئيس الوزراء سابقاً وفيكتور خريستينكو نائب وزير المال سابقاً. وسيخفض عدد نواب رئيس الحكومة من تسعة الى ثلاثة، على ان يعلن اسم الثالث اليوم الخميس. واحتفظ بالحقائق الوزارية كل من يفغيني بريماكوف الخارجية وايغور سيرغييف الدفاع وميخائيل زادورنوف المال ووزراء الطوارئ والمواصلات والتعليم. وثبت سيرغي ستياشين وزيراً دائماً للداخلية.