بوريس بيريزوفسكي أغنى أغنياء روسيا و"صديق العائلة المالكة" يلتسن، تعرض إلى هجوم عنيف من الرئيس بوريس يلتسن الذي هدده ب "الطرد" من البلاد إذا لم يكف عن التدخل في شؤون الدولة ومحاولات فرض مرشحه لرئاسة الحكومة الجديدة. ونشر عدد من الصحف والاذاعات الروسية تفاصيل لقاء عقده يلتسن في الكرملين مع رواد الفضاء لمنحهم أوسمة، ولكنه أعلن فجأة أنه اتصل عشية اللقاء هاتفياً ببيريزوفسكي ليعرب له عن استيائه من "حياكة الدسائس وممارسة الضغوط" لتشكيل حكومة على هواه. ولم يوثق كلام الرئيس في تصريحات رسمية أو تسجيلات، إلا أنه تسرب أو سُرب. وفي حال مطابقته للحقيقية، فإنه سيعني تحولاً مهماً في تناسب القوى داخل روسيا وإضعاف بيريزوفسكي الذي عيّن اثر الانتخابات الرئاسية عام 1996 نائباً لسكرتير مجلس الأمن القومي رغم أنه يحمل الجنسية الإسرائيلية. وحسبما ذكرت اذاعة "ليبرتي" الأميركية الناطقة بالروسية، فإن الرئيس خاطب بيريزوفسكي: "يقولون إن لديك أموالاً كثيرة هنا ... ولكنك يمكن أن تفقدها". وأضاف ان لديه معلومات عن تمويل بيريزوفسكي الحملة الانتخابية للجنرال الكسندر ليبيد الذي يعد غريماً وخصماً ليلتسن. وتابع الرئيس: "إذا واصلت على هذا المنوال فسوف تطرد من البلد شرّ طردة". وذكرت صحيفة "كويرسانت ديلي" المتنفذة ان مدير الديوان الرئاسي فالنتين يوماشيف والسكرتير الصحافي للكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي، فوجئا بكلام الرئيس، وطلبا من الحاضرين كتمان الأمر، إلا أن عين الشمس لا تحجب بغربال. ويذكر أن بيريزوفسكي كان كون ثروته التي قدرتها مجلة "فوربس" ب 5،3 بليون دولار، خلال فترة قصيرة وبأساليب اعتبرتها الصحف الروسية "مشبوهة". وبسط هيمنته على العديد من وسائل الاعلام وأصبح أحد مالكي قناة "او آر تي" التلفزيونية وهي الأوسع انتشاراً في روسيا، إضافة إلى حيازته عدداً من الصحف والمجلات. واستخدم رجل الأعمال الإسرائيلي الجنسية سطوته المالية والاعلامية لتأمين فوز يلتسن في الانتخابات الرئاسية، وذكر بعدها أن له "حقاً" في جزء من السلطة. وتولى بيريزوفسكي طبع كتاب "مذكرات رئيس" التي تدر على يلتسن دخلاً معلناً فاق في السنة الماضية دخل الرئيس الأميركي بيل كلينتون. ولرجل الأعمال صلات وثيقة مع ابنة يلتسن الصغرة تاتيانا التي تعد من أهم عناصر "المطبخ" السياسي، إضافة إلى علاقاته مع البنت الكبرى يلينا وزوجها فاليري اكولوف المدير العام لشركة الطيران "ايرفلوت" التي كانت تحول الأموال التي تستحصلها في الخارج إلى بنك يملكه بيريزوفسكي. ونقلت الصحف الروسية عن ناينا يلتسن عقيلة الرئيس استياءها ل "مبالغة" الصحافة في الحديث عن خطوة بيريزوفسكي لدى "العائلة" ونفوذه لديها، وافترضت أنه يطلق هذه الشائعات لتعزيز مواقعه. ولم يصدر رد فعل رسمي من الكرملين عما نشر من أنباء، إلا أن صحيفة "كويرسانت" ذكرت ان بيريزوفسكي يحاول تعيين صديقه وحليفه ايفان ريبكين نائب رئيس الوزراء حالياً رئيساً للحكومة. وأضافت ان "السياسة الروسية يستحيل أن تكون من دون بيريزوفسكي، شاء يلتسن ذلك أم أبى".