وصل الزعيم الروحي لپ"حركة المقاومة الاسلامية" حماس الشيخ أحمد ياسين الى الكويت مساء أمس آتيا من أبو ظبي في مستهل زيارة تستغرق أياماً عدة يحل فيها ضيفاً على وزارة الأوقاف الكويتية. وصرح سفير الكويت لدى أبو ظبي ابراهيم المنصور ان زيارة أحمد ياسين للكويت تأتي بدعوة من ولي العهد الشيخ سعد العبدالله الصباح وانها "تعكس التزام الكويت عدالة القضية الفلسطينية وايمانها بها وحرصها على دعم نضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال واستعادة حقوقه المشروعة". وقال ان "برنامجاً حافلاً" أعده لزيارة الشيخ ياسين ويتضمن لقاء مع الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح ومسؤولين في الحكومة والبرلمان. ويتوقع ان يلقى الشيخ ياسين ترحيباً كبيراً خصوصاً من التيار الاسلامي القوي في الكويت، بوصفه زعيماً سياسياً فلسطينياً مناوئاً لمنظمة التحرير الفلسطينية التي ما تزال "منبوذة" في الكويت على المستويين الرسمي والشعبي بسبب المواقف التي اتخذتها إبان الغزو العراقي للكويت. وعلمت "الحياة" ان برنامج زيارة الشيخ ياسين يتضمن لقاءات مع القيادات السياسية والبرلمانية الكويتية والمشاركة في فعاليات شعبية واعلامية منها ندوة يتحدث خلالها في جمعية المعلمين الكويتية اليوم. ومن المقرر ايضاً ان يزور الشيخ ياسين مقر اللجنة الوطنية الكويتية لشؤون الأسرى والمفقودين. وكانت أنباء أفادت الاسبوع الماضي ان الكويت قد تطلب من ياسين التدخل لدى العراق في شأن الأسرى وانها ترغب بأن تساهم علاقات الشيخ ياسين في اغلاق ملف الأسرى الذين يزيد عددهم على 600 شخص. واعرب برلمانيون كويتيون عن ترحيبهم بزيارة الشيخ ياسين. وقال النائب عدنان عبدالصمد لپ"الحياة": "نرحب بالشيخ ياسين ضيفاً عزيزاً بين اخوانه وهو زعيم هذه الحركة الاسلامية الجهادية التي هي بين حركات جهادية تحافظ الآن على ماء وجه الشعوب العربية بتضحياتها التي تقدمها قرابين للقضية الفلسطينية". وأضاف: "استقبال الكويت لياسين يدل على تبني الحكومة رأي الغالبية من الشعب الكويتي الذي يفرق بين قيادة الرئيس ياسر عرفات التي باعت القضية وبين الشعب الفلسطيني بفصائله المجاهدة كلها". واكد دعم الشعب الكويتي لحركة "حماس" هذه الثلة المجاهدة التي تنير للقضية الطريق وسط الظلام وتجاهد نيابة عن العرب والمسلمين". ووصف أحمد ياسين أمس زيارته للكويت بأنها "زيارة قيمة وعظيمة بالنسبة اليه والى القضية الفلسطينية"، مشيراً الى انه سيطلب دعم الكويت لهذه القضية. وأشاد في حديث الى "وكالة الانباء الكويتية" في أبو ظبي امس بموقف الكويت المساند للقضية الفلسطينية، ووصفه بأنه "تاريخي وفي طليعة المواقف العربية المؤيدة"، وقال: "أملنا في ان يستمر هذا العطاء". وكشف ياسين انه تلقى دعوة من الحكومة العراقية لزيارة بغداد، لكنه قال انه اشترط فتح ملف الاسرى الكويتيين الذين يعتقلهم العراق منذ ثماني سنوات. وأضاف انه اذا لم يوافق العراقيون على البحث في هذه المسألة فإنه غير مستعد لتلبية الدعوة. وتابع انه "يدرك من تجربته وتجربة الشعب الفلسطيني ما يعنيه الأسر سواء للأسير أو لأسرته وذويه". وقال: "إنني أعلم كم يتألمون"، معرباً عن أمله في ان تتجاوب بغداد مع طلبه بالبحث في قضية الأسرى.