بغداد، موسكو - "الحياة"، أ ف ب، رويترز، أ ب - أعلنت الأممالمتحدة امس ان "فصلاً جديداً" بدأ في العلاقات بينها وبين العراق، واعتبرت ان تفقد المواقع الرئاسية في هذا البلد يندرج في اطار عملية تمهد لرفع الحظر الدولي. في غضون ذلك رحبت موسكو ب "الانجاز" الذي تحقق من خلال تفقد المواقع الرئاسية العراقية ودعت الى تسريع مهمات لجنة نزع اسلحة الدمار الشامل اونسكوم تمهيداً لرفع الحظر النفطي عن العراق في شكل كامل. وجاء في بيان اصدرته وزارة الخارجية الروسية امس ان الجولة الأولى في تفقد المواقع الرئاسية جرت "في ظل مستوى رفيع من التعاون" ابدته بغداد، وان اللجنة "لم تجد اي دليل" على استخدام تلك المواقع لاخفاء مواد أو وثائق تتعلق بأسلحة الدمار الشامل. وزاد ان ذلك يجب ان يدفع مجلس الأمن والأسرة الدولية الى "استخلاص نتائج" في شأن اسلوب التعامل مع العراق، لافتاً الى ان "التعاون البناء يعطي المردود المطلوب". واعتبرت الخارجية الروسية ان الانتهاء من "تفقد" المواقع الرئاسية العراقية يجب ان يعقبه "تحرك نحو التنفيذ النهائي" لتفويض "اونسكوم"، وأكدت ان العمل الذي انجز حتى الآن يشكل تمهيداً لاغلاق كل ملفات التسلح للبدء بمناقشة الغاء الحظر النفطي. وفي بغداد أعلن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة براكاش شاه ان تفتيش المواقع الرئاسية ساهم في ردم الهوة بين العراق والمنظمة الدولية، مشيراً الى ان "فصلاً جديداً" بدأ في العلاقات بين الجانبين. وكان براكاش شاه يتحدث امس في مؤتمر صحافي في العاصمة العراقية. ورداً على سؤال اعتبر ان تفتيش المواقع الثمانية يندرج في اطار عملية ستمهد في حال نجاحها لرفع الحظر عن العراق. ونوه ب "روح التعاون والمرونة" التي ابداها الجانب العراقي والمجموعة الخاصة التي كلفت تفتيش تلك المواقع تضم خبراء في اونسكوم وعشرين ديبلوماسياً. وأشار الى ان المجموعة ستقدم تقريراً الى مجلس الأمن عن نتائج مهمتها الأولى، التي نفذت بموجب الاتفاق الموقع بين الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ونائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز في 23 شباط فبراير الماضي. وتابع ممثل انان: "اذا كان ريتشارد بتلر رئيس اونسكوم يشعر بأن عمل اللجنة سينتهي خلال سنة، اعتقد ان ذلك امر على الجميع ان ينتبه اليه". وأوضح ان بعض الصعوبات ظهر اثناء تفتيش المواقع الثمانية، مشيراً الى شكاوى عراقية عولجت بسرعة. وسئل هل عمليات التفتيش مفتوحة بلا سقف زمني فأجاب: "هذا قرار يجب اتخاذه على اساس الزيارة الاولية. يجب انتظار تقديم التقرير عن هذه الزيارة الى الامين العام ثم مجلس الامن من جانب كل من اللجنة الخاصة والمفوض جاياناثا دانابالا رئيس المجموعة الخاصة. اما ما ستكون عليه الزيارات ومتى وأين وكم مرة فهذا قرار يتوقف على التقرير الخاص بالزيارة الاولية". وأعرب براكاش شاه عن امله باستعجال المساعدات الانسانية للعراقيين في اطار برنامج "النفط للغذاء"، واستعجال توزيع الأغذية والأدوية. وزاد ان الحظر ترك انعكاسات واسعة في العراق و"الانطباع الذي سجلته بعد مناقشات مع وكالات الاممالمتحدة المكلفة الشؤون الانسانية، هو ان السكان يعانون كثيراً من العقوبات". وشدد على ان اكثر من مليون طفل في العراق يعانون سوء التغذية و"المستشفيات محرومة من التجهيزات والأدوية ضرورية لمعالجة الأمراض المزمنة، وهناك أمراض جديدة تتفشى". وتحدث عن ضرر واسع لحق بقطاع التربية والتعليم نتيجة الحظر، لافتاً الى ان جيلاً من الأطفال حرم من الدراسة منذ العام 1991