بغداد - أ ف ب، رويترز - أعلنت "وكالة الانباء العراقية" ان نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز أكد أمس لجاناتا دانابالا رئيس "المجموعة الخاصة" التابعة للامم المتحدة ان العراق مصمم على تطبيق الاتفاق الخاص بتفتيش المواقع الرئاسية. ووصل الى بغداد امس خبراء تابعون للمنظمة الدولية لتقويم وضع البنى التحتية للمنشآت النفطية العراقية، فيما أعلن ناطق باسم المنظمة ان براكاش شاه، الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان، وريتشارد بتلر رئيس اللجنة الخاصة المكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية أونسكوم سيصلان الى بغداد في 22 من هذا الشهر. وأفادت الوكالة ان عزيز بحث مع دانابالا في "موضوع الاجراءات الخاصة بزيارة المواقع الرئاسية وفقاً لنصوص مذكرة التفاهم" التي تم التوصل اليها في 23 شباط فبراير الماضي. وتابعت ان طارق عزيز "أكد حرص العراق على تطبيق المذكرة والتعاون مع الاممالمتحدة لانجازها بطريقة شفافة وموضوعية بما يراعي سيادة العراق وكرامته وأمنه الوطني ويوصل الى الحقيقة ويعري الافتراءات والأباطيل التي نسجت حول هذه المواقع". واضافت الوكالة ان دانابالا أكد خلال اللقاء "التزام الاممالمتحدة تطبيق مذكرة التفاهم بأسرع ما يمكن وبحسن نية والحرص على مراعاة مشاغل العراق المشروعة بالنسبة الى كرامته وسيادته وأمنه الوطني". وبموجب الاتفاق الموقع في شباط تعهدت بغداد فتح كل المواقع بما فيها الرئاسية امام الخبراء الدوليين بحثاً عن أسلحة الدمار الشامل. وفي إطار الاتفاق وافق انان على تشكيل "مجموعة خاصة" يرأسها مفوض تفتيش المواقع الرئاسية. وينص الاتفاق على ان تضم المجموعة الخاصة ديبلوماسيين يرافقون مفتشي الاممالمتحدة برئاسة دانابالا، وان كان من غير المتوقع ان يبقى المفوض الجديد في بغداد طوال معظم عمليات التفتيش. وسيواصل دانابالا لقاءاته مع المسؤولين العراقيين المكلفين هذا الملف، وسيطلع بتلر على نتائج زيارته. وأعلن الناطق باسم منسق النشاطات الانسانية للأمم المتحدة اريك فالت صرح إلى الصحافيين بأن فريق الخبراء النفطيين المؤلف من ستة خبراء في شركة "سايبولت" الهولندية وصل الى مطار الحبانية غرب بغداد على متن طائرة تابعة للامم المتحدة قادمة من قبرص. وتابع أن خبيرين آخرين متمركزين في بغداد سينضمان الى الفريق الذي سيجري محادثات مع المسؤولين العراقيين ويتفقد منشآت نفطية. وأضاف ان "دور الفريق سيكون تحديد الكميات من النفط التي يمكن العراق انتاجها والكمية التي يمكنه تصديرها". وأوضح أن الوفد "سيقدر أيضاً الحاجات من الاجهزة الجديدة من قطع الغيار وعمليات الاصلاحات الضرورية للمنشآت النفطية العراقية". وسيزور الخبراء حقل كركوك النفطي شمال ويكشفون على أنبوب النفط العراقي التركي في زاخو الذي يصدر عبره الجزء الاكبر من النفط العراقي. وسيتفقد الخبراء أيضاً حقل البصرة النفطي جنوب وميناء البكر في الخليج ثاني مركز لتصدير النفط العراقي الخام. وقال فالت إن الفريق مؤلف من ثلاثة بريطانيين وهولنديين اثنين وأردني وفرنسي وروسي. وتبعاً لتقرير هذا الفريق سيقرر مجلس الامن الدولي ما إذا كان سيسمح بتزويد العراق قطع غيار لاصلاح بناه التحتية النفطية. وكرر وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف الموجود في نيويورك للبحث في تطبيق اتفاق "النفط مقابل الغذاء" التأكيد على أن العراق لا يملك القدرة التقنية على انتاج كميات من النفط تفوق أربعة بلايين دولار كل ستة أشهر، لأنه في حاجة الى قطع غيار للمنشآت النفطية. وكان فالت اعلن ان أن الهندي براكاش شاه، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، الذي كان من المقرر أن يصل الى العراق اليوم الجمعة، لن يصل قبل 22 آذار مارس. غير أنه أضاف ان موعد وصوله لم يحدد بعد. وقال شاه الذي عيّن في الخامس من الشهر الجاري، إنه سيكون "عين وأذن" الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، وأوضح أن "دوري يقوم على أن أكون الرابط السياسي بين القيادة العراقية والامانة العامة للأمم المتحدة". ويذكر ان ريتشارد بتلر رئيس اللجنة الدولية الخاصة المكلفة نزع الأسلحة العراقية اونسكوم سيزور بغداد من 22 الى 26 آذار مارس الجاري، هي الأولى له الى بغداد منذ التوقيع في 23 شباط فبراير الماضي على الاتفاق بين طارق عزيز والأمين العام للأمم المتحدة حول تفتيش المواقع الرئاسية العراقية. ومن المقرر ان يرفع بتلر تقريره التالي الى مجلس الأمن الدولي في العاشر من نيسان ابريل المقبل. الى ذلك دعت صحيفة "الثورة" العراقية أمس الى انسحاب القوات الأميركية والبريطانية المنتشرة في الخليج للحفاظ على الأمن في هذه المنطقة، بعد التوقيع على اتفاق بين العراق والأمم المتحدة. وكتبت الصحيفة الناطقة باسم الحزب الحاكم ان "العراق يعارض وجود مثل هذه الحشود انطلاقاً من الموقف الذي يرفض أي تواجد عسكري اجنبي في الخليج العربي أو أي بقعة اخرى من الوطن العربي وكذلك من موقف التصدي العملي للتهديدات والنيات العدوانية التي بات يمثلها الوجود العسكري". وكان وزير الخارجية الصيني كيان كيشين أعلن أمس ان بلاده لعبت دوراً "فريداً وايجابياً" من اجل التوصل الى حل سلمي للأزمة المتعلقة بتفتيش المواقع العسكرية العراقية. وقال كيشين، خلال مؤتمر صحافي عقده في اطار الدورة السنوية للجمعية الوطنية الشعبية البرلمان الصيني، ان "الصين لعبت دوراً فريداً وايجابياً في التسوية السلمية للأزمة". وأضاف ان بكين بذلت جهوداً للحصول على موافقة اجماعية من قبل الأعضاء الأربعة الآخرين الدائمي العضوية في مجلس الأمن الدولي لمهمة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في بغداد. يذكر ان الصين عارضت، مع روسيا وفرنسا، توجيه ضربة عسكرية الى العراق وشجعت التوصل الى حل سلمي لهذه الأزمة.