بغداد، جنيف، كيب تاون، واشنطن، نيويورك - أ ف ب، رويترز - فتش خبراء دوليون يرافقهم ديبلوماسيون امس قصر الرضوانية الرئاسي العراقي، لليوم الثاني على التوالي، وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عن أمله بأن يواصل العراق تعاونه مع لجنة نزع اسلحة الدمار الشامل اونسكوم. وكان الرئيس الاميركي بيل كلينتون أعرب ليل الخميس عن "سعادته" ببدء تفتيش المواقع الرئاسية العراقية، وقال في كيب تاون التي يزورها ضمن جولته الافريقية ان تلك الخطوة تعني ان الاتفاق الذي وقعه انان مع بغداد "صامد وهذا ما كنا نريده. نريد فقط ان ينجز مفتشو الأممالمتحدة عملهم". كوهين وأعلن وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين ان مستوى القوات الاميركية في الخليج سيبقى على حاله. وقال قبيل لقائه وزير الدفاع الفنلندي انيلي تاينا في واشنطن ليل الخميس: "لا ننوي سحب قوات في هذه المرحلة، وبالتأكيد ليس قبل ان نكون متأكدين من ان صدام حسين لن يعود الى وراء، ولن يلجأ مجدداً الى نشاطات تعرقل" عمليات التفتيش. في الوقت ذاته أشادت وزارة الخارجية الاميركية بتفتيش أول موقع رئاسي في العراق. وقال جيمس روبين الناطق الوزارة ان "العراقيين يتعاونون، وحتى الآن يبدو ان الأمور تسير في شكل جيد". وتابع ان "بعض المخاوف التي اثيرت من احتمال تدخل الديبلوماسيين في عملية التفتيش لم تتحقق" مضيفاً انهم "موجودون للمراقبة وليس للتفتيش". وأكد ان هذه التطورات تظهر ان "العمل الديبلوماسي ودعم الديبلوماسية بالقوة" يشكلان الحل كي تتمكن "اونسكوم" من دخول كل المواقع الرئاسية العراقية. أنان وأمس أعرب انان عن امله بأن "يواصل" العراق التعاون مع مفتشي الاسلحة. وسئل عن مدى التقدم الذي احرز في مهمات فرق التفتيش فأجاب: "تحدثت مع ريتشارد بتلر رئيس اونسكوم وكل شيء يسير على ما يرام. هو يعتقد بوجود مستوى جديد من التعاون نأمل بمواصلته". وأدلى الأمين العام بهذه التصريحات لدى وصوله الى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف، حيث سيرأس اجتماعاً يستمر يومين للجنة ادارية تابعة للمنظمة الدولية. وسيغادر انان الذي انهى جولة استمرت اسبوعاً في الشرق الأوسط، جنيف غداً متوجهاً الى موسكو حيث سيطلع المسؤولين الروس على المستجدات في موضوع العراق. ومن المقرر ان يتوقف في بكين ولندن ليكمل زيارة عواصم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، علماً انه كان زار واشنطن وباريس قبل الجولة الشرق الأوسطية. الى ذلك فتشت "المجموعة الخاصة" امس، للمرة الثانية قصر الرضوانية الرئاسي غرب بغداد، ونقلت قافلة من 25 سيارة خبراء تابعين لپ"اونسكوم" يرافقهم عشرون ديبلوماسياً بموجب اتفاق بغداد - انان، الى القصر فيما وصف رئيس المجموعة جاياناثا دانابالا اليوم الأول من عملية التفتيش بأنه كان "شاقاً وطويلاً". وزاد ان بغداد والمنظمة الدولية تنويان تنفيذ الاتفاق "وهذه زيارات مبدئية، وستكون هناك زيارات في المستقبل". وأشار الديبلوماسي الألماني هورست هولثوف الى ان الخبراء والديبلوماسيين رأوا في اليوم الأول كل شيء ارادوا تفقده، منوهاً بپ"روح التعاون الذي ابداه الجانب العراقي". وأوضح المسؤولون العراقيون ان وزير النفط عامر رشيد يرافق "المجموعة الخاصة"، وان نائب رئيس الوزراء السيد طارق عزيز "يشرف" على عمليات التفتيش. وتغطي المواقع الرئاسية في العراق مساحة تصل الى 31.5 كيلومتر مربع، وهناك ثلاثة منها في بغداد وخمسة في الأرياف. بتلر في نيويورك اكد مصدر في الأممالمتحدة ليل الخميس ان بتلر سيطلع الأسبوع المقبل مفوضي "اونسكوم" على نتائج زيارته العراق التي اختتمها اول من امس. ومن المقرر ان تجتمع اللجنة الخاصة لمفوضي "اونسكوم" التي تضم 21 ممثلاً من دول مختلفة، الاثنين والثلثاء المقبلين، قبل ان يرفع بتلر تقريره الى مجلس الأمن في الحادي عشر من نيسان ابريل المقبل. وأعلن الناطق باسم "اونسكوم" ايون بوكانان ان رئيس لجنة نوع السلاح سيطلع 18 خبيراً سيحضرون الاجتماع على نتائج اجتماعات لجان التقويم التقني في شأن الاسلحة الكيماوية والبيولوجية العراقية. وشارك خبراء اللجنة وخبراء عراقيون في فيينا في اجتماع لجان التقويم التقني، وفي شباط فبراير الماضي عقد اجتماعان في بغداد من هذا النوع، بحثا في الرؤوس غير التقليدية وغاز الأعصاب. ولفت بوكانان الى ان بتلر سيقدم معلومات عن عمليات تفتيش المواقع الرئاسية. على صعيد آخر، قال مسؤول في الأممالمتحدة ان خبراء من المنظمة الدولية سيبدأون في أيار مايو ازالة الألغام التي قتلت آلاف الاشخاص في شمال العراق. وأعلن مصدر قضائي كندي ليل الخميس ان حكماً بالسجن شهرين صدر في انتاريو بحق كندي ضالع في عملية بيع العراق طائرات هليكوبتر عسكرية بطرق غير قانونية. ووجهت الخريف الماضي الى مانويل اوليفيري تهمة التواطؤ مع غاري فينلاي لبيع الطائرات الى العراق، خرقاً للعقوبات الدولية. وأكدت الشرطة ان 11 طائرة من اصل 35 ضمن الصفقة غادرت كندا الى الفيليبين وعثر على الطائرات الاخرى في مستودع في بلومفيلد في مقاطعة اونتاريو. ووجهت التهمة ايضاً الى ضابطين اميركيين سابقين في اطار هذه العملية.