باريس - أ ف ب - استمعت لجنة تحقيق برلمانية في فرنسا امس الثلثاء الى أقوال رئيس الوزراء السابق ادوار بالادور الذي شجب الحملة "العنيفة والمتحيزة والحاقدة" على دور بلاده في رواندا عام 1994. وقال بالادور الذي ادلى بأقواله مع ثلاثة وزراء في حكومته السابقة هم: ألان جوبيه الخارجية وفرنسوا ليوتار الدفاع وميشال روسان التعاون ان "هذه الحملة تثير استياء عارماً". وأكد انه سيسعى مع وزرائه الى مساعدة اللجنة البرلمانية في اعمالها في ما يتعلق بالوقائع "اعتباراً من نيسان ابريل 1993" اي تاريخ توليه رئاسة الحكومة. وأحاط عدد كبير من الصحافيين بالمسؤولين السابقين الاربعة وبرئيس اللجنة البرلمانية وزير الدفاع الاشتراكي السابق بول كيليس الذي افتتح جلسة الاستماع بقوله: "لسنا محكمة ولسنا قضاة أو محامين لكننا نريد معرفة الحقيقة". واللجنة البرلمانية لتقصي الحقائق حول رواندا، مهمتها القاء الضوء على الدور الذي لعبته فرنسا في هذا البلد بين 1990 و1994. ويتعين على بالادور والوزراء الثلاثة توضيح عمل الحكومة الفرنسية في رواندا حيث قتل المتطرفون الهوتو عام 1994 ما بين 500 ألف و800 ألف من التوتسي والهوتو المعتدلين. وعبر وزير الدفاع السابق فرنسوا ليوتار امام اللجنة عن شعور ب "الاعتزاز والمرارة" ازاء دور فرنسا اثناء عملية الابادة في رواندا عام 1994. وقال: "كنا الوحيدين الذين وافقوا على دفن الجثث ... وبدء عمليات تلقيح ... واقامة مستشفى ميداني داخل رواندا ... وتلبية الحاجات للتزود بمياه الشرب"، وذلك في اشارة الى عملية "توركواز" العسكرية الانسانية التي نفذتها فرنسا في حزيران يونيو 1994 لحماية المدنيين بعد المجازر التي ارتكبها المتطرفون الهوتو بين نيسان وتموز يوليو من العام نفسه. وأضاف ليوتار: "لدي شعور كبير بالاعتزاز ازاء العمل الذي قامت به بلادي والذي اعترف بجودته وضرورته الأمين العام للامم المتحدة والمفوضية العليا للاجئين". لكنه عبر في الوقت نفسه عن "شعوره بالمرارة" لأن "العمل الذي قمنا به تحت ضغط الرعب احيط بجو من الريبة والحذر". اما ألان جوبيه الذي كان وزيراً للخارجية في حكومة بالادور ثم رئيساً للوزراء، فدحض الانتقادات الموجهة الى عمل الحكومة في رواندا. وقال: "لدي شعور بالاعتزاز بالطريقة" التي اتبعتها فرنسا في رواندا. وأضاف ان العسكريين الفرنسيين "طبقوا" تعليمات الحكومة وتمكن "ديبلوماسيونا من تحريك ضمير المجتمع الدولي الذي كان قادراً على التعبير عن مشاعر طيبة ومصمماً على عدم القيام بأي شيء". وستستمع اللجنة البرلمانية بعد ظهر اليوم الاربعاء الى أقوال جان كريستوف ميتران نجل الرئيس الراحل الذي كان في حينه مستشاراً رئاسياً للشؤون الافريقية. يذكر ان بالادور الذي ينتمي الى حزب التجمع من اجل الجمهورية الديغولي، كان في الفترة التي وقعت فيها المجازر في رواندا، يرأس الحكومة الفرنسية في ظل حكومة تعايش مع رئيس الجمهورية الاشتراكي فرنسوا ميتران الذي توجه اصابع الاتهام أكثر فأكثر إلى الدور الذي لعبه مع القريبين منه في رواندا.