وهذه شاعرة اخرى تجدد عضويتها في نادي الوجدان لتعطيه المزيد من الدفق والدفء وتضيف بعداً جديداً من أبعاد الرومانسية الني نفتقدها هذه الأيام في مواجهتنا لأعباء الحياة وتعاملنا مع سراب المادة وارهاصات العصر من تكنولوجيا وثورات اتصالات حتى كادت ان تحولنا الى آلة أو "حاسوب" كومبيوتر أو نافذة إنترنت. انها الشاعرة السعودية بديعة داوود كشفري، وهي زميلة تعمل محررة في قسم النشر بشركة الزيت العربية السعودية ارامكو السعودية، ويبدو ان الزيت يتحول شعراً هذه الأيام على يد الجنس الناعم، فبعد اصدار ثريا العريض الجديد تأتي الشاعرة بديعة في قافلة الوجدانيات مع إصدارها الجديد "مسرى الروح والزمن" وهو عبارة عن مجموعة شعرية من الشعر الحديث، او النثر المتزاوج مع الشعر تقول عنها محذرة: هذه صرختي فتنبهوا، فأنا سأنثر حفنة من وهجها... وأمس وجه الارض بالملح القديم... سأعود للأمداء وافترش السديم وأمر بك - يا جلجامش المنحوت - في شعري وبزهرة فُتن الرواة بها... سأعيد تكوين الكلام وأعيد ترتيب الحكاية، وأعيد للقلب المعلق خفقه بين اختلاجات المصير وبين جلجلة تراودها البداية والنهاية. وكانت قد حملت إلينا رسالة سابقة في ديوانها "الرمل اذا ازهر" قدمت فيها هويتها قائلة: مشرعة الانفاس، أنا عدت، لاشجار الليل، وزهر الرمل، أدخل في تكوين الانهار، أبحث في قاموس البدء وقاموس الفعل وسِفر الاشعار، تنداح شظايا موجك، اوراق حقولك كصهيل الغربة تمزجني: مهرة قلبي تتخطى الاسوار. مجفلة الخطو، مجرحة الاضلع، ماضية قد يبكيني الزمن الضائع، قد يكسر وعدي، قد يبعدني. أو من محراب رمالك قد يخرجني لكني متوجة بنشيدك قد عدت، معلنة اني أبحث عن زمنك يا وطني فما زالت مهرة قلبي المحزون تضي... تضيء بذاكرة الحلم. مع هذه النقلة بين دفتي ديوانين، وبانتظار الهبوط في مدرج المصالحة مع النفس في الديوان القادم: ايقاعات امرأة نبحث بين سطور الشاعرة فنجد اشارات مضيئة ولمحات وإشارات خافتة تأتينا من بعيد لتساعدنا على تكوين ملامح انسانة تبحث عن صفات الذات وسلام الروح وأمان "الآخر" ففي "مساءلة في كهف الروح" نجد التعبير أشد وضوحاً وهي تقول: في لجِ الحلم رأيتُك في دفقِ الشريانْ تزرع اسفاركَ في نبضي فيموء القلبُ بحزن الليلِ أنين الفجرْ... تتفجّر حنجرتي أصداءً تجترح الأكوان... فوقَ هضابٍ غائبة - يا وطني - ادعوكَ لأن تتقدم عبر سياج البرِِ سياج البحرْ... وخلف حصار الزمانْ... أسائلُ أبراجي: أأنا أم أنت تُقاذفنا ملهاةُ الأيام...؟ ومع "مسرى الروح والزمن" يزداد بريق حلم نادي الوجدان العربي الممتد من المحيط الى الخليج حيث ترقب شاعرتنا بديعة اضواء درة الخليج، الظهران، ببحرها الصافي وبسمائها اللامتناهية. خلجة من بشار بن برد: اذني لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين احياناً