نيروبي، بكين - أ ف ب - أعلنت الحكومة الكينية أمس أنها ستستضيف في نيروبي جولة جديدة من مفاوضات السلام السودانية نهاية الشهر الجاري. وفي غضون ذلك، أكدت الصين أنها ستبدأ بناء أنبوب للنفط في السودان مطلع الشهر المقبل. وقالت وزارة الخارجية الكينية في بيان أمس إن مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية وبين "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة العقيد جون قرنق ستستأنف في نيروبي خلال الأسبوع الأخير من نيسان ابريل الجاري. وكانت المفاوضات توقفت في 11 تشرين الثاني نوفمبر الماضي، وهي تهدف الى وضع حد للحرب الأهلية المستمرة منذ 14 عاماً. وكان وفدا الخرطوم و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" التقيا في مطلع تشرين الثاني لمدة عشرة أيام في العاصمة الكينية برعاية "الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" ايغاد، وذلك للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات. وترتكز المفاوضات على جملة مبادئ حددت بين المتمردين ونظام الرئيس عمر البشير في العام 1994 برعاية "ايغاد" التي تضم سبع دول هي جيبوتي واريتريا واثيوبيا وكينيا والسودان واوغندا والصومال. وتقضي هذه المبادئ باجراء استفتاء على تقرير المصير في الجنوب مع التشديد على وحدة السودان. وتوصي أيضاً بضرورة الاعتراف بالسودان كبلد متعدد الاعراق والديانات والثقافات. وفي تشرين الثاني الماضي تعثرت المحادثات، خصوصاً بسبب مطالبة "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بإقرار الديموقراطية في سائر ارجاء البلاد، اضافة الى تقرير المصير في الجنوب. يذكر أن حركة التمرد الجنوبية متحالفة مع المعارضة الشمالية، غير المشاركة في المفاوضات، تحت لواء "التجمع الوطني الديموقراطي". الى ذلك يطالب "الجيش الشعبي" بالتخلي عن تطبيق الشريعة واقامة كونفيديرالية تمنح سلطات اوسع للجنوب، فيما تؤيد الحكومة نظاماً فيديرالياً يحتفظ بمعظم الصلاحيات للعاصمة. ومن المنتظر ان تتناول المفاوضات المقبلة أيضاً مسألة وقف النار. وأكد قرنق في السادس من الشهر الجاري موافقته على هذا الأمر "لأسباب انسانية"، مبدياً في الوقت نفسه خشيته من ان تستخدم الخرطوم ذلك لإعادة تنظيم صفوفها في جنوب السودان. وكانت الحكومة السودانية وافقت على عرض وقف النار الذي اقترحته ايطاليا. ورفعت الحكومة السودانية أيضاً الحظر الذي فرض في الرابع من شباط فبراير اثر معارك عنيفة على الرحلات الانسانية الى اقليم بحر الغزال. انبوب النفط من جهة أخرى، ذكرت "وكالة أنباء الصين الجديدة" ان الصين سترسل في نهاية نيسان الجاري ألفي مهندس تقريباً الى السودان ليبدأوا في الاول من أيار مايو المقبل ببناء انبوب للنفط يبلغ طوله 1540 كيلومتراً. ونقلت الوكالة عن مسؤول في شركة "تشاينا ناشونال بتروليوم كورب" الرسمية ان الصين فازت بالعقد في 1997 بعد منافسة قدم خلالها أكثر من ثلاثين عرضاً. وسيربط الانبوب بين حقول نفطية في جنوب البلاد وبورتسودان في الشمال الشرقي. وسينقل 15 مليون طن من النفط سنوياً. وكانت الخرطوم وقعت العام الماضي أيضاً مع بكين عقدا لبناء سد على النيل ومفاعل كهرمائي بقوة 25 ميغاوات.