كشف وزير النفط السوداني الدكتور لوال دينق أن زيارته لبكين التي بدأت أمس ستعقبها زيارة لماليزيا، في جولة بدا واضحاً أن هدفها تقديم تطمينات في شأن استمرار هذين البلدين في انتاج النفط السوداني عقب الاستفتاء الذي سيشهده السودان في كانون الثاني (يناير) المقبل والذي يضع السودان أمام احتمالي الوحدة أو انفصال جنوب السودان. وقال دينق إن «الصينيين خائفون في شأن ما سيحدث بعد الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان. الماليزيون (خائفون) أيضاً، ولكن رسالتنا الرسمية والشعبية (إلى البلدين) أنه لن يحدث شيء، وستستمر الشركات (الصينية والماليزية) تعمل» في مجال النفط. وكان الوزير، وهو من جنوب السودان ويمثّل «الحركة الشعبية لتحرير السودان» في حكومة الخرطوم، يتحدث في لقاء محدود مع عدد من أبناء الجالية السودانية وصحافيين، حضرته «الحياة»، لدى توقفه في الدوحة في طريقه إلى الصين. وشدد لوال على أن الاستقرار ضروري للسودان في حال الوحدة أو الانفصال وأنه «يجب ألا يعود الناس (في السودان) إلى الحرب مجدداً»، قائلاً إنه يجب التركيز على استقرار البلد ووحدته. ولفت الى أنه سيقول للمسؤولين الصينيين «إن لديكم ضمان الاستمرار في انتاج النفط»، وأنه سيدعو الصين أيضاً إلى لعب دور أكبر في تقديم الخدمات في مناطق انتاج النفط، وبخاصة في مناطق الحدود المتداخلة بين الشمال والجنوب، مشدداً على أن النفط عامل أساسي للاستقرار في السودان. واعتبر الوزير السوداني أن التعاون بين شمال السودان وجنوبه ضروري للاستفادة من النفط، مشيراً إلى أن النفط في الجنوب لكن خط الأنابيب يمر في الشمال إلى ميناء بورتسودان، كما أن المصافي في الشمال و «إذا لم يحدث تعاون لا يستفيد أحد من النفط». وأوضح أن دراسات جنوبية تجرى في شأن مد أنابيب لنقل البترول من الجنوب إلى بعض الدول الأفريقية. وكشف أن شركة قطر للبترول تسعى بالتعاون مع «توتال» إلى الاستثمار في مجال النفط في جنوب السودان، كما أكد وجود توجه وسعي سعودي في هذا الإطار، مشيراً إلى «أننا تلقينا عروضاً من شركتين اسبانية وكندية» للتنقيب في جنوب السودان «لكننا نعطي الأولوية لعرض سعودي، ونرحّب بالاستثمار القطري». وأكد أهمية دخول السعودية وقطر في مجال الاستثمار البترولي وفي مجال الغاز، مؤكداً وجود غاز في السودان، وأضاف أنه توجد بشائر بإمكان أن يصل الانتاج النفطي السوداني إلى مليون برميل يومياً، مشيراً الى أنه يراوح حالياً بين 450 و500 ألف برميل يومياً. ووجه الوزير انتقادات إلى شريكي الحكم في السودان (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان) وقال إنهما بدل التركيز على المواطن دخلوا في أشياء أخرى مثل «المشاكسات» بينهما خلال السنوات الماضية. ودعا إلى أعطاء الفرصة للإنفصاليين والوحدويين في شمال السودان وجنوبه للتعبير عن رؤاهم في شأن موضوع الوحدة والانفصال، ورأى أن ذلك أفضل من حجر حرية ابداء الآراء. وانتقد إغلاق صحيفة «الانتباهة» التي قالت الحكومة السودانية إنها تروّج لأفكار إنفصالية. وقال لوال: «دعونا نعطي فرصة لكل الآراء»، مؤكداً أن الديموقراطية تقتضي حرية الرأي واتاحة الفرصة لمن يتكلم ولا يضرب أحداً. وأكد أن شريكي الحكم في السودان توصلا أخيراً إلى قناعة بضرورة إعطاء الناس فرصة للتعبير عن رؤاهم في شأن الوحدة والانفصال. وقال «ما أعرفه في شأن موقف أميركا هو (دعم) وحدة السودان»، وأضاف أن «أميركا من أكثر الدول تخوّفاً من الانفصال وحتى المبعوث الأميركي للسودان سكوت غرايشن يقول إن الوحدة والانفصال هما خياران للجنوبيين والناس تفسر كلامه بطريقة خاطئة». وتابع: «الأميركيون يريدون حكومة قوية في الشمال حتى لا «يتلخبط» الجنوب وحتى لا تدخل القاعدة ... واشنطن تسعى إلى أن يتم قرار الوحدة أو الانفصال سلمياً».