أعلنت الحكومة السودانية أنها تتوقع "اعتداءً عسكرياً" على السودان في غضون أيام. وأشار رياك مشار، مساعد الرئيس السوداني رئيس مجلس تنسيق الولاياتالجنوبية، إلى "حشود عسكرية" على الحدود السودانية تتزامن مع جولة الرئيس بيل كلينتون في افريقيا. وذكر ان "الاعتداء العسكري" سيستهدف ست مدن في جنوب السودان هي بور وكبويتا وتوريت وتركاكا وواو وأويل. وقال إن هدف الهجوم إرباك الجيش لإبعاده عن حماية مدينة جوبا عاصمة الجنوب التي تعتبر هدفاً استراتيجياً لقوات "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة العقيد جون قرنق. واتهم قوى "دولية وإقليمية"، لم يسمها، بالسعي إلى "اجهاض مسيرة السلام في السودان"، لكنه أشاد إلى "الدعم العسكري" الذي تقدمه الولاياتالمتحدة لأوغندا. واتهم واشنطن بإفشال جولة المفاوضات السابقة بين الخرطوم و"الحركة الشعبية" بإصدار قرار فرض عقوبات اقتصادية أميركية على السودان. وأضاف مشار، الذي كان يتحدث أمام أعضاء مجلس تنسيق الولاياتالجنوبية، ان السودان جاهز "لصد أي عدوان على أراضيه". واتهم حركة قرنق "بتنفيذ خطة لخدمة قوى أجنبية تستهدف السلام" في هذا البلد. ودعا قرنق إلى الاستفادة من الانفراج الذي تشهده الساحة السودانية و"العودة إلى أرض الوطن"، وحض الرئيس كلينتون على المساهمة في إقرار السلام في السودان من خلال جولته، وابداء حسن النية تجاه الخرطوم بإلغاء العقوبات الاقتصادية. إلى ذلك، وصل إلى الخرطوم مساء أمس وفد رفيع المستوى من هيئة "ايغاد" التي تتوسط بين الحكومة وبين قرنق. ويرأس الوفد الجنرال اليجاسينيويو مبعوث الرئيس الكيني دانيال آرب موي. وتأتي زيارته في ختام جولة شملت اثيوبيا وجيبوتي واريتريا. وسيلتقي الوفد الرئيس عمر البشير لتسليمه رسالة من نظيره الكيني، راعي المفاوضات. كذلك يلتقي عدداً من المسؤولين في إطار الترتيبات الجارية لجولة المفاوضات المرتقبة في النصف الثاني من نيسان ابريل المقبل. وكانت المفاوضات التي أجريت في نيروبي في تشرين الثاني نوفمبر الماضي فشلت بسبب اختلاف الطرفين على قضيتي الشريعة الإسلامية والكونفيديرالية. وتعمل "الحركة الشعبية" الآن لتصعيد عملياتها العسكرية لتحسين موقفها التفاوضي.