ابدى رئيس جمهورية صربيا ميلان ميلوتينوفيتش وزعيم البان كوسوفو ابراهيم رادوغان استجابتهما للضغوط الدولية وأكدا في بيانين منفصلين استعدادهما للدخول في حوار غير مشروط لإنهاء المواجهات الحالية بين السلطات الصربية والألبان. ووصل امس الخميس الى بلغراد وزيرا الخارجية: الالماني كلاوس كينكل والفرنسي هوبير فيدرين واجريا محادثات مكثفة مع الاطراف المحلية المعنية بمشكلة كوسوفو، اعتبرها المراقبون محاولة اخيرة لتجنب اندلاع حرب جديدة في منطقة البلقان. واجتمع الوزيران الالماني والفرنسي مع كبار المسؤولين في الحكومتين اليوغوسلافية الاتحادية والصربية اضافة الى ممثلي البان كوسوفو وقادة المعارضة الصربية في شأن مختلف المواقف حول أزمة كوسوفو وسبل حلها. وتأتي مهمة الوزيرين متزامنة مع انتهاء مهلة الاسبوعين التي اعطتها مجموعة الاتصال الدولية لبلغراد من اجل العمل على بدء حوار ايجابي مع البان كوسوفو بهدف منح الاقليم حكماً ذاتياً واسعاً ينهي الازمة المتصاعدة بين الطرفين الصربي والألباني. وأشار الوزيران في تصريحاتهما الى ان "خطتهما متكاملة تعطي حكماً ذاتياً مضموناً لالبان كوسوفو، مع استمرار بقاء الاقليم ضمن حدود الدولة اليوغوسلافية، اضافة الى انها تعطي افضل الفرص ليوغوسلافيا الاتحادية للعودة الى غالبية المنظمات الدولية والاقليمية التي خرجت منها اثناء انهيار يوغوسلافيا السابقة والحرب في البوسنة". وتزامن مع زيارة الوزيرين كينكل وفيدرين البيان الذي اصدره رئيس جمهورية صربيا ميلان ميلوتينوفيتش ودعا فيه "زعماء البان كوسوفو للدخول في حوار غير مشروط فوراً يوفر قدراً كبيراً من الحكم الذاتي لكوسوفو". وفي بريشتينا أعلن زعيم البان كوسوفو انه "سيصدر قراراً بتشكيل وفد يتولى المفاوضات مع بلغراد في وقت قريب". وفي واشنطن اكدت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت على "اهمية الحوار وعدم استخدام العنف في ازمة كوسوفو" وقالت في تصريح صحافي امس "ان الوزيرين الالماني والفرنسي سيطلعانها على نتائج زيارتهما لبلغراد فور انتهائها". وفي نيويورك درس اعضاء مجلس الأمن مشروع قرار يفرض حظراً على تصدير الاسلحة الى يوغوسلافيا، لكن المندوب الروسي سيرغي لافروف رفض التصديق على المشروع "ما دامت الجهود الديبلوماسية مستمرة لحمل الطرفين الصربي والالباني على الجلوس الى مائدة المفاوضات". وشهدت العاصمة بريشتينا امس اشتباكات بين المشاركين في تظاهرتين احداهما البانية قامت احتجاجاً على العنف الصربي في كوسوفو والاخرى مضادة لمطالب الالبان نظمها الصرب.