أرسلت بلغراد تعزيزات عسكرية كبيرة الى اقليم كوسوفو المضطرب فيما هدد وزير الداخلية الصربي بمحاسبة كل الباني يشارك في التظاهرات على انه "ارهابي وانفصالي". واعتبر المراقبون التصعيد الاخير للمواجهة في الاقليم بين الشرطة والطلاب بانه يبعث على المزيد من مخاوف اندلاع حرب مدمرة جديدة في البلقان مع مطلع العام الجديد. من جهة أخرى، قرر الاتحاد الاوروبي سحب التسهيلات التجارية التي كان قد منحها ليوغوسلافيا الاتحادية صربيا والجبل الاسود، وذلك "بسبب عدم اقدام السلطات الصربية على بذل أي جهد لحل الصراع الدائر في اقليم كوسوفو وتواصل انتهاكات الديموقراطية في يوغوسلافيا وتهرب حكومة بلغراد من الوفاء بالتزاماتها تجاه عملية احلال السلام في البوسنة". وأفادت معلومات صحافية امس الاربعاء في بلغراد ان "قوات عسكرية كبيرة من الجيش والشرطة تحركت من قواعدها في انحاء الاتحاد اليوغوسلافي متوجهة بكامل اسلحتها وتشكيلاتها القتالية نحو كوسوفو، لدعم الوحدات الموجودة هناك التي تواجه مهمات صعبة حالياً في التصدي للعمليات الهجومية التي يقوم بها مقاتلو جيش تحرير كوسوفو السري ليلاً والتظاهرات التي تعم مدن الاقليم خلال النهار". وأشارت المصادر نفسها الى ان لهذه القوات تعليمات "بالرد الفوري والعنيف من دون الرجوع الى جهات اعلى على اي استفزاز أو هجوم تتعرض له. وكررت محطات الاذاعة والتلفزيون في كوسوفو امس اذاعة بيان وزير داخلية جمهورية صربيا زورات سوكولوفيتش الذي ذكر فيه انه "اعتباراً من الاثنين المقبل، ستتخذ اجراءات جديدة صارمة لوضع حد لمحاولات الاخلال بالامن والنظام في كوسوفو". واعتبر البيان كل من يشارك في احتجاجات الالبان بانه "ارهابي وانفصالي من النوع المدعوم والموجه من اطراف خارجية منها الرئيس الاميركي بيل كلينتون الذي يأبى ادانة الالبان الذين يواصلون تهديد الاستقرار في البلقان من خلال عمليات القتل والاعتداء في كوسوفو، على رغم ما فعله في تحريك المجتمع الدولي باسره ضد الارهاب، اضافة الى الدعم الذي يجده الارهابيون في كوسوفو من وزير خارجية المانيا كلاوس كينكل". وأوضح سوكولوفيتش انه "لن يتم ابداً تقديم اي تنازلات للانفصاليين وسوف تعمل صربيا على توفير الحياة الآمنة في كل جزء من اراضيها غير آبهة بالمعايير المزدوجة التي تطبقها الدول الكبرى في العالم، وبينها طلباتها المتواصلة باحترام حقوق الانسان في كل من صربيا ويوغوسلافيا على رغم انها ليست منتهكة اصلاً". حصيلة الاشتباكات الى ذلك، أكد مركز الاعلام الالباني "كي.اي.سي" المحلي ان الشرطة الصربية اصابت 15 متظاهراً بجروح عندما فرقت بالهراوات عدة آلاف من الطلاب كانوا يحاولون التظاهر أول من أمس في بريشتينا كبرى مدن الاقليم. وأوضح المركز الاعلامي المقرب من رابطة كوسوفو الديموقراطية، ابرز الاحزاب الالبانية المعارضة لنظام بلغراد، ان بين الجرحى شابتين ومدرساً. وأكد المصدر ذاته ان الشرطة استخدمت قنابل مسيلة للدموع ضد المتظاهرين في مكانين من المدينة. وأشار اتحاد الطلاب الالبانيين المستقل الذي دعا الى التظاهرة الى ان طالبين اوقفا رغم اصابتهما بجروح. وأكد الاتحاد "تصميمه" على الاستمرار بالتظاهرات ما لم تعد السلطات الصربية للالبانيين المؤسسات الدراسية التي طردتهم منها العام 1990. ويتظاهر الطلاب الالبانيون في كوسوفو والبالغ عددهم نحو 20 الفاً منذ اشهر وبصورة متقطعة للعودة الى مدارسهم. ومنذ سبع سنوات، يتلقى نحو 350 الف شاب من اصل الباني دروسهم في مدارس موازية لم تعترف بها السلطات الصربية. والالبانيون الذين يمثلون 90 في المئة من سكان كوسوفو البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، يطالبون بالاستقلال.