تجاهل ألبان كوسوفو أمس الأربعاء زيارة للاقليم قام بها رئيس جمهورية صربيا ميلان ميلوتينوفيتش الذي كان وجه دعوة لإجراء مفاوضات مباشرة بين الطرفين الصربي والألباني. وجاء ذلك في وقت سلّم الوسيط الأميركي كريستوفر هيل إلى حكومة بلغراد وزعماء ألبان كوسوفو، مشروعاً لتسوية الصراع في الاقليم. وأفاد هيل، الذي يعمل سفيراً لبلاده في مقدونيا، ان المشروع يضع جداول زمنية لتنفيذ بنوده التي تهدف إلى إقامة مؤسسات الحكم الذاتي أثناء فترة انتقالية تجريبية لمدة 3 سنوات "يتم خلالها بناء أجواء الثقة والإعداد لتسوية مستقبلية شاملة". وينص المشروع على تشكيل وحدات شرطة محلية وفق التوزيع السكاني واجراء احصاء عام وتنظيم انتخابات اشتراعية وبلدية في الاقليم وتخصيص 20 مقعداً في برلمان جمهورية صربيا و10 مقاعد في البرلمان الاتحادي، لسكان الاقليم، إضافة إلى اشراكهم في المناصب الوزارية والحكومية المختلفة. وأوضح هيل أنه يحق للأطراف كافة تسجيل ملاحظاتها واقتراحاتها التعديلية في شأن بنود المشروع وبحثها في مفاوضات مباشرة. والتقى هيل للمرة الثانية خلال عشرة أيام في بلدية ماليشيفو غرب الاقليم، مع وفد "جيش تحرير كوسوفو" برئاسة المسؤول الاعلامي للتنظيم ياكوب كراسنيجي وسلمه مسودة الحل الأميركي. وصرح كراسنيجي ان قيادة الجيش "ستبدي موقفها من المشروع في وقت قريب". وفي تعلقيه على المشروع، أفاد رئيس حكومة صربيا ميركو ماريانوفيتش ان بلغراد "سترفض أي بند في اقتراح هيل يتعارض مع اتفاق الرئيس ميلوشيفيتش مع المبعوث الأميركي ريتشارد هولبروك". واعتبر رئيس وفد المفاوضين الألباني فهمي أغاني المشروع بأنه يمكن أن يكون أساساً لمفاوضات "على رغم عدم احتوائه على المطلب الرئيسي للألبان الخاص باجراء استفتاء في كوسوفو في نهاية الفترة الانتقالية". من جهة أخرى، اعتبر زعيم ألبان كوسوفو إبراهيم روغوفا قدوم رئيس جمهورية صربيا ميلان ميلوتينوفيتش إلى بريشتينا ودعوته لاجراء مفاوضات سلمية بأنها "لأغراض دعائية لاظهار وكأن الصرب مستعدون للحوار والحل". وأضاف في تصريح أمس ان تحديد موعد للمفاوضات هو من شأن الوسيط كريستوفر هيل ولذا فإن ما يدعو إليه ميلوتينوفيتش "هو أمر خاص به غير مقبول لدى الألبان".