استيقظ سكان معظم دول الشرق الأوسط أمس على سماء كساها غبار كثيف أصفر اللون ناجم عن عاصفة رملية مصدرها شمال افريقيا أدت الى سقوط عدد من الضحايا خصوصاً في مصر وأحدثت أضراراً في الممتلكات في لبنان. وشهدت مصر أول من أمس وصباح أمس حوادث متفرقة بسبب سوء الأحوال الجوية، وتعرضت كل المحافظات لعاصفة رملية أدت الى حجب الرؤية. ففي قناة السويس أدى سوء الاحوال الجوية الى تصادم بين باخرتين في المدخل الجنوبي للقناة إحداهما بنمية والأخرى مالطية، في الوقت الذي اغلق نفق الشهيد احمد حمدي الذي يربط مدن القناة بسيناء. وقال مصدر أمني ل "الحياة" إن العاصفة الرملية أدت ايضاً الى اضطراب حركة الطيران في مطار القاهرة الدولي، بعد أن مُنعت طائرات عدة من الهبوط أو الاقلاع منه. واضاف المصدر أن محافظة البحيرة شمال الدلتا شهدت 13 حريقاً في مختلف مراكز المحافظة في المحمودية وايتاي البارود ووادي النطرون، ولم تحدث خسائر في الارواح، وفي محافظة الغربية وسط الدلتا، وحرائق في الفيوم في قرى ابوكساه والحامولي وسيلا والوناية. وفي مدينة فايد في الاسماعيلية وسقط عدد من اعمدة الانارة في المدينة وانقطع التيار الكهربائي. وفي الاسكندرية اصدر اللواء صلاح مختار رئيس هيئة الميناء قراراً بإغلاق البوغاز امام الملاحة البحرية. كما شب 12 حريقاً في المدينة وسيطرت عليها قوات الاطفاء. واعلن مصدر في الشرطة المصرية أمس ان خمسة اشخاص لقوا حتفهم واصيب 40 آخرون بجروح في حوادث سير وقعت بسبب العاصفة الرملية القوية التي ضربت مصر وادت كذلك الى انهيار 30 مسكناً. وفي بيروت لم ينم اللبنانيون كما يجب امس. فالضوضاء الذي احدثه بدء هبوب عاصفة رملية من صحراء مصر، اقلقهم. ومن أفاق منهم صباحاً، فتح عينية على لون اصفر غلف الفضاء اللبناني، بفعل اصطدام كتل ساخنة وباردة. وأحدثت العاصفة كوارث وخسائر مادية كبيرة. وأثرت في حركة الملاحة في مطار بيروت الدولي حيث توقفت حركة الهبوط في شكل شبه كامل حتى الاولى والنصف بعد الظهر كذلك توقفت حركة الملاحة في مرفأ بيروت الذي كان ينتظر رسو ست بواخر، وفي مرافئ اخرى. وحملت الرياح غباراً كثيفاً ادى الى انعدام الرؤية على بعد نحو مئة متر، وغطى الابنية والسيارات التي كستها طبقة من الوحل. وحتى المناطق المرتفعة من لبنان لم تسلم من الجو الصحراوي الذي حمل رماله وغباره الى جبال يصل ارتفاعها الى حدود ألف وخمسمئة متر. اما الخسائر فتوزعت بين بيروت والمناطق، اذ ادت سرعة الرياح الى تحطيم "دولاب" مدينة الملاهي الذي بقي صامداً طول الحرب، بالقرب من الحمام العسكري. واقتلعت العاصفة اشجاراً في بيروت والمناطق، وحطمت الكثير من الخيم الزراعية وألحقت اضراراً كبيراً في بساتين الموز والحمضيات في منطقة صور. وكذلك منعت حصول اجتماع مجموعة المراقبة لوقف النار المنبثقة من تفاهم نيسان أبريل الذي كان من المفترض ان يعقد في الناقورة امس، لتعذر اقلاع المروحية التي كانت ستقل الوفدين اللبناني والسوري. واختفى من جراء سوء الرؤية خمسة صيادين من مدينة صيدا تمكنت لاحقاً بحرية الجيش اللبناني بعد دوريات متلاحقة من العثور عليهم احياء في عرض البحر. وتسببت العاصفة الرملية بأعطال في الكثير من الشبكات الهوائية الخاصة بنقل التيار الكهربائي وتوزيعه، وقطعت 60 في المئة من خطوط التوتر المتوسط 15 كيلوفولت في مناطق الجنوب وجبل لبنان والبقاع والشمال. وتوقعت عدة مراكز للأرصاد الجوية في المنطقة انحسار العاصفة مساء أمس.