عادت المواصلات البرية والبحرية والجوية الى طبيعتها نسبياً بعدما انحسرت عواصف اليومين الماضيين، التي ضربت الشرق الاوسط، اثر موجة الحرارة الشديدة، وخلفت اكثر من 35 قتيلاً وخسائر بعشرات ملايين الدولارات غالبيتها في مصر والاراضي الفلسطينية والمدن الساحلية الممتدة على طول الساحل الشرقي للمتوسط وأدت الى اغلاق غالبية الموانئ وتعطيل شبكات الاتصالات. وسيواجه المسافرون العرب الى اوروبا والولايات المتحدة، لتمضية عطلات نهاية السنة، طقساً مثلجاً قطبياً جليدياً، لم يُعرف مثيله في مثل هذه الفترة من السنة منذ نحو 40 عاماً. وفي مصر تحسنت الأحوال الجوية بعدما هدأت العواصف الترابية وخفت الامطار، التي تسببت في سقوط العشرات بين قتيل وجريح، واتجهت درجات الحرارة الى الارتفاع في بعض المناطق، الأمر الذي دعا السلطات إلى إعادة فتح قناة السويس امام الملاحة واستأنفت ثمانية موانئ بحرية نشاطها. وارتفع أمس عدد ضحايا انهيار مصنع الملابس في محافظة الإسكندرية إلى عشرة قتلى وعشرة مصابين، بينهم أحد رجال الحماية المدنية. ويواصل رجال الإنقاذ جهودهم لرفع الأنقاض وانتشال باقي الضحايا. وفي طنطا (دلتا النيل)، قُتل أول من أمس طفل وأصيب تسعة أشخاص عندما انهار عليهم مبنى سكني مؤلف من خمسة طوابق، بينما لقي 20 شخصاً حتفهم وأصيب ما يناهز ال 40 آخرين في حوادث طرق بسبب ضعف مستوى الرؤية الناجم عن الأمطار الغزيرة والعواصف الرملية. وفي لبنان تراجع الطقس البارد وسجلت الحرارة في المدن الساحلية ظهر امس مستوى 11 درجة مئوية لكن الثلوج بقيت تتساقط على ارتفاع الف متر وما فوق بعدما اسفرت العواصف عن سقوط قتيلة وخسائر مادية جسيمة. واستأنفت المرافئ اللبنانية عملياتها المعتادة وبدأ حصر الاضرار لكن الاتصالات بقيت مشوشة في غالبية المناطق. وفي دمشق أفادت الارصاد الجوية ان سورية لا تزال تحت تأثير امتداد منخفض جوي قطبي في طبقات الجو كافة مرفق بكتلة هوائية رطبة وباردة، وبقي الجو متقلباً بين الغائم جزئياً والغائم والماطر على فترات، فوق غالبية المناطق مع تساقط الثلوج فوق المرتفعات الجبلية لكنها انحسرت عن دمشق والمدن الساحلية، خصوصاً طرطوس حيث ادت العاصفة، ورياح سرعتها 100 كلم في الساعة، الى اغلاق مينائها التجاري والمصب النفطي أمام الملاحة يومي الجمعة والسبت بعد ارتفاع الامواج الى سبعة امطار. وراوحت الحرارة المسجلة امس بين ناقص واحد وست درجات مئوية نهاراًً. وفي الاردن عادت الحرارة الى مستواها السنوي وراوحت درجاتها بين ثلاث و14 درجة مئوية واستأنف ميناء العقبة حركته بعدما خفت الرياح العاتية. وفي اسرائيل تراجعت حدة الصقيع وخفت الامطار وسرعة الريح ما اعاد حركة الموانئ على المتوسط الى طبيعتها. وأعلنت مصادر حكومية فلسطينية امس ان التقديرات الاولية لخسائر المزارعين الفلسطينيين بسبب سوء الاحوال الجوية منذ السبت في الاراضي الفلسطينية تُقدر بسبعة ملايين دولار. وفي لندن، وغالبية المدن الاوروبية التي تجتذب السياح العرب نهاية السنة، صدرت تحذيرات الارصاد الجوية التي نبهت الى ان موجة الصقيع القطبية، الآتية من سيبيريا والقطب الشمالي ستعود الى السيطرة خلال الاسبوع الجاري وقد يمتد تأثيرها الى فترة ما بين عيدي الميلاد ورأس السنة الميلادية بعدما انحسرت الاسبوع الماضي قليلاًً. وأدت موجة مماثلة ضربت بريطانيا وفرنسا مطلع الشهر الى حالة من الصقيع عطلت المواصلات بين المدن وحتى داخلها، وكانت اسكتلندا المنطقة الاكثر تأثراً في المملكة المتحدة. واجتاحت عاصفة ثلجية بعض مناطق الغرب الاوسط الاميركي وأفادت الارصاد انها قد تنتقل الى الساحل الشرقي والعاصمة وتؤدي الى تمضية الاميركيين عطلة الميلاد وسط الثلوج.