استقر مؤسس "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الشيخ أحمد ياسين على فراشه فيما أحاط به طاقم من الاطباء يحمل أكبر الرتب العسكرية من اجل إعداد تقرير شامل عن حالته الصحية تمهيداً لرحلة علاجه التي ستستمر مدة شهر على أقل تقدير. وبدت الروح المعنوية للشيخ ياسين 61 عاماً مرتفعة بعد دخوله احد المستشفيات المصرية حيث خاطب الأطباء كتابة قائلا: "بورك فيكم ونتمنى على الله الشفاء على ايديكم". ولوحظ أن إجراءات امنية مشددة أحاطت بجناح الشيخ ياسين لضمان راحته وعدم إزعاجه. وقال أمين سر المجلس الوطني الفلسطيني محمد صبيح ل "الحياة" إن ثمة شعوراً فلسطينياً بالارتياح لعلاج "رمز النضال الفلسطيني في مصر"، مشيراً الى أن ذلك كان "أحد مطالب الرئيس ياسر عرفات من الرئيس حسني مبارك".وعلى رغم الاجراءات الأمنية لم ينقطع رنين الهاتف في جناح الشيخ ياسين في مستشفى الجلاء العسكري، وكان أول محدثيه بعد وصوله الى القاهرة اول من امس الناطق باسم "حماس" الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي. كذلك هاتفه الرئيس عرفات مهنئاً بسلامة الوصول. وقدم صبيح للشيخ ياسين أول باقة ورد فلسطينية خلال زيارته له التي استمرت ثلاث ساعات. وقال صبيح إن حال مؤسس "حماس" مستقرة وأن حاله المعنوية مرتفعة ولديه حماسة كبيرة لتجاوز مرحلة العلاج وأداء فريضة الحج والعودة الى غزة. الى ذلك زار السفير الفلسطيني في القاهرة السيد زهدي القدرة أمس الشيخ ياسين. وأكد الناطق الاعلامي باسم "حماس" الدكتور محمود الزهار رغبة الشيخ ياسين في لقاء البابا شنوده الثالث بطريرك الكرازة المرقسية للتعبير عن امتنانه لموقفه الوطني المشرف المتمثل في عدم السماح لأقباط مصر بزيارة القدس إلا بعد انسحاب الاسرائيليين منها. واستبعد الزهار امكان عقد لقاء بين الشيخ ياسين والدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر بسبب استقبال الأخير للحاخام الأكبر للاسرائيليين اسرائيل لاو في القاهرة قبل نحو شهرين. وأشار الى ان الشيخ ياسين سبق ان رفض مجرد تسلم رسالة من الحاخام لاو. وأضاف ان ياسين استنكر لقاء طنطاوي ولاو "لأنه لا يصب في المصلحة العامة". من جهة أخرى علمت "الحياة" ان أحد قادة "حماس" في الأردن السيد موسى ابو مرزوق بدأ أخيراً زيارة للمملكة العربية السعودية لترتيب زيارة الشيخ ياسين المرتقبة لها. وقال ان ابو مرزوق يسعى الى الحصول على تأشيرة دخول الى مصر لمقابلة الشيخ ياسين.