ذكرت مصادر فلسطينية ان اتصالات تجرى على خطين، الأول بين مصر والسلطة الفلسطينية، والثاني بين السلطة و"حركة المقاومة الاسلامية" حماس، لترتيب حوار بين السلطة و"حماس" خلال الشهر الجاري في القاهرة. وكانت العاصمة المصرية استضافت اللقاء الأول بين الطرفين في كانون الأول ديسمبر 1995. وأكدت المصادر ان لقاءات تمهيدية بين مسؤولين في السلطة و"حماس" عقدت في أكثر من عاصمة عربية واسلامية، تناولت اعداد جدول اعمال للاجتماع، يتضمن تأكيد الوحدة الوطنية الفلسطينية، ودعم المفاوض الفلسطيني في المحادثات مع الاسرائيليين، مع احتفاظ كل طرف بمواقفه من عملية السلام، والتشاور في شأن المسائل الخلافية. وأشارت الى ان الاتصالات بين السلطة و"حماس" قطعت شوطاً مهماً، وان الطرفين سيحددان الموعد المناسب للحوار بينهما خلال شهر رمضان المبارك. ورفض السيد اسعد عبدالرحمن، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الذي أنهى زيارة للقاهرة أمس، تسمية ما يجري من اتصالات لترتيب اللقاء بأنه "وساطة". وقال لپ"الحياة": "ليست هناك وساطة بين قوى وطنية، والعلاقة بين السلطة وحماس جيدة"، واكد ان "مباركة الرئيس ياسر عرفات اللقاء ورعايته المباشرة ستزيدان فرص نجاحه". لكنه استبعد مشاركة عرفات في اللقاء لأن "رئيس الدولة الفلسطينية فوق القوى والفصائل ومن الصعب لرئيس الدولة ان يتمثل في اللقاء كطرف". واشار الى ان اللقاء سيضم ممثلين للمكتب السياسي لحركة "حماس" واللجنة المركزية لحركة "فتح". القيادي في "حماس" الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي أكد لپ"الحياة" في اتصال هاتفي عدم وجود "شروط مسبقة" لدى الحركة لعقد هذا اللقاء، موضحاً ان "فكرة عقده جاءت بمبادرة من أطراف فلسطينية ليست محسوبة على حماس أو السلطة". وتوقع أن يرأس وفد "حماس" السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، في حين لم يستبعد قيادي آخر في "حماس"، هو الدكتور محمود الزهار، في اتصال هاتفي أجرته "الحياة"، ان يرأس رئاسة الشيخ أحمد ياسين زعيم الحركة وفدها إلى اللقاء. وأكد الزهار "ضرورة الحوار في هذه المرحلة لأن هناك فهماً مشتركاً لأهميته". وزاد: "إتصلت بخالد مشعل في عمان وأوضح لي ان لقاءات تمت بينه وبين عضو اللجنة التنفيذية في المنظمة السيد اسعد عبدالرحمن للتشاور، وأبلغني مشعل ان عبدالرحمن عرض عليه فكرة اللقاء والحوار مع السلطة". وتابع: "ليس هناك ما يمنع عقد اللقاء، وكان جواب مشعل الموافقة". وأكد لپ"الحياة" مسؤول في السلطة الفلسطينية رفض ذكر اسمه ان "الحوار بين السلطة وحماس يصب في خدمة جميع الأطراف الوطنية، خصوصاً في ضوء تعثر مسيرة السلام وتعنت رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتانياهو". وأضاف: "ليست هناك شروط، لكننا نفضل ان نقول اننا نتمنى على هذا الطرف أو ذاك مواقف معينة. إن الأجواء الحالية تعكس مواقف عقلانية، والطرفان حريصان على تسوية أي خلاف في الساحة"، مؤكداً أن "الخلافات تقلصت وزاد التقارب في وجهات النظر حيال العديد من القضايا". وأشار الى ان الاتصالات مستمرة بين الجانبين على نار هادئة في إطار المداولات لتلمس مدى أهمية اللقاء بين تيارين وطنيين يمثلان الطرف الحاكم فتح والطرف الرئيسي المعارض حماس، وذكر أن "هناك افكاراً مطروحة لعقد حوار وطني واسع يضم كل القوى الفلسطينية". وعن مكان عقد الاجتماع، قال: "القاهرة هي المكان المفضل لدى الطرفين، من بين خمس عواصم عربية اخرى". وأوضح عبدالرحمن لپ"الحياة" انه على رغم صلته المباشرة بالتمهيد لمثل هذا الاجتماع إلا أنه يفضل عدم الخوض فيه "لأحمي هذه الاتصالات ولضمان نجاحها". وتابع أنه "ليس وسيطاً وليست هناك في الأصل وساطة بين قوى وطنية". وأكد وجود قاسم سياسي مشترك بين "حماس" و"فتح" بخاصة بعد إطلاق الشيخ احمد ياسين. ولفت إلى أن الاتصالات لا تزال في نطاق التداول غير الرسمي "وما زالت عمليات جس النبض مستمرة لتلمس مدى أهمية اللقاء الثنائي، وهذا يحتاج إلى نار هادئة".