ترمب: لا ضمانات لصمود وقف إطلاق النار في غزة    العالمي قمة الروعة    هيئة تطوير الشرقية تنظم ورشة عمل لمتابعة المشروعات التنموية بالجبيل    وزارة الموارد البشرية والتنمية تعلن عن تعديل مدة رفع ملفات حماية الأجور    رئيس الوزراء الصومالي يصل إلى جدة    هل بات إنهاء الحرب في أوكرانيا وشيكا ؟    "الأونروا": المشاهد المروعة في الضفة الغربية تقوض وقف إطلاق النار    ترامب: صندوق الثروة السيادي الأمريكي الجديد قد يشتري "تيك توك"    الأمير سلمان بن سلطان يرعى تدشين قاعة المؤتمرات بغرفة المدينة    عسير: القبض على شخصين لترويجهما 14400 قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    السعودية توسّع الشراكات الصناعية واستقطاب الاستثمارات مع الهند    ولي العهد يهنئ بارت دي ويفر بمناسبة أدائه اليمين الدستورية رئيساً للوزراء في بلجيكا    ليوناردو يحقق جائزة شهر يناير    الرئيس السوري: الكفاءة هي المعيار في المناصب.. وأولوياتنا ضبط السلاح    المملكة تعالج قلوب أطفال جاكرتا بإندونيسيا    السديري يستقبل رئيس واعضاء مجلس إدارة جمعية كافلين للأيتام بتيماء    مهرجان خادم الحرمين الشريفين للهجن "غداً" تنطلق الأشواط الختامية    60 فائزا في تحدي الإلقاء للأطفال    مفوض الإفتاء بمنطقة جازان"دور المرأة مهم في تقوية النسيج الوطني"    الرياض.. «سارية» الإعلام العربي تجمع «العمالقة» في «المنتدى السعودي للإعلام»    الاختبارات المركزية في منطقة مكة مع نهاية الفصل الثاني    تنامي ملحوظ في العلاقات الاقتصادية بين السعودية وألمانيا    مقتل قيادي في «الدعم السريع» والجيش يسيطر على «المحيريبا»    حصر المباني الآيلة للسقوط في الفيصلية والربوة.. ودعوة ملاكها للمراجعة    الأردني التعمري يوقع عقدا مع رين الفرنسي حتى 2028    الذكاء الاصطناعي... ثورة تُولد عوائد استثمارية كبيرة    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 56 لمساعدة سكان غزة    سوق الأسهم السعودية يتراجع لليوم الثاني ويخسر 32 نقطة    هبوط حاد للعملات المشفرة.. «بيتكوين» تتراجع 6.5%    المستشار الألماني: الدفاع الأوروبي يحتاج إلى "مزيد من التصميم"    اكتمال مغادرة الدفعة الثالثة لضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة إلى بلدانهم    أمير القصيم يكرّم المشاركين في ملتقى اليوم السعودي العالمي للتطوع    محافظ الخرج يستقبل رئيس جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز    نائب أمير الشرقية يستقبل قائد القوة الخاصة للأمن البيئي بالمنطقة    أمانة القصيم تنفذ أكثر من 658 ألف جولة رقابية خلال عام 2024    عبدالعزيز بن سعد: رالي حائل الدولي ..حقق مكاسب تنموية ورياضية واقتصادية تتماشى مع رؤيه الوطن 2030    استئصال ورم سرطاني ضخم يزن 8 كغ من بطن مريضة بالقصيم    7 مليون فحص مخبري في مستشفى الرس خلال 2024    أمير الجوف يستقبل قائديّ حرس الحدود بالمنطقة السابق والمُعيَّن حديثًا    تفعّيل برنامج "جهود المملكة العربية السعودية في محاربة التطرف والإرهاب"    جولة مدير مستشفى عفيف العام التفقديه    تقييم صادم للنجم المصري عمر مرموش ومدرب «مان سيتي» يبرر !    "كشتة البديع" تجتذب المزيد من العائلات والأفراد ب 19 فعالية متنوعة    5 مخاطر صحية تهدد العاملين بنظام المناوبات    عبدالله آل عصمان مُديراً لتعليم سراة عبيدة    "سلمان للإغاثة" يوزع 500 سلة غذائية في عدة مناطق بجمهورية بنغلاديش    كلنا نعيش بستر الله    إن اردت السلام فتجنب هؤلاء    التعاقدات.. تعرف إيه عن المنطق؟    من أسرار الجريش    محافظ جدة يطلع على خطط المرور والدفاع المدني    العلاقات بين الذل والكرامة    «عاصفة الفئران» تجتاح 11 مدينة حول العالم    3 أهداف تتنافس على الأجمل في الجولة ال18 من مسابقة دوري روشن للمحترفين    على هوامش القول.. ومهرجان الدرعية للرواية    هيئة الترفيه.. فن صناعة الجمال    القيادة تعزي أمير الكويت في وفاة الشيخ دعيج إبراهيم الصباح    الأسرة في القرآن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجلس الأمن يضاعف "النفط للغذاء" ...واميركا تطلب من رعاياها في الكويت واسرائيل "الرحيل الاختياري". أنان في بغداد ...والمعارضة العراقية في واشنطن

بدأ الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان مهمته في بغداد، فيما سارع مجلس الأمن أمس إلى تبني قرار يرفع قيمة النفط المسموح لبغداد ببيعه إلى 2،5 بليون دولار لفترة 180 يوماً قبل اجتماع الأمين العام كوفي أنان اليوم مع الرئيس العراقي صدام حسين في بغداد للبحث في الحل الديبلوماسي للأزمة الراهنة. وأكد السفير البريطاني السير جان وستون اعتزام المجلس تبني القرار بالاجماع في ساعة لاحقة من أمس الجمعة.
وفي الوقت الذي كثفت ادارة الرئيس بيل كلينتون جهودها لاقناع الرأي العام الاميركي بصواب موقفها في حال استعمالها الخيار العسكري، كرر المسؤولون في واشنطن القول ان مهمة الامين العام انان ليست تفاوضية وإنما تهدف الى اقناع الرئيس صدام حسين بفتح كل المواقع داخل العراق امام فرق التفتيش التابعة للجنة "اونسكوم". بينما بعثت الادارة رسالة ضغط الى الحكومة العراقية تؤكد عزمها على دعم مجموعات المعارضة العراقية عندما استقبل مسؤولون في البيت الأبيض،اول من امس الخميس، وآخرون في الخارجية امس، وفداً يمثل المؤتمر الوطني العراقي الذي يرأسه السيد احمد الجلبي.
وعقد بعد ظهر أمس اعضاء مجلس الأمن القومي اجتماعاً في البيت الأبيض لدرس الخيارات المطروحة. وضم الاجتماع وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت ووزير الدفاع وليام كوهين ومستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي صموئيل بيرغر ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جورج تينيت. وبعد ذلك قدموا إلى الرئيس كلينتون شرحاً كاملاً للسياسة والاستعدادات لتنفيذها.
وفي واشنطن، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية جيمس روبن ان الوزيرة اولبرايت أمرت بالسماح للموظفين والديبلوماسيين الاميركيين وعائلاتهم الذين لا يشغلون مناصب مهمة بمغادرة مراكز عملهم في سفارتي الكويت واسرائيل تل ابيب والقنصلية العامة في القدس، اذا اختاروا ذلك.
واضاف روبن ان قرار اولبرايت "احترازي" يرتكز على المخاوف الفردية التي اظهرها هؤلاء من امكان تعرضهم لهجمات عراقية في حال استعمال الخيار العسكري ضد بغداد، وليس مرتكزاً على معلومات محددة تتعلق بهجوم عراقي محتم ضد الكويت او اسرائيل او الاراضي الفلسطينية بالاسلحة الكيماوية والبيولوجية مستبعداً حصوله لكنه في الوقت نفسه لم يسقطه. ودعا روبن المواطنين الاميركيين الى درس اوضاعهم والحصول على المعلومات الضرورية قبل القيام برحلات الى الكويت واسرائيل والضفة الغربية وغزة. كما دعا المواطنين الموجودين هناك الى درس وضعهم لمعرفة ما اذا كانوا يريدون المغادرة.
مجلس الأمن
وفيما اعتبر اعضاء مجلس الأمن ان تبني قرار زيادة قيمة "النفط للغذاء" يبعث رسالة اهتمام بالشعب العراقي، قال ديبلوماسيون عراقيون إن تبني القرار هدفه "وضع الأمين العام والعراق أمام الأمر الواقع"، واستباق مناقشة المسألة في الاجتماعات الرفيعة في بغداد بحسمها في نيويورك.
وأكد نائب السفير العراقي لدى الأمم المتحدة الدكتور سعيد حسن ان قرار زيادة كمية النفط بالشروط الواردة فيه "غير مقبول"، لأنه أولاً "يتعدى ما جاء في مذكرة التفاهم على تنفيذ القرار 986 والتي نعتبرها الأساس". وثانياً "لأن تحديد المبلغ غير واقعي وسيخلق مشاكل في ضوء قدرة العراق الفعلية على التصدير"، وثالثاً "لأنه يحتوي فقرات سياسية تلوم العراق". واعترض حسن على فقرات عدة في القرار منها تلك التي يطالب مجلس الأمن بموجبها إلى الأمين العام "ان ينشئ فريق خبراء يحدد بالتشاور مع حكومة العراق ما إذا كان العراق قادراً على تصدير النفط أو المنتجات النفطية بكميات تكفي لتوفير كامل المبلغ"، وأن يعد "تقريراً مستقلاً عن قدرات الانتاج والنقل في العراق والرصد اللازم". وقال حسن إن هذه الفقرة "لن تنفذ" إذ ان العراق يرفض تشكيل لجنة فنية لمعرفة قدرته على التصدير. كذلك اعترض الديبلوماسي العراقي على جعل خطة توزيع العائدات النفطية بغذاء ودواء "خطة دائمة". كما اعترض على إضعاف دور السلطات العراقية في إعداد خطة التوزيع، وقال: "إن العراق هو الذي يعد خطة التوزيع والأولويات" اللازمة في قطاعات الأغذية والتغذية والصحة.
وكان مجلس الأمن سمح للعراق بموجب القرار 986 وصيغة "النفط للغذاء والدواء" بيع نفط بقيمة بليوني دولار كل ستة أشهر، وتأتي مضاعفة المبلغ إلى 2،5 بليون دولار نتيجة توصية الأمين العام بالمبلغ لسد الاحتياجات الإنسانية الملحة في العراق. وأخذ مجلس الأمن علماً بما جاء في تقرير الأمين العام عن الحالة السيئة لقطاع الكهرباء، وطلب منه إعداد مقترحات للتمويل المناسب لهذا القطاع بالتشاور مع حكومة العراق. كما طلب اليه اعداد دراسات اخرى عن الاحتياجات الانسانية الأساسية الاخرى ذات العلاقة بالبنية التحتية والتعليم والتي كان الأمين العام ابرز اهميتها في تقريره. وانطوى قرار المجلس على الايعاز الى لجنة العقوبات "بأن تأذن، على اساس طلبات محددة، بالوفاء بنفقات معقولة لتأدية فريضة الحج، من الأموال المودعة في حساب الضمان المجمد".
وطلب المجلس الى الأمين العام "ان يتخذ الاجراءات اللازمة لضمان تنفيذ هذا القرار بفعالية وكفاءة، ولا سيما تعزيز عملية المراقبة التي تقوم بها الأمم المتحدة في العراق لتقديم الضمانات المطلوبة الى المجلس بأن السلع الموفرة وفقاً لهذا القرار توزع توزيعاً منصفاً". وأخذ مجلس الأمن علماً بأن حكومة العراق لم تشارك في اعداد تقرير الأمين العام وحضها على "تقديم تعاونها الكامل في التنفيذ الفعّال لهذا القرار". وأخذ القرار ببعض المطالب العراقية اذ ان المجلس اعرب عن استعداده لاتخاذ قرار لاحق استناداً الى توصيات الأمين العام، بشأن السماح "بتصدير المعدات اللازمة الى العراق التي تمكنه من زيادة تصدير النفط او المنتجات النفطية".
ولاحظت الاوساط الديبلوماسية ان توقيت تبني القرار، عشية اجتماع كوفي انان بصدام حسين، قد يكون له رد فعل سيئ من جهة القيادة العراقية التي ترى في القرار تجاوزاً كبيراً لسلطتها. إلا أن أوساطاً أخرى اعتبرت رسالةالمجلس التي تبرز اهتمامه بالحال الانسانية في العراق هي الأهم. وتوقعت المصادر ان تتناول المحادثات بين الأمين العام والرئيس العراقي موضوع "النفط مقابل الغذاء"، علماً بأنه استثناء للعقوبات المفروضة على العراق، وفي ضوء تبني المجلس للقرار. وقال السفير البريطاني ان تبني القرار "مهم على عتبة اجتماعات الأمين العام في بغداد". وأعرب عن امله بأن يتعاون العراق في تنفيذ القرار "من اجل الشعب العراقي".
الى ذلك، قالت مصادر مطلعة ان الأمين العام يدخل محادثاته في بغداد وفي ذهنه الورقة الروسية، والورقة الاميركية، والورقة البريطانية، وفيها مواقف مختلفة للدول المعنية في شأن صيغ تفتيش المواقع الرئاسية. وزادت المصادر ان القاسم المشترك قد يكون في صيغة انضمام ديبلوماسيين الى فرق التفتيش التابعة الى "اونسكوم" من دون التدخل في اعمالها او تجاوز صلاحياتها، وتكليف الأمين العام بتعيين فرق التفتيش بالتشاور مع الرئيس التنفيذي ل "اونسكوم".
وفي ما يخص التعهدات الخطية التي طالبت بها الورقة الاميركية فانها ضمانات خطية على اعلى المستويات في العراق، تتعهد فيها بعدم تكرار ما حصل من عرقلة مهمات "اونسكوم" على ان يصدر مجلس الامن قراراً يعتبر فيه أي تراجع او نكوص عن تلك التعهدات بمثابة "اخلال مادي" بقرار وقف النار.
وحسب المصادر المطلعة، فإن الورقة البريطانية استبدلت عبارة "اخلال مادي" بقرار وقف النار بعبارة "عواقب وخيمة" تترتب على اي نكوص او تراجع عن التعهدات. وحسب المصادر فان هذا الموقف سيتم تفعيله اذا نجحت جهود كوفي انان في بغداد علماً بأن الولايات المتحدة تحشد الدعم لاصرارها على تعهدات خطية وقرار يفعّل تلقائياً اعتبار تكرار التصرفات العراقية انتهاكاً لقرار وقف النار، مما يفعّل بدوره الضربة العسكرية بلا مناقشات.
واكدت المصادر ان الامين العام لا يحمل معه صيغة التعهد الخطي في مقابل رفع الحصار عن العراق، أولاً لانه ليس مخوّلاً اعطاء مثل هذا التعهد في المقابل. وثانياً لأن مجلس الامن هو الذي يقرر متى يرفع الحصار او جزء منه اذ ان هذا القرار ليس ضمن صلاحيات الامين العام. وزادت المصادر ان ما يمكن الامين العام ابلاغه الى العراق ان التنفيذ الكامل لمتطلبات اللجنة الخاصة من شأنه ان يؤدي الى انهائها مهماتها. وعندئذ يمكن البدء في العمل على رفع الحظر النفطي على اساس الفقرة 22 من القرار 687 التي ربطت بين اتمام العراق متطلبات "اونسكوم" وبين رفع الحظر النفطي عنه.
اولبرايت
وكانت الوزيرة أولبرايت صعّدت الخميس الماضي حدة الكلام مع الرئيس العراقي ووصفته ب "الرجل الأكثر شراً منذ هتلر"، الأمر الذي دفع "معلمها" السابق زبيغينو بريجنسكي المستشار السابق لشؤون الأمن القومي في عهد الرئيس جيمي كارتر إلى انتقاد تصريحاتها بقوله: "هناك ميل بين الحين والآخر إلى الدخول في الديماغوجية والمبالغة، خصوصاً عندما نتحدث عن ديكتاتور دولة من العالم الثالث عدد سكانها 22 مليوناً محطمين وفقراء، وكأنه هتلر جديد...".
المعارضة العراقية
وأجرى بروس رايدال المسؤول عن قسم الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي محادثات استمرت حوالى الساعة مع اعضاء الوفد الذي ضم السادة: البرت يلدا وسعد جواد وغوران طالباني جمال وتوفيق الياسري ومهدي البسام. واكتفى مسؤول في البيت الابيض، بالقول "لقد عملنا معهم في الماضي ونستمر في العمل معهم الآن". ورفض الدخول في التفاصيل وما اذا كانت الادارة تعتزم تقديم الدعم الديبلوماسي والمالي للمعارضين العراقيين. وتابع اعضاء الوفد من دون رئيسه السيد الجلبي الذي عاد الى لندن للمشاركة في جنازة شقيقه - اتصالاتهم امس واجتمعوا مع نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد والش. وتردد ان وفد المؤمر الوطني قدم الى المسؤولين الاميركيين سلسلة من المطالب ابرزها: الاعتراف بالمؤتمر الوطني كحكومة موقتة، واعلان شمال العراق وجنوبه منطقتين عازلتين يمنع على الحكومة العراقية وضع قوات فيهما ورفع العقوبات الاقتصادية عن هذه المناطق الواقعة تحت سيطرة المؤتمر الوطني وتسليم المؤتمر الاموال العراقية المجمدة في بريطانيا والولايات المتحدة حوالى 1.7 بليون دولار. والجدير بالذكر ان ريتشارد بيرك المساعد السابق لوزير الدفاع الاميركي كان حضّ اعضاء الكونغرس الجمهوريين على تبني اعلان حكومة بديلة في العراق. وقال مسؤول في وزارة الخارجية إن البحث في الاجتماعات مع وفد المؤتمر الوطني تناول تصورات الجانبين حول الوضع في العراق "والرغبة المشتركة في قيام حكومة مختلفة في العراق". وامتنع المسؤول عن التعليق حول الموقف الأميركي من المطالب التي قدمها الوفد.
الأمير عبدالله
وفي الرياض، استقبل الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهدالسعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني فى الرياض أمس موفد الرئيس الإيراني، مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية محمد صدر الذي نقل إليه تحياته الرئيس سيد محمد خاتمي. وقالت مصادر ديبلوماسية إيرانية ل "الحياة" ان اللقاء ركز على "التشاور في أوضاع المنطقة، بخاصة الأزمة العراقية". ولفتت إلى وجود "اتفاق في وجهات النظر بين إيران والسعودية حيال الأزمة"، مشيرة الى ان الجانبين "يبديان حرصهما على أولوية الحلول الديبلوماسية للأزمة، كما يبديان قلقاً من انعكاسات ضربة عسكرية محتملة للعراق، على شعبه والمنطقة، ويطالبان العراق بتطبيق قرارات الأمم المتحدة، والتعاون مع لجان التفتيش والأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان وإبداء مرونة معه لنزع فتيل الأزمة".
وقال سفير طهران في الرياض محمد رضا نوري ل "الحياة" ان "الأمير عبدالله أكد ان للأزمة العراقية أبعاداً خطيرة، وجدد موقف السعودية لجهة أولوية الحل الديبلوماسي، وضرورة تنفيذ العراق قرارات مجلس الأمن". وتابع السفير، الذي حضر اللقاء، ان ولي العهد تمنى خلال اللقاء نجاح مهمة انان في العراق.
ولي عهد الأردن
وفي باريس، اجرى ولي العهد الاردني الأمير الحسن محادثات سياسية مكثفة في العاصمة الفرنسية بدأها، فور وصوله مساء الخميس، بلقاء مع الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي كان قابل الرئيس الفرنسي جاك شيراك قبيل توجهه الى بغداد. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان الأمير الحسن أعرب عن تخوفه من ان تحدث ضربة عسكرية للعراق تسبب بنزوح كثيف للاجئين نحو الأردن.
وقال الأمير الحسن اثر اجتماعه مع شيراك ان كل المواقف "تجمع على وجوب التزام الشرعية الدولية لمعالجة الازمة العراقية في هذه المرحلة المتقدمة جداً" وتمنى ان يوفق أنان في "تجنيب منطقتنا أزمة نرجو ألا تتفاقم الى حافة الهاوية والى استخدام العمل العسكري".
وأضاف: "اننا في إطار الأزمة العراقية في اللحظات الأخيرة التي تسبق منتصف الليل، وأتمنى أن تنتصر الواقعية".
وعبّر عن امتنانه للحكومة الفرنسية على كل ما قامت به من جهود، معيداً التأكيد "أن الخيار الوحيد هو تطبيق قرارات مجلس الأمن التي تشكّل نهاية حقيقية لأزمة مستمرة منذ سنوات".
وقالت الناطقة الرسمية باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا ان شيراك وضع الأمير الحسن في صورة الموقف الفرنسي، بعد لقاءاته مع وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف والأمين العام للأمم المتحدة، وعاد فأكد له أمله بأن تتم صيانة السلام في ظل احترام قرارات مجلس الأمن، وانه لا يزال هناك امكان لتحقيق حل سلمي. وعبّر شيراك عن ارتياحه للتشاور بين فرنسا والأردن.
وأجرى الأمير الحسن لقاء مع الرئيس التركي سليمان ديميريل الذي يزور باريس أيضاً، ورئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان ووزير الخارجية هوبير فيدرين والسلك الديبلوماسي العربي قبل مغادرته مساء أمس العاصمة الفرنسية. وشاركه في هذه اللقاءات إلى وزير الخارجية الأردني جواد العناني، سفير الأردن في باريس عدنان تلهوني.
ترحيل الرعايا
وفي الكويت، أعلنت السفارة الأميركية، أمس، ان وزارة الخارجية اعطت عائلات وأبناء الديبلوماسيين الأميركيين في الكويت خيار المغادرة على نفقة الحكومة في ضوء الأزمة القائمة، لكنها شددت أنها لا تقوم بعملية اجلاء للرعايا وأنها تستبعد خطر الهجوم الكيماوي على الكويت. وتلا مسؤول في السفارة على الصحافيين، مساء أمس، بياناً أشار إلى رسالة وزعت على الرعايا الأميركيين البالغ عددهم نحو عشرة آلاف شخص في الكويت، وفيه اعطاء عائلات الديبلوماسيين خياراً لمغادرة الكويت موقتاً كإجراء احتياطي وان هذا الخيار "لا يستند على معلومات استخبارية عن خطر ماثل أو قريب ضد الكويت أو الأميركيين فيها". وشدد المسؤول على أن السفارة لا تقوم بعملية "اجلاء" وأنها ستظل مفتوحة للمراجعين بما في ذلك القسم القنصلي فيها، وان واشنطن "واثقة بقدرة القوات الكويتية مدعومة بالوحدات الأميركية على حماية الكويت والسيطرة على أي خطر ارهابي".
وأضاف انه على ضوء المعلومات المتوافرة فإن وزارة الخارجية الاميركية "تعتقد ان خطر استعمال الاسلحة الكيماوية والبيولوجية بعيد، ولكن لا يمكن استبعاده" وأن المسافات الجغرافية الفاصلة وقدرات العراق المحدودة على نقل الاسلحة الكيماوية والبيولوجية تجعل من غير المتوقع ان يستخد العراق هذه الاسلحة ضد جيرانه.
وأوضح المسؤول ان السفارة ملزمة بابلاغ المواطنين الاميركيين بالاجراءات التي تتخذها بخصوص عائلات ديبلوماسييها، وانها ستبلغ الاميركيين بما يستجد لديها من معلومات خلال الايام المقبلة.
في غضون ذلك اتخذت السفارات الغربية الاخرى في الكويت مواقف متفاوتة تجاه الخطر العراقي على مواطنيها، وعُلم ان السفارة الالمانية وزعت 340 قناعاً واقياً من الغازات السامة على رعايا المان في الكويت، فيما قالت السفارة الايطالية انها تعتبر الوضع مستقراً وأنه لا خطر على مواطنيها.
إلى ذلك أشادت مصادر ديبلوماسية غربية في الكويت الى ان خطر تعرض السفارات لاعمال ارهابية يأتي بين ابرز اسباب دعوة بعض الديبلوماسيين لاخراج عائلاتهم. وقالت هذه المصادر ان مغادرة الرعايا الغربيين ستتم عبر الرحلات التجارية العادية لا سيما ان مطار الكويت سيظل مفتوحاً للرحلات التجارية، لكنها لم تستبعد اسلوباً آخر في اخراج المواطنين الغربيين في حال الطوارئ. واشارت كذلك الى ان المدارس الاجنبية في الكويت طلب منها التعامل مع الاوضاع الجديدة حسب ما تراه وتقدره وفي ضوء توجيهات الاجهزة المحلية الكويتية في شأن الحماية من الاخطار.
رسالة كلينتون
ووجه الرئيس كلينتون رسالة - فيديو بثت امس بلغات عديدة منها العربية حول توسيع قرار مجلس الأمن 986 النفط مقابل الغذاء وتضمنت عرضاً لآخر تفاصيل الموقف الاميركي عن الازمة الراهنة واستهل الرئيس الاميركي كلمته بالقول "لا يوجد شعب عانى اكثر مما عاناه الشعب العراقي على يد صدام حسين". وشرح دعم واشنطن لمضاعفة كميات بيع النفط العراقي مقابل الغذاء.
وتحدث عن تاريخ الأزمة وضرورة قيام المجتمع الدولي بمنع العراق من الحصول على أسلحة الدمار الشامل. وقال "اذا ظهر ان القوة باتت ضرورية لحل هذه الأزمة فسنبذل كل ما في استطاعتنا لتفادي الحاق الضرر بالناس الابرياء". لكنه اضاف ان الرئيس العراقي "يتحمل كل المسؤولية لكل ضحية تسقط".
ووجه كلامه "الى جميع الاصدقاء العرب والمسلمين" وقال ان الولايات المتحدة تريد مستقبلاً آمناً ومزدهراً ومسالماً لجميع شعوب الشرق الأوسط. ونريد ان نرى الشعب العراقي متحرراً من الحرب المستمرة والاضطهاد "الذي تميز بهما نظام صدام حسين وان "يعيش بلد يستعمل ثروته لا لتقوية ترسانته بل للعناية بمواطنيه...".
وكرر القول ان واشنطن تعمل جاهدة من اجل التوصل "الى حل للأزمة التي ولدها صدام حسين"... و"اذا كانت وسيلة لحل هذه الازمة سلماً، فسنتابعها حتى النهاية...
موسكو
وفي موسكو أعلن امس عن رفع الجاهزية القتالية للقوات الروسية في الجنوب تحسباً لتطورات قد تنجم عن عمل عسكري ضد العراق.
ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصدر في هيئة الاركان العامة ان الاجهزة المختصة "ترصد باهتمام" الموقف حول العراق، وانها عمدت الى تعزيز الجاهزية "على المحور الجنوبي الاستراتيجي". ونسبت الوكالة الى مصادر عسكرية - ديبلوماسية قولها ان الدوائر الروسية ذات العلاقة بدأت تحليل المعاهدات الدولية المتعلقة بقضايا الامن الدولي تمهيداً ل "مراجعتها" واعادة النظر في موقف روسيا منها اذا قامت الولايات المتحدة بعمل عسكري ضد العراق.
ومن جانبه أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية غينادي تاراسوف ان موسكو "لا تملك معلومات تؤكد ان لندن وواشنطن وجهتا انذاراً نهائياً الى بغداد تنتهي مدته يوم الاحد". واضاف ان وسائل الاعلام "قدّمت تفسيرها" لتصريحات صدرت عن العاصمتين اللتين اكدتا انهما تحتفظان بحق ضرب العراق في حال فشل مهمة الامين العام للامم المتحدة في بغداد.
وأكد الناطق الرسمي ان انان سيجتمع في العاصمة العراقية الى نائب وزير الخارجية الروسي فيكتور بوسوفاليوك.
وفي بغداد أ ف ب أكد مسؤول عراقي ان مفتشي اللجنة الدولية الخاصة المكلفة نزع السلاح العراقي واصلوا امس الجمعة عمليات التفتيش "من دون اي مشكلة". وقال اللواء حسام محمد امين المدير العام لدائرة الرقابة الوطنية ان "خبراء اللجنة الدولية واصلوا بشكل طبيعي مهماتهم من دون اي مشكلة وبمساعدة وتعاون من الجانب العراقي".
ونقلت عنه وكالة الانباء العراقية ان "ست مجموعات من الخبراء زارت امس ستة مواقع" يشتبه في انها تضم اسلحة محظورة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.