أبدت منظمة السياحة العالمية تفاؤلها بالامكانات الكبيرة لتطور صناعة السياحة والسفر في المنطقة العربية على رغم اضطراب أسعار النفط وغموض الرؤية السياسية لمستقبل عملية السلام. وقال مسؤول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في المنظمة الدولية السيد عمرو عبدالغفار ان التوقعات الأولية تشير الى أن معدل نمو عدد السياح القادمين سيرتفع خلال السنوات العشرين المقبلة بمعدلات تفوق بكثير معدلات النمو الدولية الأخرى. وأضاف ان حصة الشرق الأوسط من السياحة العالمية ستواصل الارتفاع من 2.5 في المئة عام 1995 إلى 2.7 في المئة في السنة 2000، على أن تزداد الوتيرة خلال العقدين المقبلين فتصل النسبة الى 3.5 في المئة في السنة 2010 و4.3 في المئة في السنة 2020. وأشار الى أن هذا النمو سيترجم على الصعيد العملي بزيادة في عدد السياح الوافدين من 14 مليوناً الى 19 مليوناً في السنة 2000 لتتضاعف النسبة مرتين تقريباً بين سنة 2000 و2010 فيصل عدد السياح الى 37 مليوناً في حين سيرتفع عدد السياح الذين ستستقبلهم المنطقة في السنة 2020 الى 69 مليوناً "وهو ما يعني أن حجم السياحة الوافدة سيتضاعف خمسة أضعاف تقريباً في مدى 25 سنة وهذا من أهم المعدلات الدولية". وأشار عبدالغفار، الذي تحدث على هامش مؤتمر دولي أنهى أعماله في العاصمة الأردنية وتناول "تغيير صورة الشرق الأوسط كمقصد سياحي"، الى أن المنطقة ستشهد تغيرات مماثلة للتغيرات التي ستشهدها الأسواق الأكثر نضجاً في العالم الصناعي لا سيما في ما يتعلق بتفاوت النسب بين عدد السياح الواردين من داخل اقليم الشرق الأوسط والسياح الوافدين من خارجه في رحلات طويلة. واعتبر ان الرحلات الداخلية بين بلدان الشرق الأوسط ستكون مسؤولة في السنة 2020 عن 37 في المئة من حجم الحركة السياحية الوافدة، في حين سيرتفع حجم السياحة الوافدة عبر رحلات طويلة قادمة من مقاصد بعيدة الى 63 في المئة مقابل 58 في المئة خلال الفترة نفسها. ورأى ان هذا التفاوت له علاقة بنمو حركة السياحة الدولية والتغيرات الاقتصادية التي ستؤدي الى تحول في طريقة توزيع الدخل الفردي وحجم الانفاق على الترفيه في العالم العربي والاتجاه المتزايد نحو المقاصد البعيدة. وأضاف: "إذا أخذنا توقعات النمو السكاني لدى الأممالمتحدة للمناطق المختلفة في العالم وإذا استثنينا شرائح السكان التي لا يمكن اعتبارها مسافرين محتملين مثل الصغار والعجزة والمرضى فإن منطقة الشرق الأوسط ستحظى بنسبة لا تتعدى ستة في المئة من سكانها ممن سيسافرون الى الخارج مقابل 14 في المئة في أوروبا بينما سيصل عدد سكان العالم الذين سيسافرون في رحلات دولية الى سبعة في المئة عام 2020 علماً أن النسبة الحالية لا تتعدى 3.5 في المئة". ونبة الى أن منطقة الشرق الأوسط أصبحت خلال الفترة من عام 1995 الى السنة 2000 أسرع الوجهات السياحية نمواً في العالم، لكنه لم يشر الى التأثير المحتمل الذي سيعكسه تقلب أسعار النفط على الحركة السياحية الوافدة. وتوقع أن يكون الدخل السنوي للمنطقة العربية في حركة السياحة الدولية في محيط 45 بليون دولار مقابل 8.6 بليون العام الماضي. ونبه قسم العلاقات العامة في المنظمة الدولية الى أن البلدان العربية مدعوة الى بذل مزيد من الجهد لتشجيع أنشطة الترويج ومماشاة البلدان التي يتعاون فيها القطاعان الخاص والعام لتسويق منتجاتها السياحية. وذكر ان سنغافورة التي تخوض تجربة ترويج لكامل الاقليم الجغرافي الذي تنتمي اليه تحتل المرتبة الأولى بين الدول التي يؤتى القطاع العام فيها نسبة كاملة في تمويل حملات الترويج. وقال ان العالم مقبل على تحول كبير في قطاع السياحة حتى السنة 2020 حيث ستتحول الصين الى الوجهة الدولية الأولى في العالم بمعدل سياح سيصل الى 137.4 مليون سائح. واضاف ان دولا أوروبية وآسيوية تحتل المرتبة الأولى في سلم المقاعد الرئيسية العشرة في العالم