} في سويسرا يحبون أفعل التفضيل ويعشقونه الى درجة كبيرة الى حد يصبح هذا الوزن لازمة في حديث السويسريين اذا احبوا ان يتطرقوا الى ميزات بلادهم... هنا اكبر مركز صحي للمياه الساخنة بين الفنادق الفخمة في سويسرا في فندق "لوزان بالاس" وهناك اكبر بحيرة للمياه العذبة في أوروبا الغربية عند بحيرة جنيف. هنا اصغر مترو في العالم في لوزان وهناك في كانتون لوفاليه اقل مساحة للأراضي الزراعية لكانتون داخل سويسرا. هنا أبطأ قطار في العالم يمر في 91 نفقاً و291 جسراً وهناك اقدم سفينة ركاب لا تزال تعمل في بحيرة داخلية في اوروبا. هنا لون البقر يميل الى البني في كانتون دو فوو وهناك يميل الى الأبيض والأسود في كانتون فريبور وهناك، بعد ايضاً، يميل الى العسلي الغامق في كانتون الجورا. هنا اكثر الدول حياداً في العالم وهناك اجمل الملاجئ الجبلية الخشبية لإيواء المتزلجين في أوروبا. هنا اكثر البلدان ديموقراطية في العالم وهناك اقدم مصدر للمرتزقة في الكرة الأرضية. هنا أغلى الاسعار في عالم السياحة وهناك افضل موئل مصرفي يتمتع بالسرية في العالم. هنا اجمل كانتون وهناك اكثر السكان دماثة... اللائحة طويلة وكلها تخص الصورة التي يحب السويسريون ان يشاهدهم الناس في الخارج من خلالها. لكنها صورة تقليدية تركز على مشاهد المراعي والبقر والحليب والجبنة والشوكولا والساعات والنظافة المفرطة في نواح كثيرة والانضباط الزائد عن الحد في مجتمع ترفع الشرطة فوق اقسامها ومخافرها عبارة "رقابة الشعب" ويتذمر الكثيرون فيه من اضطرارهم الى ترك عملهم ومكاتبهم نحو ثلاثة اسابيع في السنة لأداء الخدمة العسكرية. أغلب معاني هذه الصورة المميزة يستحق الاحتفاظ به من دون تغير وبعضه الآخر يحتاج الى تعديل لتكون سويسرا اقدر على زيادة حصتها من السياحة الوافدة ومنافسة الوجهات السياحية المجاورة. ومع اطلالة موسم الشتاء الذي يبدأ في 19 كانون الاول ديسمبر ويستمر حتى 18 نيسان ابريل تعاود المنتجعات الجبلية ومراكز التزلج فتح ابوابها للسياح والزوار من هواة الالعاب الشتوية وهي كثيرة. سويسرا التي اعجب بها غوتة وبنظامها واختارها كبار المشاهير في العالم مقصداً لرحلاتهم، وحل بها المسافرون العرب من الموسرين واصحاب الدخول المرتفعة، لا تزال اكبر بلد في العالم حاز سكانه على جوائز "نوبل" واول بلد في العالم من حيث عدد براءات الاختراع المسجلة لكل فرد من السكان. لا يمكن مقارنة سويسرا بأي بلد آخر في العالم فهي اقدم كونفيديرالية دولية حرة مستقلة ولا يمكن تغيير روحها القديمة بدون تغيير طبيعتها نفسها. والسائح الذي يزور سويسرا عليه ان يدرك انه ليس هناك سويسرا واحدة بل سويسرات عدة. والزوار الذين يأتون، لا سيما اليابانيين، يحبون رؤية ما توقعوه مسبقاً ولكن هذا يعني، كما في حالة اغلب الوجهات السياحية العريقة، العودة مراراً وتكراراً. الدولية الوافدة المرتبة الثالثة بين مصادر الدخل في في ميزان المدفوعات السويسري. ويمنح هذا الوضع أهمية خاصة لهذا القطاع الذي استطاع العام الفائت تسجيل 6،20 بليون فرنك نحو 9،15 بليون دولار أو ما يعادل 8،5 في المئة من إجمالي الناتج القومي وثمانية في المئة من إجمالي عوائد التصدير. وتعتمد سويسرا على علاقاتها مع العالم الخارجي، وهي البلد المنغلق جغرافياً والمنفتح دولياً، حيث تركز صناعة السياحة والسفر العريقة لديها على فئات السياح المرتفعي الدخل، وبينهم السياح العرب، لاسيما القادمين من بلدان الخليج. وكان الأثرياء الأميركيون بمعدل إنفاقهم الباذخ حلوا حتى مطلع السبعينات وحدوث الحظر النفطي الأول محل السياح الأوروبيين، وفي طليعتهم البريطانيون، ممن أقبلوا منذ القرن الماضي على زيارة سويسرا وربوعها، التي تلتقي فيها عناصر مناخية وطوبوغرافية وعرقية ولغوية متنوعة اتحدت في كيان كونفديرالي ظهر الى الوجود قبل أكثر من 700 عام. وشكلت سلسلة جبال الألب نقطة جذب رئيسية للزوار الراغبين في قضاء وقت ممتع، ضمن من اعتادوا العودة سنوياً، وفي شكل منتظم، الى المصايف التي تعرفوا اليها وأنسوا بها، وذلك قبل أن يشرع في تنويع المنتجات السياحية السويسرية مع استهداف أسواق جديدة. ومع بداية القرن الجاري، وحتى عشية اندلاع الحرب العالمية الأولى، احتل الألمان المرتبة الرئيسية بين السياح الذين كانوا يفدون الى سويسرا لقضاء عطلاتهم السنوية. وتشير التقديرات الى ان الزوار الاجانب كانوا يشكلون آنذاك زهاء 75 في المئة من اجمالي حركة السياحة السويسرية. الا انه كان من الصعب الحصول على معلومات دقيقة عن صناعة السياحة المحلية حتى العام 1943 حين تم تأسيس نظام احصائي لجمع المعلومات في هذا الخصوص. ولا يزال السياح الألمان والأميركيون، وإن بدرجة أقل، يتصدرون السياح الأجانب الى يومنا هذا. واحتل السياح الآسيويون، وفي طليعتهم اليابانيون، مكان الأميركيين في ارتياد المنتجعات والمنشآت السياحية الفخمة والباهظة. وتغير الأمر بعض الشيء حينما لقي هؤلاء السياح مزاحمة واضحة من السياح العرب. وكما تحل موجة مكان أخرى بات السياح الروس اليوم الزبائن المفضلين في سويسرا وإن كان وضعهم تغير بعض الشيء منذ شهر. وتعتبر سويسرا من أولى البلدان التي عرفت صناعة السياحة في العالم. وليس أدل على أهمية السياحة الوافدة وتنشيطها الصناعات والخدمات الرديفة من الأرقام التي نشرتها الهيئات السياحية الرسمية والتي أشارت إلى أن السياح الأجانب أنفقوا العام الماضي 739 مليون فرنك 560 مليون دولار على شراء الوقود لمركباتهم، مما يعني رسوماً ضريبية عالية تجنيها الادارات الحكومية. كما أنفق الأجانب 208 ملايين فرنك على شراء التبغ و282 مليوناً على الحلويات والشكوكولا وحدها، بينما أنفقوا 121 مليوناً على شراء البطاقات البريدية والتذكارات و23 مليوناً على التنقل في البحيرات الداخيلة و81 مليوناً على الانتقال بسيارات الأجرة التي تعتبر غالية للغاية مقارنة بأي دولة أوروبية أخرى و21 مليون فرنك على زيارة المواقع الثقافية والمتاحف. ويصل إجمالي هذه المبالغ إلى 475،1 بليون فرنك أو ما يعادل 150،1 بليون دولار. وهذا المبلغ ليس ضئيلاً، حتى لبلد يملك أحد أعلى معدلات الدخل الفردي في العالم، وينيف عدد سكانه على سبعة ملايين نسمة. وتخص وظيفة واحدة من أصل كل 11 وظيفة في سويسرا قطاع السياحة والسفر، مباشرة أو غير مباشرة. ويصل عدد العاملين في هذا القطاع إلى 208 آلاف مقابل نحو 92 ألفاً يعملون في قطاعات مرتبطة بالسياحة بطريقة أو بأخرى. ويضاف إلى هذه الوظائف أكثر من 102 ألف أجنبي يعملون في قطاع الفنادق والمطاعم و100 ألف في قطاع البناء وهما قطاعان يعتمدان بدرجة كبيرة على اليد العاملة الأجنبية وبمعدل يبلغ 46 في المئة و31 في المئة على التوالي. وتدرك السلطات في 12 منطقة سياحية أن عليها أن تطور خدماتها لتصمد في وجه المنافسة الضارية التي تشكلها الوجهات والمقاصد السياحية في النمسا وألمانيا وفرنسا وايطاليا وبعض المقاصد الأوروبية والأميركية الأخرى. وأنفقت شركات الفنادق الفخمة مئات الملايين من الدولارات على مدى الأعوام الأخيرة في محاولة منها لتطوير مستوي خدماتها ومواكبة التقدم في قطاع الأعمال، بعدما تجاوزت قيمة إنفاق السويسريين في الخارج على رحلات الأعمال والاجازات 5،8 بليون فرنك مقابل 6،6 بليون فرنك أنفقها الزوار الأجانب في سويسرا. وقال لپ"الحياة" أندريه أوبنهايم، المدير المقيم لفندق "بوريفاج" في لوزان، وهو فندق راقٍ شهد في صالاته جملة من الأحداث التي لها علاقة بالشرق الأوسط إن فندقه المدرج مع فندقين آخرين فقط في البورصة الالكترونية في زوريخ وهما "مونترو بالاس" و"فيكتوريا جونفراو انترلاكن" لم يستثمر في عملية تحديثه لفترة طويلة، إلى أن تغير الأمر عام 1992 حينما تم اعتماد برنامج تحديث بقيمة 50 مليون دولار على أن ينتهي المشروع عام 2000. أما العضو المنتدب المدير العام في فندق "لوزان بالاس" جان جاك غوير فقال لپ"الحياة" إن الكثير من الفنادق في سويسرا قرر القيام بجهد أكبر لتطوير معايير الخدمة وبناء مرافق وتسهيلات لتزويد غرفه وصالاته المعدات والتجهيزات المناسبة من أجهزة تكييف واتصالات وتمديدات كهربائية وصالات استحمام أكثر حداثة وتكبير حجم الغرف وهي في أغلبها فنادق بنيت مطلع القرن، مشيراً إلى أن فندقه شرع في عملية تحديث تنهي الربيع المقبل بقيمة 47 مليون دولار. وتشكل سياحة الأعمال ثلثي حجم السياحة الوافدة في لوزان. ويعتبر الفندقان من أبرز المنشآت السياحية في المدينة وهما بالتالي يعكسان التغير في العقلية التي تحكم القطاع الفندقي السويسري، لا سيما في المدن الكبيرة التي تهمها سياحة الحوافز والمؤتمرات، مع العلم وأن ثلاثة أرباع الليالي السياحية في الفنادق الفخمة يقضيها السياح الأجانب. وبينما توقع أوبنهايم تحقيق نسبة إشغال السنة الجارية قدرها 57 في المئة مقابل 54 في المئة السنة الماضية وبسعر متوسطي للغرفة الواحدة يتجاوز 400 فرنك، توقع غوير أن تصل نسبة الاشغال لديه إلى 55 في المئة السنة الجارية مقابل 40 في المئة السنة الماضية وأقل من 30 في المئة السنة التي قبلها نتيجة بدء الأشغال. وأضاف يقول "تحقيق درجة إشغال بنسبة 72 إلى 75 في المئة معدل مقبول لفنادق الأربع نجوم في سويسرا والأمر نفسه ينطبق على نسبة 60 إلى 65 في المئة لفنادق الخمس نجوم ونستطيع من خلال هذه النسبة تعويض أكلافنا الرأسمالية". وتضم سويسرا اليوم زهاء 5900 فندق ونزل ضيافة وموتيل ومنتجع سياحي استشفائي تحوي مجتمعة 1،261 الف سرير وتعد الشاليهات والشقق المفروشة قرابة 360 الف سرير في حين يضم 80 نزلاً للشبيبة 7300 غرفة. وبوسع مخيمات العطلات استيعاب 226 الف نزيل مقابل 238 الفاً تستوعبهم معسكرات الخيم والكرافانات. وتعتبر غالبية المرافق الايوائية في سويسرا صغيرة الحجم لا تتجاوز سعة 41 في المئة منها 20 سريراً وتراوح سعة 34 في المئة منها بين 20 و50 سريراً. ويصل عدد المطاعم والمقاهي وصالونات الشاي والمقاصف الريفية الى نحو 26 الفاً وبمعدل منشأة ترفيهية لكل 270 مواطناً وهي نسبة عالية بالمعايير الدولية. وتقدم هذه المنشآت التي تحقق عوائد سنوية تبلغ 15 بليون فرنك 7،11 بليون ودلار مليوني وجبة يومياً أو ما يعادل 700 مليون وجبة في السنة. وتفوق قيمة الاستثمارات في القطاع الفندقي وبقية المرافق الايوائية في سويسرا 30 بليون فرنك، يتم تطويرها سنوياً من خلال انفاق اكثر من نصف بليون فرنك عليها. وتضم سويسرا 60 مصعداً منزلقاً على سفوح الجبال وقرابة 600 مقطع لعربات التلفريك لنقل السياح الى قلب المناطق الجبلية. ومنذ عام 1991 لم تنجح صناعة السياحة السويسرية في الخروج من دوامة شهدتها بلدان أخري مجاورة. وبعدما وصل عدد الليالي السياحية إلى نحو 78 مليون ليلة عامذاك تواصل التراجع على مدى السنوات الماضية ليصل إلى67 مليوناً العام الماضي وإن واصلت العوائد النمو ولم تتراجع في شكل موازٍ. ويلاحظ من الإحصاءات الرسمية أن التراجع شمل بنسبة أكبر السياحة الخارجية التي انخفضت من 37 مليون ليلة خلال الفترة نفسها إلى 32 مليوناً في حين انخفضت السياحة الداخلية السويسرية من 41 مليون ليلة إلى 35 مليوناً. وتعتبر سويسرا نقطة ترانزيت رئيسة إذ سافر عبر مطاراتها الثلاثة في جنيف وبيرن وبازل أكثر من 26 مليون مسافر العام الماضي، مقابل 261 مليون مسافر دخلوها براً. وعلى رغم هذه الأعداد إلا أن نسبة الإقبال السياحي والفترة التي يقضيها السياح الأجانب لم تتطور. وقال لپ"الحياة" فديريكو سوماروغا مدير دائرة الاسواق المستقبلية في "مكتب السياحة السويسري" وهو الهيئة الكونفديرالية الرسمية إن السنة الجارية سجلت ارتفاعاً في عدد السياح بمقدار خمسة في المئة حسب الاحصاءات الأخيرة المتوافرة. وأضاف: "هذا يشير إلى أننا نجحنا في استلحاق بعض التأخر الذي سبق أن سجلناه وهو أمر يعود الفضل فيه إلى المنتجات التي نقدمها". ورأى أن المنتجات السياحية التي سيتم تقديمها في موسم الشتاء المقبل ستتضمن أسعاراً تشجيعية تجعلها في متناول الزوار "وهذه العروض سمحت حتى الآن بالحصول على حجوزات مباشرة في محطات تزلج عدة مما يبشر بشتاء جيد". وزاد: "خلال موسم الصيف الماضي قمنا بالترويج لمنتجاتنا لا سيما الدراجات الهوائية والمعابر والدروب المخصصة لها، ولبرامج الترويح عن النفس والمهرجانات الصيفية الكثيرة التي غطت مناطق عدة في سويسرا لا سيما المهرجانات الموسيقية في سويسرا الألمانية والفرنسية والايطالية". وأشار إلى أن "المنطقة الفرنسية ليمان هي الأكثر شهرة في العالم العربي وستبقى دائماً رائدة في السوق السويسرية وهذا عامل مهم جداً لدي الزوارالعرب". وأكد أن منطقة ليمان التي تستحوذ على نحو 27 في المئة من إجمالي الحركة السياحية في سويسرا هي الاكثر قدرة على اجتذاب السياح والزوار العرب نظراً الى امتلاكها اكبر كثافة من حدائق الترفيه والالعاب والمهرجانات في سائر انحاء اوروبا، وبينها "مهرجان جنيف للألعاب النارية" الذي يجري بين 5 و9 آب أغسطس من كل عام والذي يعتبر اكبر مهرجان من نوعه في أوروبا، علاوة على مهرجان مونترو للجاز الذي يجري منتصف تموز من كل سنة والذي يعتبر أكبر مهرجان للجاز في أوروبا وأحد اكبر ثلاثة مهرجانات جاز في العالم. وذكر هاري جون مدير المبيعات والترويج في "هيئة السياحة في لوزان" لپ"الحياة" أن السياح العرب "يأتون أساساً إلى جنيف التي يمضون فيها 100 ألف ليلة ثم يتوجهون بعدها إلى لوزان، التي يمضون فيها مع مدينة مونترو 20 ألف ليلة، مما يمنح المدن الثلاث 90 في المئة من إجمالي حركة السياحة العربية". وقال ان منطقة الشرق الأوسط تعتبر، على رغم محدودية حصتها من اجمالي حركة السياحة الوافدة الى سويسرا، منطقة ذات امكانات عالية للنمو. وأشار إلى أن الاحصاءات تظهر أن 50 في المئة من الليالي السياحية التي يمضيها العرب تعود إلى السعوديين مقابل20 في المئة للكويتيين و20 في المئة لرعايا دولة الامارات. أما العشرة في المئة المتبقية فيتقاسمها بقية الزوار العرب. ونفى الاتهامات التي تشير إلى أن سويسرا هي مقصد غالي الكلفة وقال: "ننتظر يتم إدخال عملة اليورو ليكون في وسعنا أن نقارن أسعارنا مع أسعار بقية الوجهات الأوروبية المنافسة. ونحن في الوقت ذاته لا نريد أن نركز على السياحة الجماهيرية الرخيصة".