صعدت انقرة امس لهجتها ضد الدول الأوروبية، خصوصاً ايطاليا، وهددت قطع علاقاتها معها اذا تم تدويل القضية الكردية. ويعقد زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان ندوة تليفزيونية عبر القناة الكردية يتحدث خلالها الى المشاهدين مباشرة اليوم. ومن المتوقع ان يعلن تعديلاً في برنامج حزبه ليتحول الى منظمة سياسية لا تعتمد الكفاح المسلح لتحقيق اغراضها. واتهم السفير التركي الدائم لدى الاتحاد الأوروبي نهات اكيول العواصم الأوروبية بپ"عدم احترام مبدأ التضامن ازاء التهديدات التي يتعرض لها امننا القومي، وسيادتنا الاقليمية". وأضاف في كلمة القاها امام مؤتمر اوروبي لبحث مستقبل العلاقات مع تركيا "ان المعاملة التي يلقاها هذا الارهابي عبدالله اوجلان بوصفه شخصية محترمة ومحاولة تحويل قضيته الى قضية ذات ارضية سياسية خطأ كبير". وهاجم اكيول فكرة انشاء محكمة دولية للنظر في دوافع وأفكار اوجلان. ووصف المواقف الأوروبية الداعمة لايطاليا والتضامن معها بأنها "ترسي اسساً لنزاع عميق ودائم مع تركيا". وكان السفير التركي لدى الحلف الاطلسي الدكتور اونور اوعين حذر في كلمة منفصلة من ان تدويل القضية الكردية سيؤدي الى قطع العلاقات التركية - الأوروبية. من جهة اخرى، يحاول عبدالله اوجلان التعايش مع وضعه الجديد تحت الاقامة المنزلية في ايطاليا، بعيداً عن مركزه التقليدي كمحرك ورئيس لحزب العمال الكردستاني. وسيعقد اوجلان ندوة حية على التلفزيون الكردي الذي يتخذ من بروكسيل مقراً له. وقالت مصادر تلفزيون "ميد تي في" ان ندوة مفتوحة تعقد اليوم الاحد في الثامنة الا ربعاً "ستبحث مصير حزب العمال ومستقبله واعادة بناء منظماته وتحديث هيكليته في المرحلة الجديدة". وسيتحدث اوجلان عبر الهاتف الى المشاهدين الأكراد والأتراك عن "مهمات ما بعد روما"، لا سيما اعادة النظر في عدد من مواد دستور الحزب الراديكالي، المرتكز على الكفاح المسلح. وقالت مصادر مقربة من اوجلان لپ"الحياة": "ان النظر في دستور الحزب سيحوله الى منظمة سياسية نشطة ضمن المقاييس الأوروبية والغربية". وعلمت "الحياة" ان حزب العمال الكردستاني اجرى خلال الاسبوعين الماضيين جملة من التغييرات في مواقع قيادية في اوروبا والشرق الأوسط بهدف تكثيف نشاط الحزب اوروبياً وتأمين الدعم لقائده