وضعت المانيا ثقلها وراء ايطاليا في مواجهة التهديدات التركية بمقاطعة المنتجات الايطالية اذا لم يتم التوصل الى اتفاق على محاكمة زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان ، الذي تنظر روما في طلبه اللجوء السياسي. وجاء الدعم على لسان المستشار الألماني غيرهارد شرودر الذي زار مقر المفوضية الأوروبية في بروكسيل امس الخميس والتقى رئيسها جاك سانتيز، في مهمة عمل للتمهيد لتسلم المانيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، في بداية السنة المقبلة. ورسم الموقف الالماني صورة قوية وموحدة لدول الاتحاد الأوروبي التي "ترفض التهديدات التركية بقوة وتؤيد موقف ايطاليا ازاء اوجلان". وهو موقف عبر عنه سانتير قبل يومين، داعياً الى التضامن مع ايطاليا في معالجتها للملف الحساس. وتضمنت مواقف سانتير التي أعلنت بحضور رئيس الوزراء الايطالي ماسيمو داليما، التهيئة لاتخاذ اجراءات انتقامية من تركيا اذا نفذت تهديداتها بالمقاطعة الرسمية. وقالت مصادر ديبلوماسية في بروكسيل لپ"الحياة" ان "دراسة مستفيضة ومتآنية تجرى للبحث في الصيغ القانونية التي سترتكز اليها دول الاتحاد الأوروبي في رسم اجراءاتها المضادة التركية". وأعاد المستشار الألماني التذكير بأن المعالجة المباشرة لملف اوجلان تبقى مسألة ايطالية. وليس من المستحب تحويل الملف الى مسألة "أوروبية". ويحمل هذا الخطاب رسالة محددة الى تركيا تؤكد على ان استقلالية القرار الايطالي وضرورة التفاهم والحوار مع روما لحل هذه المشكلة. واعتبرت المصادر السياسية في بروكسيل ان الحرص الأوروبي على تفهم الموقف التركي إزاء "النشاطات السياسية والعسكرية" لحزب العمال الكردستاني الذي يقوده اوجلان "تقف عند حدود التهديد بمقاطعة دولة من الدول الاعضاء في الاتحاد". ورأت المصادر ان التصريحات التركية المتصلبة قد تكون بهدف الاستهلاك السياسي المحلي ولمصالح داخلية أكثر من كونها سياسية خارجية دائمة. وتوقعت ان تخفف تركيا لهجة التصعيد خلال الأيام القليلة، خصوصاً مع سقوط حكومة مسعود يلماز. من جهة اخرى، ابدى وزير الخارجية الايطالي لامبرتو ديني معارضته منح أوجلان اللجوء السياسي. وقال في مقابلة مع صحيفة "كورييرا دي لاسيرا" امس ان "الممارسات التي تؤخذ على اوجلان لا تسمح له بأن يكون في عداد المضطهدين". وأضاف ان "اللجوء السياسي يمنح للمضطهدين بسبب افكاره. والحال مختلفة جداً مع اوجلان الذي تؤخذ عليه أعمال ارهابية". وتابع الوزير الايطالي ان "هناك مواثيق للمجلس الأوروبي تتعلق بالارهاب وتنص على محاكمة الاشخاص الملاحقين لاعمال من هذا النوع". واعتبر ديني ان تسليم اوجلان الى المانيا التي كانت قدمت مذكرة توقيف بحقه، يبقى الحل الأفضل، واعتبر ان "لألمانيا مسؤولية اخلاقية في هذه القضية"، مقارناً بين حال الزعيم الكردي والجنرال التشيلي اوغوستو بينوشيه الذي رفض مجلس اللوردات البريطاني أول من أمس التسليم بحصانته بعدما كان القضاء الاسباني قدم مذكرة لتسلمه.