طرابلس، جنيف - رويترز، ا ف ب، ا ب - اعلن المجلس الانتقالي الاستيلاء على المطار وعلى حصن في سبها الواقعة في عمق الصحراء من القوات الموالية لمعمر القذافي. وقال أحمد باني، الناطق العسكري باسم المجلس في مؤتمر صحافي في طرابلس، ان قوات المجلس استولت على هذه المناطق ورفعت أعلام الحكومة الموقتة فوقها. ونفى ادعاءات الناطق باسم القذافي أن قواته اعتقلت فرنسيين وبريطانيين في القتال الدائر حول بلدة بني وليد. وقال «لا وجود لمحتجزين بريطانيين وفرنسيين في المدينة». وكان حصن سبها، مكاناً جميلاً جداً ومفضلاً للعقيد القذافي لنصب خيمته فوقه لاستقبال زعماء قبائل في المنطقة وتوزيع الخيرات الليبية عليهم وشراء ولائهم، كما تفيد مواقع على الانترنت. ومع تعثر تشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة، وما ذُكر عن تأجيل اعلانها «حتى اكتمال تحرير المناطق الليبية كافة واسر القذافي او قتله» دخلت الحملة العسكرية للسيطرة على سرت يومها الخامس من دون بوادر على انتهائها بتسوية أو باستسلام كتائب القذافي التي تدافع عنها. واستمرت العمليات الحربية في بني وليد، حيث يُقال إن سيف الإسلام القذافي يقود العمليات الحربية فيها ومسلحين موالين للنظام السابق، على رغم أن مقاتلي المجلس الوطني دخلوا أطرافها مجدداً أمس وسط غزارة من نيران المستميتين في الدفاع عنها عنها. وأفادت أنباء، نقلها المراسلون الحربيون من الجبهة، بأن «الفوضى وسوء التنظيم في قيادة العمليات تؤخر السيطرة على المعاقل الأخيرة للقذافي». ووقعت في البلدة معارك عنيفة، كما افاد عبد الله كنشيل المسؤول المحلي في المجلس الذي قال لوكالة «فرانس برس» إن «الثوار دخلوا بني وليد صباحاً وهم يخوضون معركة عنيفة»، مؤكداً أن تحرير هذه الواحة المترامية سيتم «في اليومين المقبلين». وأضاف إن المسلحين، الذين يتحصنون في المدينة، «معظمهم مرتزقة من تشاد والنيجر وتوغو، بحسب الجثث التي تم العثور عليها». وأضاف إن المفاوضات جارية للسماح للمدنيين، الذي قدرهم بقرابة 50 ألفا، بمغادرة المدينة. وقال إن «سيف الإسلام نجل القذافي شوهد في بني وليد وهذا أمر مؤكد. وربما والده أيضاً هناك ونحن متأكدون من ذلك بنسبة 70 في المئة». وعززت قوات المجلس الوطني صفوفها براجمات صواريخ جديدة من نوع «غراد» واستقدمت عناصر إضافية وآليات جديدة، تمركزت على بعد كيلومترات قليلة من وسط المدينة وفي مواقع خارجها تبعد نحو عشرين كلم. وفي سرت، كان مقاتلو المجلس يحاولون ضمان أمن الشوارع الرئيسية للسماح للمدنيين بمغادرة المدينة وللتمكن بالتالي من الرد على القصف المدفعي الثقيل لقوات القذافي، كما قال قائد إحدى فرق المقاتلين. ويعتقد المقاتلون أن معتصم، أحد أبناء القذافي، موجود في أحد الأحياء الجنوبية للمدينة. وفرت مئات الاسر من سرت امس مع تقدم المقاتلين الذين ارسلوا ومعهم منصات اطلاق الصواريخ الضخمة والمدافع. وتسعى قوات المجلس الوطني التي عزلت سرت عن العالم الخارجي، اقناع السكان بالمغادرة قبل قصف المدينة بالصواريخ والمدفعية لاجبار فلول القذافي على الاستسلام. وفي جنيف دعت لجنة التحقيق المستقلة للامم المتحدة في ليبيا المجلس الوطني الى اتخاذ تدابير «عاجلة» لوضع الوثائق الرسمية والمحفوظات التي تركها نظام القذافي بعد معركة طرابلس، في مكان آمن. وقال احد اعضاء اللجنة، المكلفة التحقيق في اتهامات المساس بحقوق الانسان، فيليب كيرش ان «اللجنة قلقة حيال المعلومات المتعلقة باتلاف او فقدان وثائق ومحفوظات رسمية تركت في طرابلس عندما انسحبت كتائب القذافي من المدينة». واضاف «ان فقدان او اتلاف الوثائق قد يُضر بجهود اللجنة لاثبات الحقائق حول انتهاكات حقوق الانسان وعمل اي آلية مستقبلية في ليبيا لاحقاق العدل وللتأكد من ان المسؤولين عن «انتهاكات حقوق الانسان سيلاحقون».