طهران - أ ب، أ ف ب - انتقد آية الله علي خامنئي مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران امس "اساءة استخدام حرية التعبير من قبل متآمرين"، وقال ان اعمالهم ترقى الى "الخيانة". ودعا خامنئي الايرانيين الى مشاركة واسعة في انتخابات مجلس خبراء القيادة، معتبراً ان "هوية المنتخَبين مسألة ثانوية"، ووصف "الخلافات بين التيارات" في ايران بأنها "اختلافات بين الأخوة". ونقلت وكالة الأنباء الايرانية عن خامنئي قوله ان "انتقاد سياسات الحكومة ليس سيئاً ولكن عندما يحاول شخص ان يُضعف دعائم الحكم فان هذا خيانة وليس حرية تعبير. ان ايدي العدو تقف وراء هذه الممارسات". وكانت السلطة القضائية التي يسيطر عليها المحافظون، اوقفت خلال الشهور الاخيرة صدور ست مطبوعات، ضمنها مطبوعتان الاثنين الماضي، واعتقل ستة صحافيين بتهمة نشر اكاذيب، وتحبط هذه الحملة مساعي الرئيس محمد خاتمي لإعطاء الصحافة مزيداً من الحرية. ويشكو الصحافيون من انهم ضحايا الجناح المحافظ النافذ في النظام الذي وجد نفسه يواجه انتقادات متزايدة من صحافة تزداد جرأة. وكان خامنئي دعا القضاء الى التعامل مع "انتهاك حرية الصحافة" من قبل وسائل الاعلام. ونقلت الوكالة عن خامنئي امس: "قلنا مراراً ان هناك حرية للتعبير عن الرأي في شأن كل قضية، ويحق لمن لديه اعتراضات على خطط الحكومة ان ينشر اعتراضاته ولن يمنعه احد، لكن هناك فرقاً جوهرياً بين الاعتراض والتخريب". وتابع خامنئي: "اذا اضعف احد اليوم الاقتصاد وعمل هذه الحكومة، التي تتولى خدمة الشعب، فانه عدونا ويجب ان نتصدى له". في غضون ذلك وافق "مجلس أمناء الدستور" على ترشيحات 167 رجل دين، ينتمي معظمهم الى التيار المحافظ في النظام، لخوض انتخابات "مجلس خبراء القيادة"، احدى هيئات القرار الرئيسية في النظام الايراني، المقررة في 23 تشرين الاول اكتوبر الجاري. وأظهرت الاسماء التي عددتها الاذاعة الايرانية أمس انه لم يتم القبول الا بترشيحات رجال الدين، فيما رفضت النساء وكذلك ترشيحات شخصيات دينية قريبة الى الرئيس محمد خاتمي اعتبرها مجلس أمناء الدستور "غير مؤهلة" لخوض الانتخابات. في المقابل وافق مجلس الأمناء، المكلف التحقق من تطابق القوانين مع الاسلام والدستور، اضافة الى بت اهلية المرشحين الى الانتخابات في ايران، على ترشيحات عشرة اشخاص ينتمون الى تيار اليسار الراديكالي المؤيد لخاتمي. وقدم 396 شخصاً، معظمهم من رجال الدين الشيعة، ترشيحاتهم للفوز بأحد المقاعد ال 86 في مجلس خبراء القيادة المخول تعيين مرشد الجمهورية الاسلامية وعزله . ورفض "مجلس أمناء الدستور" ترشيحات 229 شخصاً، بينهم تسع نساء، وحوالى 40 من غير رجال الدين، والعديد من انصار الرئيس خاتمي، فيما أظهرت لائحة المرشحين النهائية وجود العديد من رجال الدين المحافظين الذين هم رؤساء او اعضاء في مؤسسات النظام الرئيسية. وينتخب مجلس الخبراء، الذي يسيطر عليه رجال الدين المحافظون، في اقتراع عام، وهو مكلف الحرص على تطبيق "ولاية الفقيه" التي ارساها مؤسس الجمهوية الاسلامية آية الله الخميني